بشرتك والشمس
بشرتك والشمس
د. عمرو مصطفى
يعلم الجميع مدى أهمية التعرض لأشعة الشمس وذلك للمحافظة على صحة الجسم، وبسؤال د. عمرو مصطفى عن موضوع التعرض لأشعة الشمس أجاب أنه بعد إجراء العديد من الدراسات والتجارب تبين أن التعرض لأشعة الشمس لفترات طويلة في أوقات الذروة يصيب البشرة بأضرار جسيمة، ولكن هذا لا يعني تجنب أشعة الشمس تماما بل لابد من حصول الجسم على ما يحتاجه من هذه الأشعة فمن المعروف مثلا أن أشعة الشمس تساعد في تكوين فيتامين «د» تحت الجلد وهذا الفيتامين يحافظ على سلامة ونمو العظام والأسنان ولكن يكفينا لهذا الغرض تعرض الوجه والساقين مثلا لأشعة الشمس يوميا لمدة 15 دقيقة تقريبا فقط.
ويقول د. عمرو مصطفى إنه من المعروف أن أشعة الشمس تتكون من عدة أنواع، منها الأشعة المرئية التي تعطينا الضوء والأشعة تحت الحمراء التي تعطينا الإحساس بحرارة الشمس والأشعة فوق البنفسجية وهي أشعة غير مرئية وهي الأشعة المسببة لجميع الأضرار التي قد تصيب الجلد. وتنقسم الأشعة فوق البنفسجية إلى ثلاث فئات A, B, C، وتعتبر الأشعة «C» هي أخطرها على الإطلاق ولكنها لا تنفذ إلينا بفضل طبقة الأوزون أما الأشعة فوق البنفسجية من نوعي A, B فينفذ منها جزء بسيط من خلال طبقة الأوزون ليصل إلى الأرض. ومن العوامل التي تساعد في زيادة مخاطر الأشعة فوق البنفسجية من نوعي A , B ما يلي:
1. فترات التعرض للشمس: حيث أثبتت التجارب والقياسات العلمية أن خطر هذه الأشعة يكون أكبر ما يمكن في أوقات الذروة من الساعة 10 صباحا حتى الرابعة عصرا.
2. فصول السنة: وجد أن مستوى هذه الأشعة يكون أكبر ما يمكن في فصلي الصيف والربيع أي من أبريل إلى أغسطس.
3. الارتفاع عن سطح البحر خصوصا على قمم الجبال يزيد من مخاطر هذه الأشعة.
4. طبيعة الملابس: حيث تزيد ملابس الصيف القصيرة من تعرض مساحات كبيرة من الجسم لخطر هذه الأشعة.
ومن المعروف أيضاً أن البشرة البيضاء أو الشقراء تكون أكثر حساسية لأشعة الشمس من البشرة السمراء ومن ثم تكون أكثر عرضة للتأثيرات السلبية لأشعة الشمس. ومن أشهر هذه التأثيرات السلبية ظهور النمش بالوجه واسمرار البشرة وتكفي المقارنة بين لون الجلد وملمسه ونعومته ومرونته في الأماكن المغطاة مثل الصدر والبطن والأماكن المعرضة باستمرار لأشعة الشمس مثل الوجه واليدين للتأكد من مدى التأثير السلبي لكثرة التعرض للشمس. وقد تحدث أشعة الشمس حساسية ضوئية مباشرة أو غير مباشرة تنتج عن استخدام مواد معينة محفزة للحساسية والتي تحدث تأثيرها فقط عقب التعرض لأشعة الشمس، وهذه المواد المحفزة يمكن أن تكون داخلية مثل بعض الأدوية أو المأكولات أو تكون خارجية مثل بعض العطور ومستحضرات التجميل والصابون. وينتج عن هذه الحساسية الضوئية حرق شمسي مؤلم مع ظهور احمرار وحكة وأحيانا تظهر بعض الفقاقيع المائية. وقد تنشط أشعة الشمس بعض الأمراض الجلدية مثل مرض لوبسي أو الذئبة الحمراء. وأيضا تؤثر أشعة الشمس على مادة الكولاجين الموجودة تحت الجلد مما يعجل بظهور التجاعيد في الوجه وهذا يؤدي على المدى البعيد إلى شيخوخة الجلد المبكرة.
والأشعة فوق البنفسجية تتميز بأن لها طبيعة تراكمية وقد تؤدي على المدى البعيد إلى الإصابة بسرطان الجلد من خلال تأثيرها السلبي على الجذور الحرة وتكون نسبة الإصابة بسرطان الجلد أعلى نوعا ما عند ذوي البشرة البيضاء حيث إن مادة الميلانين الموجودة بكثرة في البشرة السمراء تقي من الأشعة فوق البنفسجية الضارة.
و لكي نحمي بشرتنا من أضرار أشعة الشمس يعطينا د. عمرو مصطفى بعض النصائح وتشمل:
1. تجنب أشعة الشمس الضارة في أوقات الذروة من الساعة 10 صباحا حتى الرابعة بعد الظهر.
2. تجنب التعرض للشمس لفترة طويلة.
3. ارتداء الملابس القطنية البيضاء طويلة الأكمام، حيث يعكس اللون الأبيض أشعة الشمس وتغطي الأكمام الطويلة مساحات من الجلد فتزيد الحماية من أشعة الشمس.
4. استخدام المظلات الشمسية.
5. استعمال واق من الشمس.
6. الكشف على الجلد في حالة ظهور أي تغييرات في اللون أو ظهور طفح جلدي.
ولكن عزيزي القارئ كيف تختار الواقي الشمسي؟
أولاً الواقي الشمسي الأفضل هو الذي يؤمن حماية فيزيائية، أي الذي يشكل طبقة بيضاء سميكة على الوجه يصعب على أشعة الشمس اختراقها، إضافة إلى المرشحات الضوئية التي يحتويها والمانعة لوصول الشمس إلى البشرة.
ولابد أن يحتوي المستحضر الواقي من الشمس على عامل وقاية من الشمس رقم «15» أو أكثر. فالبشرة السمراء والتي نوعا ما تتحمل أشعة الشمس فيكفيها أدنى مؤشر حماية «15»، أما البشرة البيضاء فتحتاج إلى مؤشر حماية مرتفع (45 أو أكثر).
كما يجب أن يقي المستحضر من الأشعة فوق البنفسجية بنوعيها A, B وأخيراً أن يكون المستحضر مناسبا لنوع الجلد من حيث كونه جافا أو دهنيا. فالبشرة الجافة تتحمل التركيبات السميكة مثل الكريم بينما البشرة الدهنية تحتاج إلى تركيبة أخف مثل اللوسيون أو الحليب أو السيروم. وبالنسبة للأطفال فلابد أن يكون المستحضر مناسبا لبشرة الطفل الحساسة. هذا ويوضع المستحضر الواقي من الشمس نصف ساعة قبل التعرض للشمس على جلد جاف ويعاد وضعه كل ساعتين خاصة إذا كان المستحضر غير مقاوم للماء، حيث يزول تأثير المستحضر عند الاستحمام أو السباحة أو زيادة العرق، إلا أن هناك بعض المستحضرات المقاومة للماء والعرق والتي تعطي حماية من الشمس (ومقاومة للماء) لمدة تصل إلى 4 ساعات حال التعرض للشمس والماء معا بصورة مستمرة أثناء السباحة مثلا أو مع زيادة التعرق أثناء ممارسة الرياضة. ويجب استخدام الواقي من الشمس حتى في الظل حيث إن الرمال والماء وسطح الأرض تعكس أشعة الشمس على الجلد، كما يستخدم أيضا في حالة الغيم (أي تكون السماء ملبدة بالغيوم) حيث إن خطورة الشمس النافذة لا تزال قائمة. وأخيرا يقول د. عمرو إنه يجب ألا يستسلم الأبوان لرغبة الطفل في قضاء اليوم كاملا في حمام السباحة أو على شاطئ البحر، لأن الطفل سيتلقى جرعة مضاعفة من أشعة الشمس بصورة مباشرة أو غير مباشرة من خلال انعكاس أشعة الشمس من على سطح الماء أو من رمال الشاطئ إلى جلد الطفل مما يسبب رصيدا تراكميا من الأشعة المدمرة للمادة الوراثية (DNA) في الخلايا والتي قد يحولها بعد سنوات طويلة إلى خلايا سرطانية بالجلد.
المصدر: صحيفة اليوم