تساؤلات حول شهادة الإيزو
تساؤلات حول شهادة الإيزو
محمد أحمد الحساني
تفاخر بعض الجهات الإدارية والصحية الأهلية والرسمية، بحصولها على شهادة «الإيزو» للجودة، على الرغم من كون بعض الجهات التي حصلت على الشهادة متواضعة من حيث مستوى ما قدمته وتقدمه من خدمات على أرض الواقع، مما يلقي بظلال على الوسائل والمقاييس الحقيقية التي بموجبها تمنح شهادة الإيزو وهل تنطبق مع المواصفات والمقاييس العالمية التي بنيت عليها فروع الشهادة أم أنها مواصفات ومقاييس على قد الحال وأن المراد منها التشجيع على بلوغ مرحلة الجودة لا تحققها فعليا، ومع ذلك كله فإن هذه الشهادة حسب ما بلغني من معلومات عنها ليست شهادة مفتوحة صالحة لكل زمان ومكان! بل هي شهادة تعطى لمؤسسة أو إدارة معينة عن فترة محددة بعد زيارات ميدانية للتحقق من وجود جودة في التنظيم أو الأداء والإنجاز، فإذا ظهر لمفتش الجهة المانحة لشهادة الإيزو أن المؤسسة الخاضعة للتفتيش قد حققت المستوى المطلوب من الجودة في أعمالها أو إنتاجها، فإن الشهادة تعطى عن ذلك العام فقط، ثم تكون المنشأة تحت المراقبة والمتابعة لضمان عدم تراجع مستواها لا سيما في حالة رغبتها في الحصول على تجديد لشهادة الإيزو لعام قادم، ولكن الذي يحصل هو أن بعض المؤسسات التي سبق لها الحصول على تلك الشهادة قبل سنوات لم تزل تعلقها في مدخلها مفاخرة بها وبالحصول عليها في ذلك العام الذي قد يكون قبل عقدين من الزمان، وفي هذا مغالطة صريحة للواقع ولنظام شهادة «الإيزو»، فإذا كانت تلك المنشأة واثقة من أن أداءها الإداري أو الفني في تقدم مطرد فلماذا لا تطلب من الجهة المصدرة «للإيزو» بتجديد تاريخ الشهادة عاما بعد عام بدل تعليق شهادة مضى عليها عقدان من الزمن. أما إن كانت تعلم أن خدماتها تردت أو توقف نموها عند نقطة معينة فليس من حقها إيهام الزبائن والمتعاملين معها أنها حاصلة على «الإيزو» لأن تاريخ صلاحية الشهادة المعلقة قد انتهى ولم تجدد مثل أية شهادة أو تصريح ذي تاريخ محدد له بدايته ونهايته، وعليه فإن المطلوب هو مراجعة جميع الشهادات الصادرة والتأكد من أن مستوى الجودة الذي حصلت بموجبه تلك الجهات على الإيزو ما زال قائما وآخذا في التطور وإلا لزم سحب تلك الشهادة لانتهاء صلاحيتها رسميا!
المصدر: صحيفة عكاظ