الكانديدا
الكانديدا
د. وائل عواد
في كل عام تتعرض الملايين من النساء للإصابة بالكانديدا، وتشير الإحصاءات إلى أن واحدة من كل امرأتين تصاب بها مرة أو مرتين على الأقل في العمر.
والكانديدا هي نوع من الفطريات التي تشبه الخميرة، وتوجد بكميات قليلة غير مؤذية في أماكن الجسم المختلفة مثل الأمعاء والمهبل والفم والحلق.
وعادة ما تعيش الكانديدا في حالة من التوازن مع البكتريا الأخرى الموجودة في الجسم، وفي المهبل تساعد أيضا درجة الحموضة الطبيعية على منع تكاثرها، وهي لا تسبب أعراضا ولا تشكل أية خطورة على الصحة إذا ظلت في مستويات متدنية، ولكن عندما تتكاثر الكانديدا وتزيد أعدادها تبدأ المشاكل مثل الإفرازات المهبلية في الظهور.
والحقيقة أن معظم السيدات يكن لديهن إفرازات مهبلية بسيطة، ولكن عندما تكون هذه الإفرازات بسبب الكانديدا فإن كميتها تكون أكثر، وفي الغالب تكون متحجرة ذات لون أبيض وتشبه الحليب أو فتات الجبن الأبيض، وأحيانا تسبب حرقة أثناء البول وحكة وأحمرارا في الجلد المحيط في مدخل المهبل.
والأسباب التي تجعل الجسم غير قادر على السيطرة على الكانديدا غير واضحة، ولكن هناك بعض العوامل التي قد تجعل المرأة أكثر عرضة للإصابة بها، مثل تناول المضادات الحيوية، لأنها قد تقضي على بعض البكتيريا النافعة في المهبل، والتي تساعد في إبقاء الكانديدا بكميات قليلة تحت السيطرة.
ومن الأسباب الأخرى التوتر النفسي والإرهاق البدني، واستخدام حبوب منع الحمل، والحمل نفسه، واستخدام الغسولات المهبلية وبعض الأدوية، مثل الكورتيزون، والإصابة بمرض السكر أو الأمراض التي تسبب نقص المناعة في الجسم وتقلل من قدرته الطبيعية على مكافحة الالتهابات.
هناك اعتقاد شائع بأن الإصابة بفطريات المهبل مرتبطة بالعملية الجنسية، ولكن هذا في الواقع غير صحيح، فالإصابة بالكانديدا لا تصنف طبيا ضمن الأمراض الجنسية المعدية مثل السيلان والزهري والكلاميديا.
وفي معظم الأحيان يتم التشخيص بسهولة عن طريق فحص الأعضاء التناسلية وأخذ مسحات من المنطقة المصابة؛ لزراعتها وفحصها تحت الميكروسكوب. وللحديث بقية...
المصدر: صحيفة عكاظ