السمنة.. والحلم الجميل
السمنة.. والحلم الجميل
د. وائل عواد
بحكم عملي كطبيب يعالج المشاكل النسائية، أقابل الكثير من السيدات اللواتي يشكون من البدانة ويرغبن في العودة للرشاقة المفقودة والوزن المثالي. فهل هذا حلم صعب التحقيق؟
إنه مع الأسف كذلك بالنسبة للكثيرات اللاتي يمثلن لي نموذج الإنسان الذي يريد أن يحصل على كل شيء مقابل لا شيء، فالمريضة تأتي للعيادة وهي تشكو من زيادة وزنها مر الشكوى، وتؤكد أنها لا تأكل إلا القليل وتتبع نصائح الطبيب أو اختصاصي التغذية بالحرف ومع ذلك لا ينخفض وزنها.
ولكن عندما تتحدث إليها تجد أنها تريد أن تخفض وزنها ولكن بشروطها، فهي غير مستعدة لبذل أي جهد ولا تستطيع الابتعاد عن الشابورة في الإفطار، وتصمم على تحلية الشاي بثلاث أو أربع ملاعق من السكر، وطبعا لا بد من تناول الخبز أو الأرز في كل الوجبات (لزوم المخمخة)، وترفض بشدة أي تعليمات قد تشعرها بأي قدر من الحرمان.
وتعتقد أن ما أقوله عن الرجيم والطعام المتوازن نظريات ثقيلة الدم ليس بها رائحة المشاعر الإنسانية.
إنه حلم جميل يراود كل زائدي الوزن، فيا سلام لو كان من الممكن أن نخفض أوزاننا بدون ممارسة الرياضة وبدون أي مجهود أو حرمان، يعني نأكل ونشرب كل ما نريد، وفي نفس الوقت تصبح أجسادنا جميلة ورشيقة وممشوقة.
فبعض مريضاتي يقضين ساعات أمام التلفزيون لمتابعة إعلانات «قبل وبعد» عن أقراص وكريمات وأعشاب أو أشياء أخرى من عينة (مستحضرنا يجعلك تفقدين خمسة كيلوجرامات في الأسبوع) وبعد التجربة يكتشفن أنهن قابعات في مرحلة «قبل» ولم يفقدن سوى نصف الراتب.
والحقيقة أن المسألة بسيطة جدا، فالسمنة سببها تناول طعام أكثر من اللازم أو نوعيات طعام غير مناسبة وعدم ممارسة النشاط البدني والرياضة، ولا يوجد لها حل (غير جراحي) إلا عن طريق خفض كمية الطعام وتناول طعام صحي، فما يستقر فوق اللسان لثوانٍ سوف يستقر فوق البطن والأرداف إلى الأبد. وللحديث بقية.
المصدر: صحيفة عكاظ