يؤسفني أن أقول لك: أنت مسحور!
يؤسفني أن أقول لك: أنت مسحور!
تركي الدخيل
هل تستطيع أن تحصّن نفسك من \"الكذابين\" أو أن تحمي نفسك من إفك الإعلانات؟
تكررت حالات الابتزاز للناس؛ يتصل عليهم شخص من \"بنك أفريقي\" في أبوجا يطلب منهم الانضمام لمشروع تجاري أرباحه سبعة آلاف في المئة! الكارثة أن هناك من يستجيب من السذج لأوهام الربح السريع، ويبدد أمواله بسرعة بحثاً عن الكسب السريع. أما الذين يتعرضون للابتزاز في مواضيع \"السحر\" فأكثر من أن تحصي عددهم، وإلا لما بقي في العالم سحرة، تعجب من استجابة من تظنهم عقلاء، لسحراء لا منطق ولا عقل ولا فكر لديهم. لكنها محاولة الولوج في عالم الميتافيزيقيا الغامض، ومحاولة استشراف المستقبل بلا وعي!
أحد الناس اتصل عليه شخص ادعى أنه \"ساحر\" من كينيا وأن حل سحره لديه، فقط يحتاج إلى تحويل ثلاثين ألفاً لفك السحر، بعض رجال الأعمال الذين لديهم أرقاماً مميزة يقعون في مصيدة هؤلاء، أحدهم بادر بتحويل المبلغ جرياً على المثل:\"إن لقحت وإلا ما ضرت\"، وأتعجب كيف يلقي رجل بثلاثين ألفاً، من أجل منتحل؟
أما أحد الظرفاء فحينما اتصل عليه ساحر من أفريقيا الشقيقة أيضاً توسّل إلى الساحر أن يشكر له من سحره طالباً من الساحر عدم فكّ السحر وهو يردد: يا سلام خلوني على ها الوزنيّة!
بالأمس اشتكى سعودي من قناة فضائية دينية تماطله بجائزته، وهي عبارة عن سيارة كان من المفترض أن يتسلمها بعد فوزه في مسابقة دينية، وسبب المماطلة أن المسؤولين في القناة أقنعوه أن الجائزة ستسلم له بعد أن توضع حفلة كبيرة تقام من خلالها مراسيم التسليم. ويعلق أحد الخبثاء أيضاً بأنهم قد يتذرعون بفتوى تحرم هذه الجوائز بغية الوصول إلى وقت أطول في المماطلة!
وثالث أصدر \"كرتاً\" شخصياً تضمن جدول \"القراءة على المرضى\" واضعاً للرجال يومهم وللنساء والأطفال أيامهم، بشرط الحجز قبل المجيء للشيخ القارئ \"النافث\" وحذر الشيخ في \"الكرت\" من الذين يأتون بلا موعد، والناس بالطوابير على بابه معهم أبناؤهم الرضع والصغار والكبار يريدون \"نفثة\" مباركة من الشيخ، أما النساء اللواتي تقاطرن على بيت الشيخ فكأنهن في سوق مخفض!
قال أبو عبد الله غفر الله له: ولم أجد أفضل من قول العامة \"عقلك في رأسك تعرف خلاصك\" فهو مثل جامع مانع، وإذا تعرضت للابتزاز من ساحر أو تاجر، فما عليك إلا أن تراجع عقلك وأن تسمع صوت الحكمة فيه، فالناس يركضون مع كل صيحة كقطيع الغنم إن جاءت موجة أسهم ركضوا، وإن بيعت المكائن ركضوا وتحاربوا على مكائن سنجر.
قلت: وما أندر \"الحكماء\" في عصرنا الذي يتحكم فيه التجار والسحرة بالناس.
المصدر: صحيفة الوطن