علاقات متوترة
علاقات متوترة
حمود أبو طالب
ثقافة العمل.. الولاء للمنشأة.. حب المنظومة الوظيفية.. تعبيرات نرددها دون أن ندرك بأنها تكاد تكون غائبة في معظم إداراتنا، وأن غيابها يمثل أساسا مهما للفشل وتدني الإنتاجية والتغاضي عن الأخطاء أو الاشتراك فيها..
لماذا تأسس هذا الوضع ؟؟ ولماذا انتشر حتى أصبح شبه طبيعي؟؟
الحقيقة أن عقلية المنظومة الإدارية بمختلف مستوياتها هي التي خلقت التنصل من حب العمل. لا يوجد رابط إنساني بين مواقع العمل والعاملين فيها. المسؤول عن الإدارة يرى أنه وحده الآمر الناهي فيها، وأنه إذا لم يعامل الموظفين بقسوة وغلظة فلن تتحقق له هيبة المدير واحترامه وسطوته. وكل مستوى يتعامل بذات العقلية مع المستوى الذي يليه لتصبح الإدارة في النهاية مبنى يفتقد الحميمية والتواصل الإنساني.. وحتما لن تتحقق الإنتاجية في وضع مضطرب كهذا.
توجد في العالم مؤسسات كبرى يعمل فيها ملايين الموظفين، كل واحد منهم يشعر يقينا أنه جزء مهم فيها، ويقدم لها كل عمره بتفانٍ وإخلاص منقطع النظير، لكن هذا الشعور لا يتولد عبثا لأن المؤسسة قد قامت بكل واجباتها تجاه موظفها، فهو لا يدوخ بحثا عن سكن أو علاج أو تعليم أو أي شيء من ضرورات الحياة. عليه أن يعمل ويعمل فقط، بذهن صافٍ وروح متوثبة لا تشغلها الهموم. وبالتأكيد قد سمعتم عن المؤسسات التي تجبر موظفيها أو تتحايل عليهم لأخذ إجازاتهم في دول كاليابان وكوريا، بينما الموظف لدينا يطير فرحا عندما يستلم قرار إجازته، وهذا مؤشر على عدم الارتياح والعلاقة المتوترة..
إن المؤسسات والهيئات والوزارات التي تعج بآلاف الموظفين وتظل انتاجيتها متدنية هي خير مثال على ثقافة العمل الخاطئة..
المصدر: صحيفة عكاظ