• ×
admin

الغدد اللعابية

الغدد اللعابية


ا. د. عبد العزيز عاشور

تنتشر الغدد اللعابية في الفم وما حول الفم انتشارا ًواسعا ًوبكثافة مما يشير إلى أهمية هذه الغدد وخاصة أهمية تواجدها وبكثافة في هذه المنطقة من الرأس . وتصب الغدد اللعابية كلها و بدون استثناء في التجويف الفمي . لفهم الموضوع عـلى شكل أفضل وأوسع دعنا نتعرف على هذه الغدد من الناحية التشريحية والوظيفية ثم أمراضها وتشخيصها وعلاجها والوقاية منها إن وجد .
*هناك نوعان من الغدد اللعابية:
الرئيسية(الكبيرة) والأخرى الفرعية(الصغيرة) :
الرئيسية ثلاثة أزواج:
أ- النكفية: قاعدة على الجزء الأعلى من الفك السفلي قريبة جداً من مفصل الفك على كل جانب في حجم حبة الكستنه أو حبة الطماطم الصغيرة(tomato cherry)وتتكون من نصفين،عميق وسطحي يمر بينهما عصب الوجه(عصب المخ السابع) وتصب هذه الغدد في مجرى ينتهي في الجزء الأعلى من تجويف الفم أمام الأسنان الطاحنة العلوية على كل جانب( يمكن رؤية الفتحة عندما تقف أمام المرآة فاتحاً فمك - ترى لعاباً يخرج من هذه الفتحة)وهذه الغدة كالغدد الأخرى عادة ماتكون محاطة بغطاء ليفي قوي لحمايتها وليسهل لها الحركة والتأقلم في هذا المحيط المتحرك .
ب- الغدد اللعابية التحت فكية: تقع تحت الفك السفلي(في المنتصف)وينتهي مجراها ليصب في الجزء الأمامي من الفم تحت الجزء الأمامي من اللسان(إذا فتحت فمك ورفعت لسانك تجد على جانبي حبل اللسان فتحتين مليئتين باللعاب).
هذه الغدة أيضاً محاطة بكيس ليفي لحمايتها والسماح لها بالحركة بمرونة في هذا المحيط المتحرك.
ج- الغدد اللعابية التحت لسانية: تقع على كل جانب تحت اللسان وتصب في الجزء الأمامي من الفم تحت الجزء الأمامي من اللسان.
أما الغدد الفرعية: فهي صغيرة جداً ومتناثرة وبكثافة في داخل التجويف الفمي في سقف الحلق،في قاع الفم في الخدين من الداخل،في الجزء الخلفي من البلعوم ، في البلعوم والبلعوم الأنفي وفي المريء وغير ذلك .
من الناحية الوظيفية(النسيجية) فان الغدد اللعابية تفرز نوعين من اللعاب لعاب كثير اللزوجة وآخر قليل اللزوجة.
*ما وظائف هذه الغدد؟
خلق الانسان بيد خالق عظيم الصنع، خلقه لا يتخلله خلل ولا عوج - كل شيء عنده بمقدار،كل شيء خلقه لحكمة ما وبإتقان - كما قال تعالى في سورة الانفطار(الذي خلقك فسواك فعدلك،في أي صورة ما شاء ركبك).
أ- تفرز الغدد اللعابية يومياً ما يقارب اللتر الواحد من اللعاب ويصل بعض الأحيان إلى أكثر من ذلك حسب نوعية الغذاء, كلها تصب في فم الانسان مشبعة بأنزيمات هاضمة للسكريات والدهنيات لتختلط مع الغذاء الداخل إلى الفم وتحوله بمساعدة الأسنان واللسان إلى غذاء لين شبه سائل سهل البلع والهضم- بحيث يمر بعد ذلك من الفم إلى البلعـوم ثم المريء بسهولة وبدون عناء وبدون ألم ، إذا فهي :
ب- تكون المرحلة الأولى في عملية الهضم الطويلة والمعقدة.
ج- بجانب ذلك فان اللعاب يسمح للجهازالهضمي ككل أن يتحرك ويمارس و ظائفه بكل سهولة ومرونة و بكل دقة وبدون أن يترك أي مضاعفات ورائه.
د- والفائدة الثالثة هى أن هذه الكمية الكبيرة من اللعاب تغسل وباستمرار الفم والأسنان والجزء العلوي من الجهاز الهضمي وتنظفه من كل ما يلوثه وبذلك تحافظ على رطوبة ونعومة ومرونة الغشاء المخاطي المبطن للجهاز الهضمي وتحميه من أمراض محتملة.
إذا هي رعاية إلهية لعبد ضعيف.
*ما الأمراض التي يكمن أن تصيب هذه الغدد ؟ نرتبها حسب كثرة انتشارها :
أ - حصوات الغدد اللعابية .
ب- إلتهاب الغدد الجرثومية .
ج- إلتهاب الغدد الفيروسية .
د- أورام حميدة .
ﻫ- أورام خبيثة.
أ- حصوات الغدد اللعابية :هي أكثر انتشاراً في الغدد التحت فكية وقليلة جداً في الغدد الأخرى وعادة ما تنتشر عند أولئك المرضى الكبار في السن الذين لا يعتنون بنظافة فاهم وأولئك الذين لا يشربون إلا قليلا من السوائل ومرضى السكر.
تؤدي الحصوة أو الحصوات إلى إنسداد في مجاري الغدة ،مسببة آلاماً قوية في مكان الغده وانتفاخاً في الغدة نفسها خاصة أثناء فترة الأكل(حيث تزداد عادة كمية اللعاب المفرز أثناء الأكل) .
عادة ما يمكن تحسس الحصوة في مجرى الغدة أثناء عملية الكشف بالأصابع ويمكن إثبات ذلك بعمل أشعة عادية بصبغة أو بدون صبغة والتي سوف تحدد وتثبت وجود الحصوة من عدمها، حجمها ومكانها وإذا ما كانت الغدة في حالة طبيعية أو مرضية. ويمكن علاج الحالة بتوليد الحصوة عبر الفم أو إزالتها جراحياً عبر فتحة تفتح في مجرى القناة تحت بنج موضعي ،أما إذا كانت الغدة في حالة مرضية فيستحسن إزالة الغدة والمجرى معاً وإلاّ سوف تتكرر المشكلة وسوف يعاني المريض دوما ًمن مضاعفاتها.
ب- التهاب الغدد الجرثومية:
عادة ما تصيب أولئك الذين لا يعتنون بنظافة فاهم أو أولئك الذين لا يشربون إلا قليلا وأولئك المصابين بنشوفة في فاهم نتيجة تنفسهم عبر الفم أو مرض السكر أو أولئك المصابين بنقص المناعة المكتسبة كل تلك الأحوال تؤدي إلى إصابة الغدد بالتهابات جرثومية . يظهر ذلك بارتفاع عال في درجة الحرارة وتورم في الغدة وآلام شديدة في الغدة وما حولها- الأمر الذي يتطلب الكشف السريع على المريض وعلاجه بالمضادات الحيوية المناسبة، مع الاكثار من أخذ السوائل والعناية الجيدة المتواصلة بالفم . أكثر الغدد عرضة لهذه الالتهابات هي الغدة التحت فكية والتحت اللسانية .
ج- إلتهاب الغدد الفيروسية- وأكثر الغدد تعرضاً لهذه الالتهابات هي الغدة النكفية- وخاصة في سن الطفولة والمراهقة ونادراً الغدد الأخرى .
وعادة ما تصاب الغدتان النكفيتان معا ً في آن واحد مسببة تضخماً بالغدتين وإحمرار الجلد المغطى لها بدون آلام كثيرة أو سخونة وتختفي عادة بعد فترة ليست طويلة وبدون علاج. من خطورة هذا الالتهاب أنه يصيب الخصيتين أيضاً في بعض الأحيان تاركاً وراءه خصيتين لا خصوبة فيهما ، لذا فهناك تطعيم يعطى ضد هذا الالتهاب يعطى للأطفال مع التطعيمات الأخرى للوقاية من الاصابة بهذا الالتهاب .
د- أورام حميدة- وهي الأكثر انتشاراً وتكون ما يزيد على تسعين بالمائة من الأورام. و العلاج الأمثل هنا طبعاً هو استئصال الغدة وفحصها نسيجياً للاطمئنان على نوعية الورم.وأكثر الغدد اصابة هى الغدة النكفية.
ﻫ- الأورام الخبيثة: هي والحمد لله أقل انتشاراً بكثير من الحميدة ، حيث تكون أقل من عشرة بالمائة من جميع الأورام .وأكثر الغدد إصابة هي الغدة النكفية والعلاج الأمثل هو طبعاً الجراحة الدقيقة المستأصلة للورم مع مساعدة العلاج الكيماوي أو/ والأشعاع الذري, والتشخيص المبكر يزيد من فرص الشفاء التام.
*هل هناك سبل وقاية ؟ إلى حد ما نعم:
١- العناية بنظافة الفم وخاصة عند مرضى السكر والايدز وكبار السن وذي الأسنان الصناعية (تركيبة) والمتنفسين عبر الفم مع علاج المشكلة المسببة لذلك .
٢- أخذ التطعيمات اللازمة للوقاية من أمراض الغدة النكفية الفيروسي .
٣- الاكثار من السوائل وخاصة في الفصول الحارة لتنظيف الفم والوقاية من تكوين الحصوات والتهاب الغدد الجرثومية .
٤- مراجعة الطبيب بأسرع وقت ممكن عند الاصابة بأي مرض في الغدد اللعابية.
شافانا الله وإياكم من هذه الأمراض ومتعنا بصحتنا وعافيتنا وجعلنا من الشاكرين لنعمه .

المصدر: صحيفة اليوم
بواسطة : admin
 0  0  5573