• ×
admin

متلازمة تكيس المبيضين.. هل له أثر على الجسم عند السيدات

متلازمة تكيس المبيضين.. هل له أثر على الجسم عند السيدات


د. سعد الدين قناوي

تكيس المبيضين من الحالات الشائعة التي تؤدي إلى تأخر الحمل في نسبة كبيرة من السيدات. لذا كان من الضروري أن نسأل المختص عن أسباب حدوثها وطرق علاجها ، وبسؤال د. سعد الدين قناوي ( أمراض النساء والتوليد مراكز د. سمير عباس الطبية) أجاب أن مشكلة تكيس المبيضين تكمن في أن المبيضين يكونان غير قادرين على إنتاج بويضات ناضجة. ففي الحالة الطبيعية ينتج إحدى المبيضين بويضة ناضجة في منتصف الدورة الشهرية للمرأة تقريبا و يستدل على وجود البويضة الناضجة بعدة دلائل مثل وصول جريب البويضة و الذي يقاس عن طريق الموجات فوق الصوتية المهبلية إلى حجم 18 مم أو أكثر قبل إنفجاره لخروج البويضة الناضجة و التي هي صالحة للإخصاب بواسطة الحيوانات المنوية على الجانب الآخر فإنه في حالة تكيس المبيضين فيكون هناك الكثير من جريبات البويضات و التي تأخذ شكل أكياس صغيرة متراصة جنبا إلى جنب على شكل العقد في الجزء السطحي من المبيض.
و بمتابعة التبويض نجد أن هذه الأكياس تظل بأحجام صغيرة من 6 8 مم دون أن تصل إلى الحجم المطلوب الذي يدل على وصول البويضة بداخلها للنضج.
وهناك الكثير من الأمراض المرتبطة بتكيس المبيضين مثل مرض البول السكري و خصوصا لذوات الوزن الزائد حيث تكثر الإصابة بهذا المرض في مثل تلك السيدات مستقبلا. ومن المشاكل الأخرى ما يكون هناك خلل في نسبة الكوليسترول و الدهون الثلاثية و التي قد تؤدي إلى أمراض كثيرة مثل ارتفاع ضغط الدم و تصلب الشرايين و قصور الشرايين التاجية. كما أن هؤلاء السيدات يكن أكثر عرضة للنمو الزائد لبطانة الرحم و التي قد تكون خلايا سرطانية مستقبلا بسبب التأثير المباشر و المستمر لهرمون الإستروجين دون وجود الحماية بهرمون البروجيسترون و الذي ينتج من التبويض السليم و الذي هو قاصر في حالات تكيس المبيضين.
ويضيف د. سعد الدين قناوي أن حالات تكيس المبيضين تحتاج إلى حمية خاصة في السيدات ذوات الوزن المرتفع بالإضافة للقياس الدوري لضغط الدم و قياس مستوى الكوليسترول و الدهون الثلاثية منعا لحدوث تصلب الشرايين. وتكيس المبيضين يعرف عن طريق الموجات فوق الصوتية و التي تحدد وجود أكياس صغيرة بالمبيضين كما سبق وصفها. بالإضافة إلى ذلك هناك الكثير من الدلائل و التي تلزم هذه الحالة و لا يشترط وجودها مجتمعة في نفس الحالة و إنما نجد أن كل حالة بها مجموعة من هذه الأعراض و هي على سبيل المثال عدم انتظام الدورة الشهرية كنزولها كل شهرين أو ثلاثة أو ضرورة استخدام بعض العقاقير لنزول الدورة. هناك أيضا بعض الأعراض و المتعلقة بارتفاع نسبة هرمون الذكورة في الجسم و الذي يحدث مع هذه الحالات كتساقط شعر الرأس أو النمو الزائد للشعر في مناطق مختلفة من الجسم مثل الذراعين و الرجلين و البطن و الظهر. أيضا هناك حالات كثيرة من حب الشباب و الذي يظهر في الوجه و أحيانا يكون شديدا لدرجة الانتشار في الكتفين و الظهر و تكون هذه الحالات في كثير من الأحيان ذات صلة وثيقة بتكيس المبيضين.
من أهم الأعراض الأخرى الشائعة في الكثير من حالات تكيس المبيضين زيادة وزن الجسم و القابلية للارتفاع في الوزن مع تناول كميات قليلة من الطعام.
وهناك العديد من التحاليل بالمختبر و التي تتوافق مع حالات تكيس المبايض مثل الارتفاع النسبي لهرمون LH بالنسبة لهرمون FSH و الارتفاع في نسبة هرمون الحليب في بعض الحالات بالإضافة إلى ارتفاع هرمون الذكورة. هناك أيضا الخلل في نسبة الكوليسترول و الدهون الثلاثية بالجسم و ارتفاع مستوى الإنسولين في الدم و الناتج عن مقاومة الإنسولين.
وفي الواقع ليست هناك طريقة للتخلص التام من تكيس المبيضين حيث أنه يعتبر من متلازمات الأيض لكن على الجانب الآخر يمكن علاج مشاكله المختلفة و التي من أهمها عدم حدوث الحمل.
وبالنسبة لتأخر الحمل يمكن عمل تثقيب للمبيضين عن طريق المنظار الجراحي و التي تؤدي إلى إصلاح خلل التبويض و تؤدي إلى تقليل إفراز هرمون الذكورة و بالتالي تبدأ الدورة في الانتظام و تشعر المريضة بتحسن واضح بعد هذه العملية.
وأخيراً يقول د. سعد الدين قناوي أن التلقيح المجهري أحدث طفرة هائلة و أعطى حلولا فعالة و سريعة النتائج لحالات تكيس المبيضين و ذلك عن طريق إعطاء المريضة محفزات التبويض بجرعات محسوبة حسب حالتها لإنتاج عدد كاف من البويضات الناضجة و التي يتم سحبها بعملية بسيطة و بعد ذلك تنمية البويضات المخصبة في أوساط معينة في حضانات خاصة لتتحول إلى أجنة ليتم إرجاع جزء منها للرحم و تجميد البقية لإعادة استخدامها في محاولات أخرى دونما الحاجة لإعادة برنامج التنشيط أو عملية سحب البويضات.

المصدر: صحيفة اليوم
بواسطة : admin
 0  0  2097