• ×
admin

البلوغ.. مرحلة انتقالية وتساؤلات كثيرة

البلوغ.. مرحلة انتقالية وتساؤلات كثيرة


د. سعد الدين قناوي

تعتبر مرحلة البلوغ هي الفترة الانتقالية والتي يمر فيها الأنسان من مرحلة الطفولة إلى مرحلة النضج وهي فترة حرجة لأن الكثير من التغيرات الفسيولوجية والجسدية النفسية تحدث على التوالي أو التوازي. وبسؤال د. سعد الدين قناوي ( أمراض النساء والتوليد مراكز د. سمير عباس الطبية) عن أعراض هذه الفترة بالنسبة للفتيات أجاب أن هذه المرحلة تتميز عند الفتيات بنمو الثدي وظهور علامات الأنوثة الثانوية وكذلك نزول الدورة ، كما تتميز بزيادة معدل نمو الجسم والطول وزيادة الوزن.
وتبلغ الفتيات عادة قبل سنتين من بلوغ الأولاد وهي مرحلة قد تستغرق منذ بدايتها حتى نهايتها الى أربع سنوات ،ويعتبر العامل الأساسي في بدايتها هو زيادة نسبة ومعدل بعض الهرمونات التي تفرز في الغدة النخامية وهورمون النمو وتؤدي بالتالي إلى بدء المبيضين لإفراز هورمون الاستروجين المعروف بهورمون الأنوثة والذي يؤدي إلى تنشيط أنسجة الثدي لبدء النمو وتبدأ هذه المرحلة من عمر حوالي تسع سنوات وتمتد إلى ما يقرب خمس سنوات.
ثم يبدأ المبيض في إفراز الهورمونات الذكرية ( التستوستيرون) بنسب ضئيلة وأيضاً من الغدة الكظرية ( فوق الكلى) والتي تؤدي إلى بداية نمو الشعر مثل الإبط والعانة وكذلك زيادة حجم بعض الأجزاء التناسلية.
يسبق ذلك وبفترة زيادة في هورمون النمو وتسارع معدل نمو الطول ،وأثبت العلماء بأنه بعمر 12 سنة يكون معدل زيادة الطول حوالي 8 سم سنوياً ويزيد مع قرب ظهور الدورة الشهرية ويزيد هورمون الأستروجين من معدل التحام العظام مما يؤدي إلى ثبات الطول بعد عدة أعوام من بدء الدورة الشهرية.
ويضيف د. سعد الدين قناوي إن نزول الدورة الشهرية بعد متوسط 2-3 أعوام من ظهور علامات البلوغ الثانية هو المرحلة الفارقة ويختلف سن النزول حسب عوامل كثيرة منها المناطق الجغرافية سواء الباردة أو الحارة ( تتميز بظهور علامات البلوغ ونزول الدورة مبكراً) وكذلك حالة التغذية والعوامل الوراثية المختلفة.
وتصاحب هذه التغيرات الكثير من التغيرات النفسية مثل الانفعال السريع والحساسية الزائدة وبدء تكوين الشخصية المستقلة.
ويقول د. سعد الدين: إن هناك الكثير من المشاكل والتي تواجه الوالدين والأطباء في فترة البلوغ وسوف نقوم الآن بمناقشة أهم هذه الأسئلة وطرق علاجها المختلفة.
1)البلوغ المبكر: وهذه حالات نادرة تكون مصحوبة بحدوث البلوغ في سن مبكر قد يصل الى 6-8 سنوات من العمر ومن أهم أسبابه أورام في الغدة النخامية والغدة الكظرية أو المبايض وبعض الأمراض المناعية وكذلك لأسباب غير معلومة في نسبة من الحالات وتزيد معدل انتاج هورمون الاستروجين والنمو فيزيد حجم الأعضاء التناسلية وتظهر الحالات بالفحوصات الهورمونية والرنين المغناطيسي وتحتاج إلى التدخل الجراحي في نسبة كبيرة من الحالات.
2) تأخر البلوغ: وهي مسألة تؤرق كثيرا من الأمهات حتى يظهر ظهور علامات البلوغ الى 14-15 سنة من العمر ولتشخيص التأخر يجب أولاً مراعاة الفروق الجغرافية بين البلدان وأخذ التاريخ المرضي بدقة وقياس معدل النمو في الطول والجسم ،وكذلك الأمراض العامة التي قد تؤدي إلى تأخر البلوغ مثل السكر الوراثي أو مرض الدرن أو أمراض الصدر المزمنة أو أمراض المناعة والأورام ويمكن تشخيص الحالة بالطرق الآتية.
1- قياس طول الفتاة .
2- الأشعة السنية ( x-ray ) لتحديد عمر العظام.
3- فحص هورمونات الغدة الدرقية وهورمون البرولاكتين (الحليب).
4- الفحص الوراثي.
5- قياس هورمونات الغدة النخامية.
6- الموجات فوق الصوتية لاكتشاف وجود الرحم والمبايض.
7- أشعة الرنين المغناطيسي على الغدة النخامية.
حيث إن التأثير المباشر لنقص مستوى هورمونات الغدة النخامية وهي المحرك الأساسي للبلوغ قد يكون أولياً وهو نادر الحدوث في الفتيات أو ثانوياً نتيجة بعض الأمراض المزمنة أو بعض الحالات مثل النحافة الشديدة الناتجة عن قلة الرغبة في الطعام والقيء المستمر (Anorexia nervosa) أو ممارسة الرياضيات العنيفة في سن مبكرة ، وأيضاً نتيجة أورام الغدة النخامية . وبعد تشخيص هذه الحالات يمكن استعادة البلوغ بعلاج الأسباب الرئيسة ،كما يمكن أيضاً اعطاء العلاج الهورموني والمتمثل في هورمونات الغدة النخامية أو جرعات صغيرة يومية من هورمون الاستروجين.
3) تأخر نزول الدورة الشهرية : إن بعض الفتيات تظهر عندهن كل علامات البلوغ الثانوية ولكن يتأخر نزول الدورة الشهرية الى عمر 16-17 سنة ،وهناك أسباب رئيسية يجب التركيز عليها لتشخيص الحالة.
أولاً: العيوب الخلقية الرحمية مثل وجود حاجز مهبلي أو إنسداد غشاء البكارة وتكون هناك دورة شهرية عند هؤلاء الفتيات مع عدم نزول الدم إلى الخارج مما يؤدي إلى تجمع الدم خلف الغشاء ويؤدي إلى حدوث آلام شديدة وخاصة وقت نزول الدورة مع كبر حجم البطن ويتم تشخيص هذه الحالات بالموجات فوق الصوتية وتتطلب أحياناً التدخل الجراحي من الطبيب المعالج.
ثانياً: ارتفاع مستوى هورمون البرولاكتين (الحليب) ومعظمه لأسباب غير معروفة.
ثالثاً: التضخم الوراثي للغدة الكظرية ويصاحبها تأخر نزول الدورة ويتم تشخيصها بالفحص الهورموني وكذلك الرنين المغناطيسي.
4)عسر الطمث وعدم انتظام الدورة الشهرية : تتميز الدورة الشهرية في السنوات الأولى المصحوبة غالباً بعدم حدوث تبويض منتظم ،ولذلك قد يحدث اضطراب في انتظامها ،حيث تتأخر الدورة لفترات تصل إلى 3-4 شهور كما قد يصاحبها نزيف مع زيادة عدد أيام الدورة مما يؤدي إلى الغياب عن المدرسة أو نقص مستوى الهيموجلوبين مما يؤدي إلى الأنيميا. وقد لا يوجد سبب واضح في مثل هذه الحالات ويقوم الطبيب المعالج بشرح أبعاد الحالة للأم والفتاة ،وهناك بعض العلاجات التي يمكن استخدامها. كما تشتكي كثير من الفتيات من الآلام الشديدة أثناء الدورة ولها بعض الأسباب العضوية مثل الحواجز المهبلية أو البطانة المهاجرة ومعظمها يكون ناتج عن أسباب نفسية جسمية نتيجة التغيرات النفسية التي تصاحب مرحلة البلوغ ويكون العلاج حسب السبب أو باستخدام المسكنات.
وأخيراً يقول د. سعد الدين قناوي: إن دور الأم هو متابعة التغيرات الجسمية والنفسية للفتاة وكيفية التعامل معها وكذلك استشارة الأطباء المتخصصين لزيادة الوعي والاكتشاف المبكر لأي أسباب عضوية قد تؤدي إلى إضطراب هذه الفترة المهمة من حياة المرأة.

المصدر: صحيفة اليوم
بواسطة : admin
 0  0  2068