طباخ المنقا
طباخ المنقا!
د. سلمان بن محمد بن سعيد
قبل عقدين من الزمان أو يزيد كنت مسافراً في إجازتي الصيفية لتركيا بصحبة العيال وأم العيال.. ومع أن البلد ومطاعمه نظيفة والجو بارد إلا اننا (خاصة أطفالي الصغار آنذاك) لم نسلم من الإصابات المعوية.. أو ما يسمى إسهال المسافرين.. والجميع لاحظ ارتفاع حرارة الجو أكثر من المعتاد هذه السنة.. ما يعني ان طباخ التمر (سيطبخ التمر) بعد أن يطبخنا نحن البشر.. قبل أوانه (وسنتلمس التمر بالليل قبل دخول سهيل) وبالتالي ستمتلئ الأسواق بأنواع الرطب باكراً هذه السنة.. وزيارة قصيرة لأسواق عتيقة هذه الأيام تؤكد ما أقول.. ما علينا.. أعود إلى مابدأت به سوانح اليوم.. ففي تركيا يجذبك (بجانب جمال الطبيعة والجو البارد في الصيف) أنواع أطعمتها وفواكهها اللذيذة.. وعلى سبيل المثال لا تجد (بطيخاً) إلا أحمر وحلو الطعم.. وعند الشراء لا تحتاج بأن تقوم بالضرب علي البطيخة كضرب الطبيب بالسبابة والوسطى (بركشن) على صدر المريض أو بطنه أثناء فحصه.. أو أن يقول لك البائع على السكين.. وهو في الواقع (شختك بختك) فما عليك إن اشتهيت بطيخاً أو حبحباً في تركيا إلا ان تؤشر للبائع بأن يعطيك واحدة وتعطيه القيمة.. فكل بطيخة ستجدها حمراء وحلوة الطعم.. وقبل ثلاثة عقود من الزمان أو تزيد.. كنا في لاهور مدينة الطيور والزهور وأثناء الدراسة الجامعية.. كنا نسمي أيام شدة الحر (جولاي واقست) طباخ المنقا.. حيث تنضج وتستوي أنواع المنقا اللذيذة في هذين الشهرين من كل عام.. والشيء بالشيء يذكر والحديث يجر بعضه بعضا.. ففي الأسبوع الماضي كان الحديث عن الأطعمة وما تسببه من أمراض.. ونصحت بتجنب السلطة في المطاعم.. ومفردة أو كلمة سلطة تذكرني بلاهور.. فسلطة معربة عن الإنجليزية (سالات) وبالأردية لغة السند والهند تعني الخس فقط (أحد مكونات السلطة).. وأعيد نصيحة الأسبوع الماضي قائلاً لكل من يضطر للأكل في المطاعم أو خارج منزله (خاصة في الصيف) بأن يتجنب أكل السلطة لأنها ببساطة لا تتعرض للنار ولا يدري عن مستوى نظافة من أعدها وكيف أعدها.. وإلى سوانح قادمة بإذن الله.
المصدر: صحيفة الرياض