• ×
admin

الرزق.. وَرِزقُكَ لَيسَ يُنقِصُهُ التَأَنّي

الرزق.. وَرِزقُكَ لَيسَ يُنقِصُهُ التَأَنّي

ناصر زيدان التميمي

الرزق هو كل ما يقدّره الله لعباده من خير ونفع سواء كان ماديًا كالأموال والطعام أو معنويًا كالراحة النفسية والصحة والعلم. ويؤمن المسلم بأن الرزق بيد الله وحده يوزعه بحكمته وفق ما يشاء ولا يرتبط فقط بالسعي والاجتهاد، بل أيضًا بالبركة التي يضعها الله فيه، فكم من إنسان يملك المال لكنه لا يشعر بالسعادة، وكم من فقير يعيش في راحة بال وطمأنينة.

الرزق لا يقتصر على المال فقط، بل له أشكال متعددة منها الرزق المادي كالأموال والتجارة والممتلكات والرزق المعنوي كراحة البال والصحة والمحبة بين الناس والرزق الروحي كالإيمان والهداية والقرب من الله والرزق العاطفي كوجود الأهل والأحباب والذرية الصالحة. وهناك أيضًا الرزق العلمي الذي يتمثّل في المعرفة والفهم النافع والرزق الاجتماعي كحسن السمعة وعلاقات الود مع الآخرين.

رغم أن الرزق مقدَّر من الله إلا أنه وضع أسبابًا تجلب البركة والزيادة فيه ومنها التقوى والتوكل على الله، كما قال تعالى: {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ}. وصلة الرحم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم «من أحب أن يُبسط له في رزقه ويُنسأ له في أثره فليصل رحمه». والاستغفار كما قال تعالى: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا}، وكذلك الصدقة فهي سبب في نزول البركة وزيادة الخير كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ما نقص مال من صدقة. والسعي والعمل بجد فالرزق لا يأتي بدون بذل الجهد كما قال الله {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ} فالعمل عبادة والأخذ بالأسباب جزء من الإيمان.

الرزق مكتوب ومقدّر لكن هذا لا يعني التواكل وترك العمل بل يجب الجمع بين السعي والاعتماد على الله فالأرزاق مقسّمة بحكمة وليس بالضرورة أن تكون كثرة المال دليلاً على البركة فقد يُحرم الإنسان الراحة رغم غناه وقد ينعم الفقير بالقناعة والسعادة وربّ رزق قليل دام نفعه خير من كثير لم يُبارك فيه.

الرزق نعمة من الله يجب شكرها وهو ليس محصورًا في المال فقط، بل يشمل الصحة والعافية والمحبة والراحة النفسية ومن أراد أن يبارك الله في رزقه فعليه بالتقوى وصلة الرحم والاستغفار والصدق في العمل والاعتماد على الله والتوكل عليه حق التوكل فمن وثق بأن الله هو الرازق عاش مطمئنًا ورزقه الله من حيث لا يحتسب.

وصدق الإمام الشافعي حين قال:

وَرِزقُكَ لَيسَ يُنقِصُهُ التَأَنّي

وَلَيسَ يَزيدُ في الرِزقِ العَناءُ

وَلا حُزنٌ يَدومُ وَلا سُرورٌ

وَلا بُؤسٌ عَلَيكَ وَلا رَخاءُ

الجزيرة
بواسطة : admin
 0  0  6