اضطرابات الدورة الشهرية عند السيدات لأسباب متعلقة بالرحم
اضطرابات الدورة الشهرية عند السيدات لأسباب متعلقة بالرحم
د. سعد الدين قناوي
تعتبر اضطرابات الدورة الشهرية مشكلة تواجه الكثير من السيدات خاصة فى فترة الخصوبة ونراها كثيراً فى عيادات أمراض النساء، وبسؤال د. سعد الدين قناوي (أمراض النساء والتوليد ـ مراكز د. سمير عباس الطبية) عن أسباب وطرق تشخيص وعلاج اضطرابات الدورة الشهرية أجاب أنه يجب أن نعلم أولاً أن اضطراب الدورة الشهرية هو عرض قد يخفي وراءه مشكلة أكبر وهى علاقة هذه الاضطرابات بوظائف المبيض وقدرته على إنتاج البويضات أو كفاءتها ومن ثم حدوث الحمل والإنجاب.
ويجب أن تدرك السيدات أن مجرد علاج اضطراب الدورة الشهرية عن طريق الأدوية والهرمونات ليس هو الحل، لكن تشخيص السبب بالاستعانة بالفحص الإكلينيكى وفحص الهرمونات، وكذلك منظار الرحم ومن ثم وصف العلاج المناسب.
تتباين أسباب اضطرابات الدورة الشهرية حسب سن السيدة أو حسب السبب الذى يكمن وراء هذا الاضطراب. فمن حيث السن يوجد هذا الاضطراب عادة فى الفتيات أثناء السنوات الأولى من الدورة ويكون ذلك لعدم نضج المحور الهرموني الممتد من الغدد النخامية ومراكز المخ وبين المبايض ، ولذلك يكثر أن تجد هذه الشكوى. كما يحدث ذلك الاضطراب مرة أخرى بعد سن الأربعين وقبل أن تبدأ السيدة. ففي مرحلة انقطاع الطمث وهو ما يسمى سن النضج ويبدأ هذا الاضطراب بعام أو عامين قبل سن النضج وهذه شكوى شائعة فى هذه المرحلة العمرية، ويؤدى ذلك الى غزارة الطمث وطول فترة النزف.
ومن الأسباب الرئيسة لاضطرابات الدورة الشهرية الأورام الليفية وهى أورام حميدة تتكون فى الرحم وتستغرق وقتاً طويلاً حتى تصل إلى حجم كبير ويختلف مكانها فأحياناً تكون داخل تجويف الرحم وأحياناً أخرى خارج بطانة الرحم وهى شائعة الحدوث فى السيدات اللاتي لم ينجبن أو أنجبن مرات قليلة.
ومن الأسباب الأخرى أيضاً زيادة سمك البطانة الداخلية للرحم ( Endometrium ) وهذا يكون ناتجا عن زيادة هرمون الأستروجين فى حالات مثل تكيس المبيض أو تناول أدوية تحتوي على الهرمون.
ويقول د. سعد الدين قناوي : إن تشخيص الدورة الشهرية يتطلب من الطبيب المعالج مراجعة تاريخ المرض بكل دقة من حيث السن والوزن والأمراض العضوية وعدد مرات الحمل والولادة ونوعها حتى يتسنى له تقييم الحالة وبعد ذلك يبدأ الطبيب فى الفحص الاكلينيكي لمحاولة تشخيص السبب الرئيس.
ومن أهم أدوات التشخيص هو استخدام الموجات فوق الصوتية لاكتشاف وجود أى أورام ليفية وقياس سمك بطانة الرحم أو وجود زوائد لحمية فى الرحم، وكذلك تشخيص تكيس المبايض أو وجود أى أورام بالمبيض والرحم.
من وسائل التشخيص الرئيسة أن يلجأ الطبيب لعمل المنظار الرحمي وهى عملية يتم بها اكتشاف تجويف الرحم من الداخل وتتم تحت مخدر كلى، حيث يجري إدخال منظار رفيع إلى داخل الرحم ليمكن الطبيب من تشخيص أى زوائد لحمية أو أورام ليفية داخل الرحم، وكذلك تشخيص الالتصاقات داخل الرحم وتؤدى إلى اضطراب ونقص فى كمية الدورة الشهرية. أيضاً يلجأ بعض الأطباء إلى عمل كحت لبطانة الرحم وأخذ عينة وإرسالها إلى المختبر الأنسجة لفحصها وتشخيص السبب الكامن خلف هذه الشكوى.
ويتراوح العلاج بين العلاج بالأدوية الموقفة للنزف التى تقوي الشرايين والشعيرات الدموية وبين هرمون البروجسترون الذى يؤدى إلى انتظام الدورة والتحكم فى كميتها، كذلك هناك بعض الأدوية التى تجمع بين هرمون الاستروجين والبروحسترون وتؤدى نفس الوظيفة.
ومن الأساليب العلاجية المتبعة عمل عملية كحت وتنظيف لبطانة الرحم أو استئصال الأورام الليفية إذا كانت هى السبب الرئيس.
ولا تنسى أيضاً الاهتمام بالصحة العامة من حيث التغذية والرياضة وعلاج أى أمراض عامة مصاحبة أو مسببة.
المصدر: صحيفة اليوم