سعادة المرأة بعد الستين

سعادة المرأة بعد الستين تتوقف على قناعتها ورضاها ومدى اهتمام الآخرين بها!
التغيرات الجلدية ونقص السمع والبصر أول آثار التقدم في السن

أ. د. محمد بن حسن عدار

يتوقف الشعور بتقدم السن لدى المرأة على مدى التغيرات الجسدية التي تحدث لها اثناء حياتها وكذلك على مدى مشاعرها الداخلية وقوة شخصيتها وعمق التجارب التي مرت بها في حياتها، بالاضافة الى حالتها الاجتماعية فيما اذا كانت متزوجة او غير متزوجة، مطلقة او ارملة، وحيدة او غير وحيدة وكذلك على الدعم الاسري من الزوج والابناء والعائلة بكاملها. ان مقدرة المرأة على التأقلم في مرحلة كبر السن تتوقف بشكل عام على اسلوب معيشتها وعملها وهوايتها وصداقتها وعلاقتها بالناس وحالتها الاقتصادية. وتتميز المرأة في مجتمعنا بشكل خاص اولاً بإيمانها القوي بالله سبحانه وتعالى ومن ثم بقناعتها القوية بالتغيرات الفسيولوجية ورضاها الكامل بذلك بالاضافة للاهتمام الكبير من ابنائها وجميع افراد عائلتها لكسب رضاها وبرها وذلك لرد جزء يسير من تضحياتها ورعايتها للصغير والكبير والقريب والبعيد كما حث على ذلك ديننا الحنيف وهذا يجعلها تمر بمراحل التقدم في السن بطمأنينة دون الشعور بالكآبة والإحباط كما هو سائر في معظم دول الغرب.

وحدها المرأة تستطيع ان تجعل رحلة حياتها هذه رحلة ممتعة وجميلة ومريحة لنفسها ولكل من حولها من ابناء واقارب واصدقاء اذا عرفت كيف تحقق ذاتها وتستغل امكانيتها في مرحلة كبر السن وتقدم العمر. ان كثيرا من السيدات اللواتي بلغن سن الخامسة والسبعين والثمانين وربما اكثر بقين نشيطات ومتيقظات كما لو كن في سن الستين في حين ان عدداً قليلاً من السيدات يبدو ان الهرم والشيخوخة قد اثر فيهن مع انهن لم يتحاوزن سن الستين.

تبدا مرحلة كبر السن في الغرب بعد سن الستين بشكل عام وهناك بلدان غربية اخرى تعتبر كبر السن ابتداء من 55 او 60 سنة بالنسبة للرجال و50 سنة بالنسبة للنساء. وفي غالبية البلدان العربية يعتبر سن الستين بدء مرحلة كبر السن بالنسبة للجنسين معاً ويعتبر سن الستين سن التقاعد في نظام معاشات التقاعد ووظائف الدولة وبعض ميادين القطاع الخاص. ويطلق على المرحلة التي تلي هذا العمر الشيخوخة بينما في البلدان الغربية يطلق عليها كبر السن او التقدم في السن لان كلمة شيخوخة تعني الذبول والاضمحلال.

إن التبدلات والتغيرات التي تشير الى مرحلة كبر السن لا تبدأ فجأة عند المرأة في سن معينة وانما تبدأ بالتدريج وفعلياً في منتصف العمر اي من سن الخمسين الى الستين ولكنها تبدو غير ملحوظة الى ان تظهر بوضوح وتترك بصماتها الجلية بعد سن الخامسة والستين او السبعين.

أهم التغيرات الجسدية في مرحلة كبر السن

إن اول التغيرات التي تظهر في هذه المرحلة من العمر تظهر على الجلد الذي يفقد طراوته وبريقة ويصبح رقيقاً حساساً ومترهلاً وبسبب ذلك تظهر حول الفم والعينين وعلى الرقبة اخاديد وترهلات ظاهرة للعيان بوضوح مما يثير قلق المرأة ويؤثر في نفسيتها. اما فرفرية الشيخوخة فهي احد التطورات الشائعة في مرحلة كبر السن وما هي سوى اشارة لهرم الجلد وهي كناية عن مناطق ذات لون احمر مائل الى البني او الى الارجواني وذات احجام مختلفة تظهر في اماكن مختلفة في الجسم ولكنها تلاحظ بوضوح اكبر على الرجلين وظهر اليدين وتنشأ هذه المناطق بسبب النزف الخاص تحت الجلد فيتسرب الدم ببطء من الاوعية الدموية الدقيقة التي تضررت بسبب فقدان المرونة في الجلد وهذه البثور لا تشكل اي خطر على الاطلاق وليس لها علاج.

كما يرافق مرحلة كبر السن جفاف شديد للجلد مما يثير الحكاك للمسن ويجب استشارة الطبيب للتأكد من عدم وجود اسباب اخرى للحكاك وممكن معالجة الحكاك باستخدام مراهم ومرطبات للجلد يخفف حدة هذا الحكاك.

كذلك تصاب المرأة في هذة المرحلة العمرية بضعف في سمعها وبتقدم العمر قد تفقد حاسة السمع تدريجياً، ان هذه المشكلة لا علاج لها الا باستخدام سماعات خاصة لتحسين السمع لذلك يجب تخفيض الاصوات العالية وعدم الصراخ عند التحدث مع كبار السن وقد تكون الاشارات اجدى في بعض الاحيان من رفع الصوت بشدة ولا يمكن ارجاع قوة السمع للمسنة الى سابق عهدها.

ويصاب النظر بالضعف والوهن وقد تحتاج المرأة في بداية هذه المرحلة الى نظارات طبية ولذلك يستحسن القيام بالكشف الدوري على العينين للاطمئنان وتبديل النظارات كل عدة سنوات اذا دعت الجاحة لذلك. ان الخطر المحدق الذي يصيب النظر في مرحلة كبر السن هو ارتفاع ضغط العين الجلوكوما او ما يعرف بالماء الازرق الذي قد يسبب ضررا في عصب العين مما يستوجب اجراء عملية جراحية اما في مراحل متقدمة من العمر فان بعض النساء تصاب قرنية العين عندهن بغشاوة تدعى اعتام عدسة العين الماء الابيض مما يستدعي اجراء عملية جراحية للعين والتي عادة ما تكلل بنسبة نحاح عالية تصل الى 100%.

المصدر: صحيفة الرياض