من التواصل إلى التباعد
من التواصل إلى التباعد
يوسف القبلان
يخترع الإنسان الأشياء الجميلة المفيدة ثم يصر البعض على سوء الاستخدام بطريقة لا تلحق الضرر به وحده بل تضر المجتمع. سوء الاستخدام قديم جديد يطال أشياء كثيرة، السيارة، الهاتف، الأدوية، وسائل التواصل الاجتماعي، الذكاء الاصطناعي.. إلخ.
وسائل التواصل استغلها البعض لنشر الأكاذيب والشائعات والبذاءات، وزرع أسباب التباعد بين الأفراد والمجتمعات.
اقتحمت الأكاذيب وسائل التواصل، تسللت الشتائم، تاه المتابع في غابة من الصور والكلمات والأخبار، الأكاذيب سيل لا يتوقف وفق مبدأ تكرار الأكاذيب يخترق عقول المتابعين فيصدقونها!
في هذه الوسائل انسحب التفكير المنطقي والعلمي والمصداقية والقيم الأخلاقية، وتحولت هذه الوسائل إلى إعلام منفلت بلا ضوابط. سوء استخدام السيارة يعرّض حياة الناس للخطر، وسوء استخدام وسائل التواصل يعرّض الفكر للضرر، ويغيّب الإيجابيات الكثيرة لتقنية الاتصالات ويحوّل ساحة التواصل إلى معركة.
إذا كان الاستخدام المبالغ فيه لوسائل التواصل ينتج عنه آثار سلبية تربوية واجتماعية، فكيف سيكون التأثير الفكري إذا كانت هذه الوسائل مزدحمة بنماذج تعلم الأطفال والشباب أسوأ أساليب الحوار، وتدخلهم في متاهة أخبار بلا مصادر، وقصص من نسج الخيال؟ أين يتجه تركيز الطفل ونشاطه وتنمية ثقافته وعلاقاته إذا كان يعتزل عالم الواقع ويدخل في عالم آخر يدربه على الكسل الفكري والبدني. يدخل عالم التواصل في محاولة للاقتراب من الآخرين لكنه يبتعد عن نفسه، يبتعد عن التفكير والتركيز والإنتاجية ويبتعد عن التواصل مع ثقافة تنمي المعرفة والمهارات والتفكير الإيجابي.
نكرر، المشكلة في سوء الاستخدام وليست في الوسائل نفسها، وسائل وجدت للتواصل فحوّلها البعض إلى وسائل للتباعد، تباعد مع الآخرين، وتباعد مع الذات، إلى جانب أن التواصل الدائم مع وسائل التواصل يصبح في خانة الترف وليس الضرورة ولهذا آثار سلبية على حياة الإنسان الأسرية والاجتماعية والمهنية والفكرية.
الرياض
يوسف القبلان
يخترع الإنسان الأشياء الجميلة المفيدة ثم يصر البعض على سوء الاستخدام بطريقة لا تلحق الضرر به وحده بل تضر المجتمع. سوء الاستخدام قديم جديد يطال أشياء كثيرة، السيارة، الهاتف، الأدوية، وسائل التواصل الاجتماعي، الذكاء الاصطناعي.. إلخ.
وسائل التواصل استغلها البعض لنشر الأكاذيب والشائعات والبذاءات، وزرع أسباب التباعد بين الأفراد والمجتمعات.
اقتحمت الأكاذيب وسائل التواصل، تسللت الشتائم، تاه المتابع في غابة من الصور والكلمات والأخبار، الأكاذيب سيل لا يتوقف وفق مبدأ تكرار الأكاذيب يخترق عقول المتابعين فيصدقونها!
في هذه الوسائل انسحب التفكير المنطقي والعلمي والمصداقية والقيم الأخلاقية، وتحولت هذه الوسائل إلى إعلام منفلت بلا ضوابط. سوء استخدام السيارة يعرّض حياة الناس للخطر، وسوء استخدام وسائل التواصل يعرّض الفكر للضرر، ويغيّب الإيجابيات الكثيرة لتقنية الاتصالات ويحوّل ساحة التواصل إلى معركة.
إذا كان الاستخدام المبالغ فيه لوسائل التواصل ينتج عنه آثار سلبية تربوية واجتماعية، فكيف سيكون التأثير الفكري إذا كانت هذه الوسائل مزدحمة بنماذج تعلم الأطفال والشباب أسوأ أساليب الحوار، وتدخلهم في متاهة أخبار بلا مصادر، وقصص من نسج الخيال؟ أين يتجه تركيز الطفل ونشاطه وتنمية ثقافته وعلاقاته إذا كان يعتزل عالم الواقع ويدخل في عالم آخر يدربه على الكسل الفكري والبدني. يدخل عالم التواصل في محاولة للاقتراب من الآخرين لكنه يبتعد عن نفسه، يبتعد عن التفكير والتركيز والإنتاجية ويبتعد عن التواصل مع ثقافة تنمي المعرفة والمهارات والتفكير الإيجابي.
نكرر، المشكلة في سوء الاستخدام وليست في الوسائل نفسها، وسائل وجدت للتواصل فحوّلها البعض إلى وسائل للتباعد، تباعد مع الآخرين، وتباعد مع الذات، إلى جانب أن التواصل الدائم مع وسائل التواصل يصبح في خانة الترف وليس الضرورة ولهذا آثار سلبية على حياة الإنسان الأسرية والاجتماعية والمهنية والفكرية.
الرياض