غداً سأبدأ الرجيم
غداً سأبدأ الرجيم
د. وائل عواد
لا سأبدأ بعد كأس العالم أو بعد الاختبارات أو أحسن بعد الإجازة، بعد.. بعد.. بعد.
الحقيقة أن قائمة الـ «بعد» طويلة جدا ولا مجال لسردها في هذه المساحة الضيقة، ولكن أهم ما فيها أنها لن تبدأ اليوم.
تقولها وهي جالسة تشاهد التلفزيون أو «تطقطق» على النت لمتابعة الجديد في حسابها على الفيس بوك. وطبعا أمامها سيمفونية شديدة النشاز من المأكولات لزوم التسالي، يعني شيبس وفشار وشوكولاتة وآيس كريم وعصير ومشروبات غازية أو مشروبات الطاقة (لو كانت كوول!!) ولا مانع من بيتزا أو ساندوتشات أو هامبورجر.
فالمسألة أصبحت بسيطة جدا وباتصال واحد تجد كل شيء أمامها، فهذه الأيام أصبحت معظم المطاعم وحتى البقالات ــ الله يجزاهم خير ــ تقدم خدمة التوصيل إلى المنزل.
هذا طبعا ليس حال كل امرأة سمينة، ولكنه حال بعض مريضاتي اللواتي أقابلهن في عيادتي وأتلقى منهن الرسائل في موقعي الإلكتروني (وهن كثيرات) بحكم تخصصي في علاج سلس البول، فالمرأة السمينة معرضة أكثر من غيرها للإصابة بمشاكل التحكم في البول مثل نزول بعض القطرات عند الكحة أو العطس أو الضحك أو الرياضة، وفي بعض الحالات قد يصل الأمر إلى نزول البول عند ممارسة العلاقة الزوجية. المشكلة أن بعض السيدات تريد الاستمرار في نفس نمط الحياة الذي أوصلها للسمنة، ولا ترغب أن تبدأ العيش بأسلوب حياة صحي إلا «بعد» أي شيء أيا كان، وهكذا تمر الأيام وهي بنفس الوزن (أو أكثر)، فتعطي لنفسها الاعذار وتبحث عن أي سبب بعيد عنها لتبرير فشلها.
طبعا ستسألوني عن الحل؟ الحل يا أعزائي يكمن في إغلاق صالات «الترانزيت» الموجودة في حياتنا حتى لا ننتظر أي «بعد» لنفك أسرنا من السمنة، ونتخذ قرارا فوريا وحاسما لخفض الوزن مبنيا على تغذية سليمة وتمرينات رياضية مستمرة ــ كلمة السر فيه هي الإرادة.
ومن المهم أن نحدد هدفا واقعيا يمكننا تحقيقه ونستمتع بكل كيلو نخسره، ولا نتوقع أن يتحقق حلمنا في يوم وليلة، فالشحوم التي ربيناها (ودللناها) في سنين طويلة لن تزول عنا بسرعة البرق. وللحديث بقية...
المصدر: صحيفة عكاظ