• ×
admin

اختزال القضية الفلسطينية

اختزال القضية الفلسطينية

يوسف القبلان

في مقال سابق بعنوان (هدنة) ذكرت أن القضية الفلسطينية تم تفتيتها واختزالها في موضوع غزة، وأشرت أن استخدام علم النفس السياسي والمكينة الإعلامية تعاملت مع اتفاقية وقف إطلاق النار في غزة وكأن العالم توصل أخيرا إلى حل لقضية فلسطين، ثم جاء الرئيس الأميركي ترمب وأكمل المهمة فسلط الضوء على غزة وتعامل معها بمنطق تجاري وكأنها مشروع عقاري، متجاهلا البعد الإنساني والتاريخي وحق أصحاب الأرض المطلوب منهم مغادرة أرضهم إلى المجهول يتزامن مع دعم للتوسع الإسرائيلي، هذا التركيز على فكرة التهجير هي محاولة لصرف الأنظار عن جوهر القضية الفلسطينية وهي الاحتلال الإسرائيلي وتجاهل السلام العادل الشامل المتمثل في حل الدولتين المطروح عربيا منذ عام 2002م.

تصريحات الرئيس الأميركي عن غزة كان متوقعا أن ينتج عنها زخم إعلامي يركز على البحث عن بدائل مكانية لتهجير أهالي غزة، كما يفتح المجال للتعرف على ردود الأفعال العالمية حول هذا التوجه الذي يتنافى مع مبدأ العدالة وحقوق الإنسان والقوانين الدولية، زخم إعلامي متوقع نتاج خطة مسبقة تهدف إلى إشغال العالم بجزء من القضية ونسيان القضية الأساسية لأن الأهداف بعيدة المدى هي مزيد من التوسع الإسرائيلي ومزيد من الاحتلال ومزيد من تناقض الدول التي تتحدث عن حقوق الإنسان وعن رفض الاحتلال لكنها مع إسرائيل تكتفي بالتعبير عن القلق، حتى المنظمات الدولية تصدر القرارات التي تدين إسرائيل ترميها إسرائيل في سلة المهملات، دول عظمى متناقضة تتحدث عن وقف الحروب وإحلال السلام لكن الفجوة كبيرة بين ما تقول وما تفعل!

الحلول السياسية لا تنجح إذا كانت تؤدي إلى مشكلات جديدة فكيف إذا كانت الحلول أو بمعنى أكثر دقة (المبادرات) المطروحة هي أشبه بالقرارات أو الأوامر غير قابلة للمناقشة أو للتفاوض لأنها لا علاقة لها بالمنطق أو العدالة أو الإنسانية.

الرياض
بواسطة : admin
 0  0  4