• ×
admin

نكتار الأغافي

نكتار الأغافي بديل طبيعي للسكر المكرر العادي ولشراب الذرة عالي الفركتوز


شريفة محمد العبودي

يستخلص شراب أو نكتار الأغافي Agave Nectar من قلب نبتة الأغافي الطبيعية التي تشبه نبات الصبار وما هي بصبّار. وهذه النبتة معروفة في أمريكا الجنوبيّة منذ مئات السنين فقد عرفتها حضارة الأزتيك. ويزدهر نمو نبتة الأغافي في التربة البركانية في جنوب المكسيك، فهي نبتة كبيرة الحجم منها حوالي 100 نوع ولها أوراق رمحيّة عريضة تشبه أوراق صبّار ألو فيرا. وعندما يبلغ عمر النبتة 7-10 سنوات تزال أوراقها فيبدو قلبها أو جمّارتها التي يسمونها بناء (pina) وهي التي يتم حصادها لاستخلاص العصارة الحلوة منها، وهي تبدو كحبة أناناس عملاقة تزن من 20 إلى 60 كيلوغراما. وتستخلص العصارة من قلب النبتة عن طريق العصر ثم تصفى وتعرض للحرارة بدرجات منخفضة تبلغ حوالي 48 درجة مئوية، وهي الدرجة التي لا تؤثر على الانظيمات الطبيعية في العصارة.

ونكتار الأغافي يحتوي على الحديد والكالسيوم والبوتاسيوم والمغنيزيوم. ومن المهم التنويه بأن المصنعين اليوم يرفعون درجة حرارة استخلاص العصارة إلى 60 أو 70 درجة مئوية لاستخلاص المزيد من الحلاوة منها مما يدمر الانظيمات فيها، وليس من الممكن معرفة درجة الحرارة التي تعرض لها المنتج بسهولة، وهو من هذا المنطلق مادة غذائية مصنعة وليست كاملة إلا إذا تأكد الإنسان من درجة الحرارة التي تعرض نكتار الأغافي لها. والتعريض للحرارة يفكك النشويات ويحولها إلى مادة سكريّة. ويستخلص المصنعون أكثر من نوع من نكتار الأغافي من نفس النبتة، فهناك النكتار الخفيف الرائق الفاتح اللون، وهناك النكتار الثخين الغامق اللون. ويشبه طعم نكتار الأغافي ولونه واختلافه في اللون والكثافة طعم العسل واختلاف لونه وطعمه وكثافته حسب نوعه. والأنواع الخفيفة صافية اللون من نكتار الأغافي تتميّز بطعمها المعتدل، لذا لا يؤثر طعمها كثيراً على ما تضاف إليه من أطعمة وأشربة. ويدل لونها الصافي على أن العصارة لم تتعرض لحرارة عالية وإن كانت تعرضت للترشيح والتصفية أكثر من الأنواع الغامقة اللون. أماالأنواع الغامقة اللون من نكتار الأغافي فتدل على أن المنتج لم يخضع للتصفية والترشيح بدرجة كبيرة، وهو يتميز بقوة نكهته التي تشبه نكهة شراب القيقب maple syrup ولذا تؤثر نكهته على ما يضاف إليه من أطعمة وأشربة.

وقد ابتدأت شهرة نكتار الأغافي بالازدياد منذ عام 2000م، وانتشر استخدامه في الصناعات الغذائية كبديل طبيعي للسكر المكرر العادي ولشراب الذرة عالي الفركتوز ولغيرهما من المحليات الاصطناعية المضرّة. وابتدأ اسمه يظهر ضمن معلومات ملصقات الأطعمة ومع أن مؤشره الجلايسيمي أقل من مؤشر العسل ومن مؤشر السكر المكرر، مما يجعل الأغافي أقل منهما في رفع السكر في الدم إلا أن المختصين لا يزالون يحذرون من كونه نوعا آخر من الفركتوز (سكر الفواكه)، حيث تتراوح نسبة الفركتوز فيه من 56% إلى 92% ونسبة الجلوكوز من 8% إلى 20%. ونسبة الفركتوز العالية فيه يمكن ان تؤدي إلى حالة سوء امتصاص الفركتوز وإلى تسارع تجمّع حمض البوليك. لذا فالاعتدال مطلوب في تناول الأطعمة الحلوة، حيث نشرت جريدة التايمز الأمريكية قول الدكتور ديفيد كاتز David Katz مدير مركز أبحاث الوقاية في جامعة ييل: \"زيادة استهلاك أي نوع من السكر سواء كان طبيعياً أو غير ذلك يمكن ان يؤثر على الصحة\".

المصدر: صحيفة الرياض
بواسطة : admin
 0  0  1353