• ×
admin

ماذا تعرف عن #دوري_المشي؟!

ماذا تعرف عن #دوري_المشي؟!

أحمد عبدالرحمن العرفج

في عالمٍ تتطوَّر فيه الابتكارات باستمرار، جاءت مبادرة «دوري امش 30»؛ لتكسر الصورة التقليديَّة لحملات التوعية الصحيَّة، وتقدِّم نموذجًا تفاعليًّا يحفِّز الأفراد على تبنِّي أسلوب حياة نشط بطريقة ممتعة، فمن خلال تحويل المشي إلى دوري تنافسيٍّ، استطاعت وزارة الصحَّة تقديم التوعية بأسلوب مختلف، يتجاوز النصائح التقليديَّة إلى تجربة واقعيَّة ممتعة ومشجِّعة.

الميزة الأبرز لهذه المبادرة، تكمن في «المنافسة الصحيَّة»، التي تجمع بين التحدِّي، والتقنية، والتحفيز المجتمعيِّ؛ ممَّا يجعل المشي أكثر جاذبيَّةً واندماجًا في الحياة اليوميَّة. وبتسمية المبادرة «دوري امش 30»، عزَّزت الوزارة من ربط الفكرة بعنصر مألوف لدى الجميع، وهو الدوريات الرياضيَّة؛ ممَّا جعلها أكثر انتشارًا واستيعابًا لدى مختلف الفئات.

المشي ليس نشاطًا رياضيًّا فقط، بل أسلوب حياة يمكن ممارسته في أيِّ وقت وأيِّ مكان، دون الحاجة إلى تجهيزات خاصَّة، أو تكاليف إضافيَّة. فهو لا يتطلَّب سوى 30 دقيقة يوميًّا (ما يعادل 8000 خطوة)، ورغم بساطته، إلَّا أنَّ تأثيره الصحي كبير، إذ يعزِّز صحَّة القلب، وينظِّم مستويات السكَّر، ويقلِّل من مخاطر الأمراض المزمنة. وإلى جانب الفوائد الجسديَّة، يساعد المشي أيضًا في تحسين المزاج، وتقليل التوتر، وزيادة النشاط الذهنيِّ؛ ممَّا يجعله عادةً ضروريَّةً للحفاظ على الصحَّة العامَّة.

لضمان انتشار ثقافة المشي، قدَّمت الوزارة حوافز مشجِّعة، حيث تصل قيمة الجوائز إلى 250 ألف ريال،؛ ممَّا جعل التحدِّي أكثر إثارةً. كما اعتمدت المبادرة على آليَّة الفرق الجماعيَّة، حيث يمكن للأصدقاء، وأفراد العائلة المشاركة معًا؛ ممَّا يعزِّز التفاعل الاجتماعي، ويخلق بيئةً مشجِّعةً تضمن الاستمراريَّة والالتزام.

التقنيات الحديثة تؤدِّي دورًا محوريًّا في نجاح الدوري، حيث ساعد تطبيق «صحتي»، المشاركِينَ على تتبُّع خطواتهم اليوميَّة، مع تقديم إشعارات تحفيزيَّة، وتحدِّيات أسبوعيَّة تزيد من روح المنافسة؛ ممَّا يجعل المشي أكثر تفاعليَّةً. هذه التكامليَّة بين التقنية والنشاط البدنيِّ، جعلت الالتزام بالمشي أسهل، حتَّى للأشخاص غير المعتادين على ممارسة الرياضة بانتظام.

حسنًا؛ ماذا بقي؟!

بقي القول: إنَّ إحدى أبرز مميِّزات المشي، أنَّه يمكن دمجه بسهولة مع الأنشطة اليوميَّة، حيث يمكن ممارسته أثناء المكالمات الهاتفيَّة، أو في العمل عند التنقل بين المكاتب؛ ممَّا يساهم في تعزيز الإنتاجيَّة، وتحفيز التفكير الإبداعيِّ. كما أنَّه يساعد على بناء عادات إيجابيَّة تسهم في الوقاية من العديد من الأمراض المرتبطة بقلَّة النشاط البدنيِّ، مثل السُّمنة وارتفاع ضغط الدَّم.

تتجاوز مبادرة «دوري امش 30» كونها حملة توعويَّة، إلى كونها خطوة إستراتيجيَّة لبناء مجتمع أكثر صحَّةً ونشاطًا. فالتوعية الفعَّالة لا تقتصر على إلقاء النصائح، بل تتطلَّب مشاركة مجتمعيَّة، وأساليب تحفيزيَّة مبتكرة. وبينما تواصل وزارة الصحَّة جهودها لتعزيز الوقاية، ونشر ثقافة المشي، يبقى الدور الأهم على الأفراد؛ لجعل المشي عادةً يوميَّةً مُستدامة؛ لأنَّ «المشي ليس فقط أسهل رياضة، بل هو أنفعها إطلاقًا».

المدينة
بواسطة : admin
 0  0  6