صحة المرأة.. منظور مختلف
صحة المرأة.. منظور مختلف
د. سعد الدين قناوي
يعتبر الإهتمام بالصحة العامة و الإنجابية للمرأة تحديا كبيرا للمختصين في المجال الطبي و النفسي و العلوم السلوكية. إن المرأة تمر بمراحل مختلفة تبدأ بمرحلة الطفولة و البلوغ، ثم الخصوبة و الأمومة ووصولا إلى ما يسمى بسن النضج أو قديما سن اليأس .وبسؤال د. سعد الدين قناوي ( أمراض النساء والتوليد مراكز د. سمير عباس الطبي) عن المراحل المختلفة التي تمر بها البنت للوصول إلى مرحلة البلوغ الكامل، قال: إنه في خلال هذه المراحل تحدث تغيرات هرمونية و فسيولوجية مختلفة ،تجعل التعامل معها و مع أي إختلال أو اضطراب فيها أمراً ضروريا ،يجب الإهتمام به و ذلك خاصة من الأطباء المتعاملين مع المرأة ،و سوف نتناول في هذا الموضوع أهم هذه التغيرات و كيف يجب التعامل معها.
كما أن انتقال البنت من مرحلة الطفولة إلى مرحلة البلوغ و نزول الدورة الشهرية ،و كذلك التغيرات الجسمية كنمو الجسم و الثدي و ظهور الشعر في بعض المناطق مثل العانة و الإبط ،تعتبر أول نقطة انتقال في حياة المرأة ،و يجب التعامل معه من جهة الأم و من المحيطين بحذر و فهم شديدين، حيث يعرف البلوغ على أنه مرحلة انتقالية و ليست خطوة واحدة.
وتستغرق هذه الفترة منذ بدايتها حتى نهايتها سنتين إلى أربع سنوات ،و خلال هذه الفترة تفرز المبايض هرمون الإستروجين بكميات متزايدة و هو الهرمون الأنثوي المسئول عن نمو الثديين و تضاريس جسم الفتيات ،و بالإضافة إلى الهرمون الأنثوي يفرز المبيض كمية قليلة من الهرمون المذكر (التستوستيرون) المسئول عن نمو شعر العانة و زيادة حجم الأعضاء التناسلية و بداية الشعور بالرغبة الجنسية. و تصاحب هذه التغيرات تغيرات أخرى نفسية مثل الانفعال السريع و الحساسية الزائدة و اضطراب الرغبات و الانفعالات.
إن هناك الكثير من العوامل مثل التغذية و الشد النفسي و العصبي ، الذي يمكن أن تبكر أو تؤخر حدوث نزول الدورة الشهرية كعلامة رئيسية عن البلوغ ،كما أنه لإفراز الهرمونات تأثير كبير على هذه المرحلة مثل هرمون النمو و هرمونات الغدة النخامية التي تتحكم في نمو العظام ،كما أن إفراز هرمونات الأنوثة بنسبة عالية قد يؤدي إلى بلوغ مرحلة النضج الجنسي مبكرا.
ويضيف د. سعد الدين قناوي :إن التعامل مع هذه المرحلة يشمل دور الأسرة و بالذات الأم ،كما يشمل دور المدرسة و ذلك في إطلاع البنت على طبيعة البلوغ و التغيرات المصاحبة و شرح بوادرها المختلفة.
إن دور الطبيب المختص يكمن في فهم طبيعة هذه المرحلة من الناحية الجسمية و النفسية و الاكتشاف المبكر لأي أعراض غير طبيعية قد تصاحب البلوغ ،مثل البلوغ المبكر و ما يصاحبه من إضطراب في هرمون النمو (Growth hormone) أو تأخر البلوغ بعد سن السادسة عشرة من العمر ،و كذلك يجب أن تدرك البنت و الأم أن الدورات الشهرية الأولى تكون غير مصحوبة بالتبويض ،و خروج بويضات من المبيضين ،و لذلك فإن عدم انتظام الدورة الشهرية حتى سن الثامنة عشرة يعتبر عرضا طبيعيا في نسبة كبيرة من الفتيات.
أمّا عن دور المراكز الطبية المتخصصة ووسائل الإعلام ،فهو دور أساسي ومهم في شرح أبعاد هذه المرحلة للأسرة، و الاتصال بينهما شيء يفيد في حل الكثير من المشكلات و اكتشافها مبكرا.
المصدر: صحيفة اليوم