آلام البطن
آلام البطن.. تستدعي الامتناع عن الملينات والمسهلات تفادياً لانفجار الزائدة الدودية!
التدخين السبب الرئيس للالتهاب الشعبي المزمن وقد يتطور إلى الربو أو ذات الرئة
التدخين السبب الرئيس للالتهاب الشعبي المزمن وقد يتطور إلى الربو أو ذات الرئة
أ. د. جابر بن سالم القحطاني
تواصلا للحديث عن الالتهابات نتطرق اليوم الى انواع من الالتهابات التي تصيب الانسان والاعشاب التي يمكن ان تعالجها:
التهاب الزائدة الدودية
يحدث التهاب الزائدة الدودية من عدوى تسببها البكتريا ، فتتورم الزائدة الدودية وتمتلئ بالصديد وقد يسري الصديد إلى غشائها الخارجي فيصير خراجاً ، أو تنفجر الزائدة الدودية ، فتنتشر العدوى بأجزاء الجسم المحيطة بالموضع . ويتسبب ذلك في التهاب الصفاق وهو التهاب الغشاء المبطن لتجويف البطن.
أعراض التهاب الزائدة الدودية: تبدأ الأعراض عادة بألم في منطقة السرة ، ثم يتحول إلى أسفل الجانب الأيمن من البطن ولا يسبب ألماً مستمراً في البداية ، إذ يشتد ويخف ثم ما يلبث أن يستمر ، فيصاب الموضع الخارجي بالحساسية عند لمسه. وتتقلص عضلات البطن ويصاب المريض عادة بالغثيان وارتفاع درجة الحرارة . ويُظهر قياس الدم زيادة في الخلايا البيضاء.
علاج التهاب الزائدة الدودية من المهم جداً امتناع الشخص الذي تظهر عليه أعراض التهاب الزائدة الدودية عن تعاطي أي نوع من الملينات أو المسهلات ، كزيت الخروع أو السنا . كما يجب منع المسهلات عن من يشكون ألماً في البطن ، لاحتمال أن يكون ذلك التهاباً في الزائدة الدودية ، فتسبب هذه المسهلات انفجارها ، وبالتالي تلويث البطن بالجراثيم . بل يجب أن يبقى المريض ساكناً ويستدعي الطبيب فوراً . والعلاج المألوف لالتهاب الزائدة الدودية الحاد ، هو إزالتها بعملية جراحية ، تعرف بعملية استئصال الزائدة الدودية.
الالتهاب السحائي
مرض يصيب الأغشية التي تغطي الدماغ والنخاع الشوكي. وهذه الأغشية تعرف باسم السحايا. كما يصيب المرض السائل الدماغي الشوكي الذي يحيط بالدماغ والنخاع الشوكي . ينتج الالتهاب السحائي عن عدوى بوساطة البكتريا والفيروسات والفطريات والميكروبات الأخرى. وحيث أن الالتهاب السحائي البكتيري والفيروسي هما أكثر أنماط المرض شيوعاً فسوف يقتصر حديثنا عن هذين الالتهابين.
يهاجم الالتهاب السحائي الإنسان في كل الأعمار ، إلا أن الرضع والأطفال أكثر تعرضاً للإصابة به . ويتماثل معظم الضحايا للشفاء التام من المرض غير أن الالتهاب السحائي البكتيري قد يسبب تلفاً حاداً للدماغ ينتهي بالوفاة . كما قد يؤدي الالتهاب السحائي البكتيري إلى الصمم والشلل وضعف العضلات والتخلف العقلي والعمى وتغيرات في السلوك . والشخص الذي يعاني حالة عضوية تُضعف مقاومة الجسم للعدوى أكثر تعرضاً للإصابة بالالتهاب السحائي وتشمل مثل هذه الحالات أنيميا الخلايا المنجلية وعدم وجود الطحال ونقص البروتينات المضادة للعدوى والتي تعرف باسم الغُلُوبْيُولينات المناعية.
كيفية تطور المرض: توجد البكتريا والفيروسات التي تسبب الالتهاب السحائي في معظم الحالات في أعضاء الجهاز التنفسي . وتمر الميكروبات في مجرى الدم وتصل إلى الدماغ ، حيث تصيب السحايا والسائل الدماغي الشوكي ، وتحدث تغيرات كيميائية مختلفة في الدماغ الذي قد ينتفخ . هناك أنواع كثيرة من البكتريا التي تسبب الالتهاب السحائي . إلا أن معظم حالات الالتهاب السحائي البكتيري تنتج عن العدوى عن طريق ثلاثة أنواع من البكتريا هي النيسرية السحائية والمستدمية النزلية النوع ب والعقدية الرئوية . كما تسبب عدة فيروسات الالتهاب السحائي.
أعراض الالتهاب السحائي البكتيري بصورة عامة أكثر حدة من أعراض الالتهاب السحائي الفيروسي . كما تتفاوت الأعراض باختلاف عمر المريض . فتشمل الأعراض لدى الرضع والأطفال الحمى والغثيان والقيء وفقدان الشهية والنعاس . كما قد يعاني بعض الأطفال تشنجات أو ارتعاش الأطراف الذي يمكن السيطرة عليه . وكثيراً ما تشمل الأعراض عند الأطفال الأكبر سناً والراشدين الصداع وآلام الظهر وآلام العضلات وحساسية العينين للضوء وكذلك يعاني بعض المصابين تصلباً في العنق.
العلاج: يجب أن يبقى المريض الذي يعاني الالتهاب السحائي تحت رعاية الطبيب وليس هناك علاج محدد فعال ضد الالتهاب السحائي البكتيري ، ويعالج الالتهاب السحائي البكتيري بالمضادات الحيوية ، ومثل هذه المعالجة تقلل كثيراً خطر الوفاة بسبب المرض . يعتمد نوع المضاد الحيوي المستعمل على البكتريا المسببة . وأكثر أنواع المضادات الحيوية المستخدمة لالتهاب السحايا البكتيري البنسلين والأمبيلين والكلورامفنيكول. ويتماثل معظم المرضى للشفاء من الالتهاب السحائي خلال عدة أسابيع.
بعض أنواع الالتهاب السحائي البكتيري والفيروسي معدية ويساعد الرفامبسين في الحماية من انتشار الالتهاب السحائي الذي تسببه النيسرية السحائية والمستدمية النزلية النوع ب. يصف الأطباء عادة هذا المضاد الحيوي للأشخاص المتصلين بالمريض. كما تحمي اللقاحات من حدوث أنواع معينة من الالتهاب السحائي البكتيري وليست هناك وسيلة فعالة للوقاية من الالتهاب السحائي الفيروسي.
التهاب البلورا
البلورا هي الغشاء ذو الطبقتين الذي يبطن جدار الصدر ويحيط بالرئتين . وعندما تلتهب هذه الأغشية ، تسمى الحالة التهاب البلورا. وفي الأحوال الطبيعية تكون طبقتا البلورا ملساوين وتحتك كل منهما بالأخرى احتكاكاً خفيفاً . ولكن أمراضاً يمكن أن تهيج البلورا فتحدث التهاباً . وعندئذ تكون حركة البلورا عند التنفس مؤلمة . وتشمل أسباب التهيج عدوى تنفسية مثل الالتهاب الرئوي والدرن والعدوى الفيروسية مثل الأنفلونزا وأمراض المناعة الذاتية مثل مرض الذئبة الحمراء الشامل والتهاب المفاصل الرومايتودي وجروح الصدر والسرطانات والتعرض للأسبستوس والانصمام الرئوي.
علاج التهاب البلورا: توصف المضادات الحيوية لعلاج التهاب البلورا الناتج عن عدوى بكتيرية ولا تستجيب العدوى الفيروسية للمضادات الحيوية . وقد تتغلب مضادات الالتهاب غير الأستيرويدية على الألم . ويمكن استخدام الكورتيكوستيرويدات عندما ينتج البلورا عن مرض مناعة ذاتية.
التهاب البربخ
البربخ هو الأنبوبة اللولبية الصغيرة خلف الخصية التي تعمل كممر للحيوانات المنوية . كثيراً ما ينتج التهاب البربخ عن عدوى بكتيرية . قد أو قد لا تكون مرضاً منقولاً جنسياً وتشمل الأعراض الشائعة ورماً ووجعاً في الخصيتين أو الصفن أو الأرببه ، وألماً أثناء التبول أو الجماع وحمى وإفراز من القضيب نادراً ما يصاحبه دم.
تسبب الأمراض المنقولة جنسياً خاصة الكلاميديا والسيلان معظم حالات التهاب البربخ في الشباب الذكور. ويزيد السلوك الجنسي عالي الخطورة ، كثيراً من احتمالات إصابة الرجل بالتهاب البربخ. ويمكن للبكتريا التي تنمو في المسالك البولية أو البروستاتا أن تنتقل عبر الوعاء الناقل ، وهو الأنبوبة التي تحمل الحيوانات المنوية إلى البربخ مسببة التهاب هذا الموضع . والأسباب الأقل لالتهاب البربخ هي التشوهات التشريحية في المسالك البولية التي تتيح للبكتريا أن تنمو بسهولة ، وكذلك البروستاتا المتضخمة ، والقسطرة أو الآلة الجراحية التي وضعت في القضيب . ويمكن للدرن أن يسبب التهاب البربخ إذا انتقلت البكتريا من مجرى الدم إلى البربخ . وقد يحدث التهاب البربخ الكيميائي بعد فترات من رفع الأثقال أو الإجهاد ، وفي هذه الحالة يتدفق البول مرتداً من مجرى البول ويهيج البربخ . وقد تبين أن دواء أميودارون أيضاً يسبب تقرح البربخ.
علاج التهاب البربخ: توصف المضادات الحيوية لعلاج التهاب البربخ الذي يحدث نتيجة لحالات عدوى بكتيرية . ويشجع المرضى على الحصول على قسط كاف من الراحة ، ورفع كيس الصفن ، وارتداء ملابس داخلية تحمل الصفن ووضع كمادات ثلج تساعد على تخفيف الأعراض . يمكن منع التهاب البربخ بتحاشي النشاط الجنسي عالي الخطورة والاقتصار على ممارسة الجنس في إطار العلاقة الزوجية.
الالتهاب الشعبي
هو مرض يصيب الغشاء المخاطي للشعب ( القصيبات ) الهوائية في الرئتين . يسبب التهاب هذه القنوات المسماة الشعب زيادة إفراز المخاط الذي يخرج في عملية السعال . والالتهاب الشعبي قد يكون حاداً لفترة قصيرة أو مزمناً لفترة طويلة . ومن أعراض الالتهاب الشعبي المزمن ارتفاع درجة الحرارة وآلام الصدر والسعال المصحوب بمادة مخاطية . ويعتبر الأطباء الحالة مزمنة إذا استمر السعال عدة أشهر سنوياً على مدى عامين متتالين أو أكثر ويسبب الالتهاب الشعبي ، أحياناً قصر النفس وفي الحالات الحادة يسبب هبوطاً في القلب وأحياناً يكون الالتهاب الشعبي مصحوباً بانتفاخ الرئة. وينتج الالتهاب الشعبي الحاد أحياناً عن طريق العدوى التي تصيب الجهاز التنفسي ، كما أنه قد يكون نتيجة للدخان الذي يضايق التنفس أو الهواء الملوث. ويعتبر الدخان الناتج عن التدخين السبب الرئيسي لحدوث الالتهاب الشعبي المزمن. وقد يؤدي كلا نوعي الالتهاب الشعبي إلى الربو أو ذات الرئة.
يعالج الالتهاب الشعبي عن طريق العقاقير التي تعمل على توسيع الشعب الهوائية أو عن طريق المركبات التي تساعد على تليين المادة المخاطية فيخرجها السعال . وقد تساعد الرطوبة الصادرة عن جهاز مرطب على تليين المادة المخاطية. ويوصف للمريض المضادات الحيوية إذا وجدت عدوى بكتيرية . ويتم شفاء حالات الالتهاب الشعبي الحاد خلال عدة أسابيع أما الالتهاب الشعبي المزمن فإنه يصعب علاجه.
المصدر: صحيفة الرياض