صيف لاهب
صيف لاهب
د. هيا عبد العزيز المنيع
الواضح أن صيف هذا العام سيكون حارا لدرجة يرى المختصون فيها أن درجة الحرارة اخترقت حاجز الخمسين درجة مع ان الارصاد تنفي ذلك ...؟والواقع ايضا يؤكد أن الحرارة ملتهبة حيث توفيت طفلة هندية في المنطقة الشرقية بسبب الحرارة كما تقول الاخبار الصحفية....؟والواقع الذي نعيشه يؤكد أن الحرارة هذا العام تفوق مثيلتها في الاعوام السابقة...,والمنطق العلمي يؤكد ايضا أن الكرة الارضية تعاني من ارتفاع درجة الحرارة بشكل متزايد....؟أي أن حر العام القادم والله أعلم سيكون اكثر وهكذا....؟السؤال هل استعدت مدننا لذلك من حيث التشجير وتصميم المباني...,نعم لانريد أن تكتفي امانات المدن خاصة الواقعة في المناطق الحارة ان تحاسبنا على الارتداد ونافذة السائق وتنسى التغيرات الجوية التي من شأنها ان تصيب مولدات الكهرباء بالاعطال ان لم نتعامل معها بشكل صحيح ...؟؟,ايضا نظام العمل هل فعلا اخذ ذلك بالحسبان بحيث يتم منع تشغيل هؤلاء العمال في عز الظهيرة خاصة وان الاجهزة المنزلية كشفت عن ارتفاع حقيقي في درجة الحرارة تفوق المعلن عنه في تلفازنا العزيز في نشرته الجوية القادمة من غرف صناعة الخبر في هيئة الارصاد...؟
الرياض مدينة المليون شجرة خلال عشرة اعوام قادمة هل اهتم اصحاب الشأن في اختيار نوع الاشجار بحيث تكون مدينة خضراء ولكن بشكل لايستهلك الماء الكثير وايضا تكون تلك الاشجار من نوع يمتص الحرارة بحيث تساهم في التخفيف من الحر وليس العكس خاصة وأن الرياض محاطة بمناطق صحراوية تتميز بانواع معينة من النباتات والتي قامت الامانة مشكورة بحمايتها من التمدد العمراني ونقلها الى مواقع اخرى مثل وادي حنيفة أو مشاتل متخصصة في الحفاظ على ثروة البلاد من النباتات...
لا أريد ان البس ثوب المتخصص في الزراعة ولكن هل زراعة النخيل مناسبة لمدينة الرياض أقول ذلك وأنا أرى جزر النخيل تزين طرقات الرياض وخاصة طريق الملك عبدالله حيث التحديث والتجهيز لإعادة حيويته الكاملة له خاصة وأنه أحد الطرق الرئيسة في مدينتنا الغالية..
تخضير المدن أمر مطلوب لزيادة جمالها ولتصبح صديقة للبيئة ولكن وفق منظور يتفق مع الواقع المناخي للمدينة وليس وفق رؤية جمالية مجردة من التأثير البيئي الخاص بها مثل اشتداد الحرارة والجفاف وقلة المياه ناهيك عن التوقع بالارتفاع المتصاعد للحرارة ...,لانريد ان نزرع اشياء لمجرد الاخضرار أو لمجرد أن نصل للمليون شجرة ولكن نريد زراعة عملية تخدم الانسان وتضيف الجمال للمدينة ويمكن الاستعانة بانواع النباتات الصحراوية التي تم الحفاظ عليها بعد المد العمراني خاصة وان بعضها يعيش في درجات حرارة عالية مع تكلفة قليلة من المياه ...
المصدر: صحيفة الرياض