القدوة
القدوة
عبدالله ابو السمح
جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية أنشأت قبل افتتاحها الرسمي بمدة قصيرة ما أسمته (الورشة المركزية) وهي مكونة من ثلاث ورش، واحدة للزجاج، والثانية للإلكترونيات، والثالثة للخراطة ــ كما نشر في حينه، علاوة على المرافق المركزية للأبحاث، والتي أعدت بهدف تقديم خدمات الدعم للباحثين ووضع وتنفيذ التصاميم حسب إرشاداتهم، والورش الثلاث مزودة بالفنيين والمهندسين المختصين لتقديم الخدمات والتدريب، وما يهمنا هنا الإشارة إليه هو خدمات التدريب التي أرى أنه يجب أن تستفيد منها مؤسسة التدريب المهني، ولاحظوا كيف أن هذه الجامعة العالمية بكوادرها العلمية العالية لم تغفل جانب الخدمات الفنية ولا التدريب المهني التطبيقي بداية من التأسيس، ولعل في هذا درسا لكل الوزارات والمؤسسات بأن تجعل التدريب نصب عينها من الأساسيات، إن ما ينفق على التدريب الحقيقي والفعلي مهما يكن مرتفعا يعطي نتائج حسنة بل وتغطي أي تكاليف، الموظف أو العامل من مهندس إلى فنى إذا تم تدريبه التدريب العملي الصحيح ارتفع بأداء عمله وأجاده، لو أن بعض الجهات اهتمت بتدريب كل ملتحق بها لما سمعنا بالاستغناء عن مئات العاملين لرداءة الأداء، ومن واجب وزارة الخدمة المدنية ووزارة العمل إلحاق أولئك الموظفين على اختلاف عملهم بمعهد الإدارة أو التدريب المهني لتطوير قدراتهم وجعل ذلك فرضا واجبا قبل إلحاقهم بأي عمل، لا تكفي الشهادات الصورية، بل لا بد من تدريب عملي مركز، وخذوا العبرة والقدوة من جامعة الملك عبد الله.
المصدر: صحيفة عكاظ