• ×
admin

مباراة تحديد البطل

مباراة تحديد البطل

محمد العويفير

تتجه أنظار عشاق كرة القدم السعودية إلى المباراة المرتقبة بين نادي الاتحاد ونادي الهلال، المقرر إقامتها غداً في ملعب الإنماء والتي تحمل أهمية كبيرة في تحديد ملامح بطل الدوري السعودي للمحترفين لهذا الموسم، فهذه المواجهة ليست مجرد مواجهة عادية، بل هي واحدة من أهم المحطات في صراع الدوري هذا الموسم، فهذه المباراة ليست ثلاث نقاط فقط، بل قد تكون الفاصل الحقيقي بين اللقب والبقاء في سباق المنافسة، فلكل فريق فيها رواية مختلفة ولكل جمهور حساباته الخاصة التي تجعل من هذه المواجهة أكثر من مجرد مباراة عادية، الهلال يدخل هذه المباراة وهو يدرك أنها فرصته الكبرى للعودة إلى المنافسة بقوة، فالفوز سيقلِّص الفارق إلى نقطة واحدة فقط.

وهذا لا يعني تقليص الفارق العددي فقط، بل أيضًا التفوق النفسي، فالسنوات الماضية شهدت سيناريوهات متكررة، حيث يكون الاتحاد في المقدمة لكن الهلال يعود من بعيد ويخطف اللقب في اللحظات الأخيرة، وهذا ليس مجرد حظ، بل يعود إلى عقلية الهلال التي تجعله يلعب حتى آخر لحظة ويؤمن دائمًا بأن البطولة لا تُحسم إلا مع صافرة النهاية الأخيرة في الموسم، وفي المقابل الاتحاد يرى في هذه المباراة فرصة لحسم الأمور قبل الأوان فالفوز سيجعله يبتعد بفارق سبع نقاط وهذا فارق مريح في صراع طويل مثل الدوري السعودي، فالاتحاد يعلم أن الهلال فريق لا يموت بسهولة وأن أي تعثر سيعيده إلى دوامة الشك خصوصًا أن ذاكرة الاتحاد مليئة بمواسم سابقة كان فيها قريبًا من اللقب لكنه خسره في الجولات الأخيرة لصالح الهلال، هذا يعني أن الفوز بالنسبة للاتحاديين ليس مجرد تعزيز للصدارة، بل هو خطوة لمحو عقدة الماضي وإثبات أن هذا الموسم مختلف.

الجانب النفسي في هذه المباراة لا يقل أهمية عن الفني، الهلال يعرف أنه حتى لو فاز الاتحاد سيظل يملك فرصة للعودة لكنه أيضًا يدرك أن الانتصار سيجعل الضغط كله على الاتحاد وسيعيد للاتحاديين ذكريات اللحظات التي فقدوا فيها الدوري رغم تقدمهم، على الجانب الآخر الاتحاد إذا خسر فقد لا يكون الضرر في النقاط فقط، بل في الحالة الذهنية للاعبين والجمهور، حيث ستعود إليهم المخاوف من أن يتكرر سيناريو المواسم الماضية، الهلاليون يدركون أن هذه المباراة هي أهم اختبار لهم هذا الموسم وإذا أرادوا الحفاظ على هيمنتهم فعليهم الفوز بأي شكل، بينما الاتحاديون يعتبرونها لحظة الحقيقة إما أن يثبتوا أن هذا الموسم هو موسمهم أو يفتحوا الباب لسيناريو مألوف تكرر أكثر من مرة.

في النهاية لا يهم من سيفوز في هذه المباراة فقط، بل الأهم هو تأثيرها على بقية الموسم، الفوز سيعطي دفعة هائلة لأي من الفريقين والخسارة ستضع الفريق الآخر في موقف صعب جدًا نفسيًا وعمليًا، لهذا السبب أعتقد أننا سنشهد واحدة من أكثر المباريات إثارة هذا الموسم ليس فقط داخل الملعب، بل في تأثيرها على كل ما سيأتي بعد ذلك، فالاتحاد إن خسر سيساوره الشك بأن سيناريو المواسم الماضية سيتكرر وسيخسر مزيداً من النقاط وسيستعيد الهلال الصدارة، أما إن خسر الهلال فلا أعتقد بأنه سيلحق بالاتحاد لتزاحم المباريات ما بين آسيا والدوري وسعيه للحفاظ على جاهزيته قبل كأس العالم وتقليص القائمة والتي خلّف للهلال دكة لا تستطيع أن تصنع الفارق في أي مباراة!

رسالتي:

الاتحاد لديه ما يساعده على التمسك بالصدارة إن انتصر، حيث إنه ينافس على بطولة واحدة، والأخرى وهي كأس الملك في أفضل الأحوال لن يلعب فيها أكثر من مباراتين، أما الهلال فلا يبكي إلا على خسارته لنقاط بعض المباريات والتي كان من الممكن أن تبقيه متصدراً بفارق مريح لو انتصر على الاتحاد أيضاً، وأصبح هامش التعثر مريحاً لمنعطفات هذا الموسم!

الجزيرة
بواسطة : admin
 0  0  7