العلاج الإشعاعي وسرطان البروستات
العلاج الإشعاعي وسرطان البروستات
د. خالد بالعرج
يقسم سرطان البروستاتا إلى ثلاث مجموعات اعتماداً على عدة عوامل رئيسية:
1- هرمون PSA
2- حجم المرض T-stage
3- مدى سوء الخلايا تحت المجهر Gleason Score (GS)
المجموعة الأولى low Risk Disease (قليلة الخطورة)
ويتم علاجها عن طريق المتابعة المستمرة من فترة إلى أخرى بدون تدخل علاجي حتى يستدعى الأمر التدخل. أو عن طريق التدخل العلاجي بواسطة الجراحة أو العلاج الإشعاعي وفي هذه المجموعة جميع أنواع العلاج نتائجها متساوية من ناحية القدرة على الشفاء وليس هناك أفضلية لنوع على الآخر.
المجموعة الثانية Disease Intermediate Risk (متوسطة الخطورة) وفي هذه المجموعة تكون الأفضلية للتدخل العلاجي سواء الجراحي باستئصال البروستات أو بالعلاج الإشعاعي. أثبتت الدراسات العلمية أن إضافة الهرمونات لمدة قصيرة تقارب الستة أشهر مع العلاج الإشعاعي أدى إلى نتائج أفضل من حيث زيادة التحكم بالورم وزيادة نسبة الشفاء .
المجموعة الثالثة High Risk disease (عالية الخطورة)
وفي هذه المجموعة عادة لا يتم استخدام المتابعة كعلاج بل يجب التدخل بالعلاج سريعا وأفضل طريقة للعلاج هي العلاج الإشعاعي بالإضافة للعلاج الهرموني لمدة طويلة لا تقل عن سنتين.
تم اكتشاف الاشعة عام 1895 على يد العالم الالماني رونتجن. وبعد ذلك بدأ استخدام العلاج الإشعاعي الخارجي كأحد الطرق التي يتم بها علاج الأورام باستخدام الأشعة السينية (x) ذات الطاقة العالية.
يعد العلاج الاشعاعي من الوسائل المهمة في علاج الاورام السرطانية وعلى رأسها سرطان البروستات.
تعتبر نتائج العلاج الإشعاعي الخارجي في علاج سرطان البروستات مماثلة لتأثير العمليات الجراحية لسرطان البروستات.
الهدف الرئيسي من العلاج الإشعاعي هو هدم الخلايا السرطانية وقتلها عن طريق إنهاء قابلية هذه الخلايا للانقسام.
العلاج الإشعاعي لسرطان البروستات غير مؤلم لكن له بعض التأثيرات الجانبية البسيطة.
لا يمكن للعلاج الإشعاعي التفريق بين الخلايا السرطانية والخلايا الطبيعية السليمة لذلك من أهم التحديات التي تواجه استشاري العلاج الإشعاعي هو كيفية تركيز العلاج على الخلايا السرطانية والعمل على تفادي الخلايا الطبيعية السليمة من التعرض للإشعاع قدر الإمكان.
خلال العشرين سنة الأخيرة هناك نقلة نوعية كبرى في تكنولوجيا العلاج الإشعاعي عن طريق:
1- اختراع أجهزه حديثة متناهية الدقة في إعطاء العلاج.
2- استحداث طرق جديدة لإعطاء العلاج
A)العلاج الإشعاعي الثلاثي الأبعاد 3D Conformal XRT
B) العلاج الإشعاعي منظُم الكثافةIntensity Modulated .(IMRT RT(
C) العلاج الإشعاعي رباعي الأبعاد موجة Image guided
Radiotherapy (IGRT).
في الماضي كان الاعتماد على أجهزة البعد الثنائي 2Dimentional أما الآن فالاعتماد على الأجهزة الحديثة ذات البعد الثلاثي 3D والرباعي4D بالإضافة إلى تنوع طرق العلاج .هذا التطور ساعد على إعطاء علاج مركز وجرعات كبيرة متناهية الدقة للبروستات وتقليل الجرعات للأنسجة والأعضاء الطبيعية السليمة المحيطة كالمثانة والأمعاء والمستقيم وعظام الحوض مما ساعد على زيادة نسبة الشفاء والتقليل من الأعراض الجانبية المصاحبة للإشعاع التي كانت أهم العوامل للفشل من التخلص من سرطان البروستات في الماضي.
وقد اثبتت الدراسات العلمية المنشورة في المجلات العلمية مؤخرا ان تضرر المستقيم والمثانة من الاشعاع للمرضى الذين تم شفاؤهم من سرطان البروستاتا تقلصت الى 5%فقط ،في حين كانت النسبة تصل باستخدام التقنيات القديمة الى نحو 30% من مجموع المرضى الذين تشمل اعراضهم الجانبية الشعور بالألم والنزيف في المستقيم والمثانة ،ناهيك عن ارتفاع نسبه الشفاء الناتج عن زيادة الجرعات الاشعاعية.
D (هناك جهاز جديد يسمى Cyper knife من احدث الاجهزة للعلاج الاشعاعي نسطيع بواسطته اعطاء علاج اشعاعي مركز بجرعة كبيرة متناهية الدقة في فترة وجيزة مدتها فقط خمسة ايام وهذا الجهاز موجود في مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض ويعتبر نقلة نوعية للعلاج بالاشعاع اذا قورنت بالمدة السابقة بالأجهزة الاخرى والتى نحتاج 7 اسابيع لاعطاء العلاج.
كيفية العلاج
يعطى العلاج بشكل يومي من السبت إلى الأربعاء، الخميس والجمعة راحة، مدة العلاج لا تزيد عن 20 دقيقة يومياً لمدة 7 8 أسابيع لا يحتاج المريض فيها دخول المستشفى والتنويم خلال العلاج. يستطيع المريض ان يمارس نشاطاته اليومية المعتادة دون أي خوف أو قلق.
يطلب من المريض التمدد على ظهره في سرير آلة العلاج الإشعاعي بشكل يومي ويحتاج للمحافظة على وضعه ثابتا أثناء العلاج.
قبل البدء بالعلاج الإشعاعي يتم عمل تخطيط بواسطة الأشعة المقطعية
CT SCANلتحديد موقع البروستات والمناطق المراد علاجها وتجنب الأعضاء الطبيعية السليمة وحساب الجرعات وتركيزها على البروستات وتفادي المناطق والأنسجة الطبيعية.
المتابعة
خلال العلاج الإشعاعي تتم المتابعة بشكل متواصل اسبوعيا في العيادة الخاصة بالعلاج الإشعاعي للتأكد من مدى الاستجابة وعلاج أي أعراض جانبية تحدث مثل الاسهال، حرقان في البول أو احمرار الجلد.
ينصح المرضى خلال العلاج الإشعاعي بعدم استخدام أي مستحضرات أو كريمات على الجلد في منطقة الحوض والابتعاد عن أخذ الأعشاب والحبة السوداء خلال العلاج الإشعاعي.
يمكن للمريض مخالطة أقاربه والأطفال خلال العلاج الإشعاعي وليس هناك أي تأثير للعلاج على من حوله.
المتابعة بعد نهاية العلاج تكون كل ثلاثة أشهر في السنتين الأوليين ثم كل ستة اشهر حتى السنة الخامسة ثم بعد ذلك سنوياً.
عادة يعود هرمون ال PSA إلى وضعة الطبيعي تدريجياً خلال ستة الى ثمانية أشهر من العلاج الإشعاعي.
المصدر: صحيفة الرياض