• ×
admin

شباب من ذهب

شباب من ذهب


د. هاشم عبده هاشم

** تشهد مدينة جدة هذا المساء.. واحداً من أجمل أُعراسها.. في ليلة نادرة.. ورائعة.. ومدعاة للاعتزاز.. والتقدير لكل من ساهم بجهد عظيم من شباب وشابات المدينة في تقديم العون والمساعدة والدعم للمتضررين من كارثة السيول المعروفة..

** يصف الأمير خالد الفيصل هؤلاء وهو يتأهب هذا المساء للاحتفاء بهم.. والتعبير باسم جميع أبناء المدينة.. بل باسم جميع أبناء الوطن لهم عن عظيم التقدير والامتنان.. يصف أبناء وبنات جدة بأنهم (رائعون).. لأنهم بادروا ومن ذوات أنفسهم بالتطوع لأداء عمل إنساني.. ووطني مميز.. أكدوا معه انهم في مستوى المسؤولية.. ومحل تقدير وإعجاب الجميع..

** وعندما يكرمهم الأمير الليلة.. ويشد على أيديهم.. ويشكر لهم عظيم مساهمتهم.. لعظم شعورهم بالمسؤولية.. فإنه يجسد بذلك فخرنا جميعاً بكل من حمل فأساً.. أو نظف شارعاً.. أو أصلح منزلاً.. أو أضاء بيتاً.. أو رمم سقفاً.. أو وفر أثاثاً.. أو قدم طعاماً.. أو أطفأ حريقاً.. أو ستر عائلة.. أو قدم وسادة وسريراً.. أو أنقذ طفلاً من الغرق.. أو أطعم أسرة.. أو أصلح دورة مياه خربة.. أو جرف أو ردم الكثير من المستنقعات التي أغرقت الشوارع.. وهددت حياة الناس.. أو اخرج جثة من تحت ركام المنازل المتهدمة فوق رؤوس سكانها.. أو نقل عائلة إلى أقرب مستشفى.. أو ضمد جراحاً.. أو هدأ من روع أب مكلوم.. أو أخذ بيد عجوز لم يترك السيل لها عائلاً.. أو أصلح ماسورة ماء.. أو نظف مسجداً في أحد الاحياء المغمورة في أوحال السيل..

** لقد ضرب هؤلاء الشباب أروع الأمثلة في التضحية.. وفي التفاني.. وفي استشعار المسؤولية.. دون ان يطلب منهم أحد ذلك.. ودون ان ينتظروا من احد كلمة شكر في يوم من الأيام..

** فقد تنادوا إلى أداء الواجب بدافع من ضمائرهم.. ورجولتهم.. وإنسانيتهم.. شباباً وشابات.. فكانوا رائعين بحق..

** فقد تحركت وجداناتهم لتخفف من وطأة الكارثة التي أصابت كل بيت في الأحياء المنكوبة.. وجاء اليوم الذي يجدون فيه الوطن كل الوطن يكرمهم.. ويقدمهم كنماذج مشرفة لشباب مسؤول.. وليس كما يتردد ويقال عن شبابنا وشاباتنا من انهم لا مبالون.. ولا إحساس لديهم بالمسؤولية.. وانهم ابعد ما يكونون عن المشاركة في التصدي للأخطار والمشاركة في تحمل الأعباء وفي التخفيف من وطأة الكوارث على الناس..

** وما أتوقعه الليلة هو ان يسمع هؤلاء الأبناء الأعزاء من الأمير كل ما يسعدهم.. ويستثمر إحساسهم المتعاظم بالمسؤولية ويبارك جهودهم الجيارة.. ويعزز فيهم روح المشاركة ويحث الآخرين على الاقتداء بهم.. واستثمار طاقتهم في العمل الإنساني والاجتماعي بكل شرف واقتدار..

** وبالتأكيد.. فإن هذه الاحتفالية المتميزة.. سوف تشكل انطلاقة جديدة في العمل التطوعي.. وفي بث روح المسؤولية ونشر ثقافتها بين الجميع.. لتصبح هوية شباب هذه المدينة وشاباتها التي يستحقون عليها ان نقف لهم الليلة احتراماً.. وان ندعوهم إلى المزيد من العطاء.. ومن التفاني.. ومن المشاركة الاجتماعية الخلاقة..

** وألف تحية لكل فتى وفتاة.. اضاءوا وجه مدينة جدة.. بهذا العمل الناصع.. وكتبوا رسالة إلى كل الناس يؤكدون فيها أنهم جيل يستحق الاحترام وكفى..

***

ضمير مستتر:

** لاتهون أمة.. يخلص شبابها لوطنه.. ويفديه بروحه.. ويخدمه بكل مشاعره.. بوطنية خالصة

المصدر: صحيفة الرياض
بواسطة : admin
 0  0  1297