السمنة وتأخر الحمل
السمنة وتأخر الحمل
د. أحمد الصانع
المقدمة: «المال والبنون زينة الحياة الدنيا» ولطالما تباهى البشر بكثرة الأولاد وبخصوبة الزوجات، ولكن حصل لنا في عصر الحضارة والترف أن قل نشاطنا وتراكمت شحومنا، وقد حصل هذا للرجال والنساء على حد سواء وأسباب ذلك كثيرة ومعروفة مما سوف نعرض له في هذا المقال.
نحن نعرف أن 15% من الأزواج في العالم يعانون من مشكلة تأخر الحمل ونعلم أيضاً أن ثلث السيدات يعانين من السمنة، وهذا يعني أن 30% أو أكثر من أجسادهن تتكون من شحوم، وجميعنا نعرف ارتباط السمنة بأمراض كثيرة مثل داء السكري وارتفاع ضغط الدم والكوليسترول وأمراض القلب والشرايين وسرطان الثدي وسرطان بطانة الرحم وغيرها كثير، ولكن كيف تؤدي السمنة لتأخر الحمل؟
داء السمنة يؤدي إلى زيادة الإستروجين في الجسم مما يخفض من تركيز الهرمون المنشط للمبيضين (FSH) وهذا بدوره لايحفز نمو البويضات في المبيضين مما يؤدي لعدم حصول التبويض وبالتالي عدم حصول الحمل. إن اضطراب الدورة الشهرية الناتج عن مشكلة تكسيات المبيضين (PCOS) وبالتالي عدم الحمل يقسم إلى قسمين: الأول (سيدات نحاف) لديهن اضطراب في الدورة ويحتجن لممارسة الرياضة بصورة منتظمة ونتيجة لذلك تنتظم الدورة لديهن، أما الفئة الثانية (سيدات يعانين من السمنة) وهن الثلثان فلديهن اضطراب في الدورة ويحتجن لممارسة الرياضة بالإضافة للحمية لخفض وزنهن كي تنتظم الدورة لديهن. حين يتم الحمل، تكون الحامل ذات السمنة أكثر عرضة للإجهاض ومشاكل الحمل الأخرى مثل زيادة حجم الطفل فوق الطبيعي وتعسر الولادة وزيادة نسبة الولادة بالجفت أو الشافط وكذلك زيادة نسبة الولادة القيصرية وسكر الحمل وزيادة ضغط الدم في الحمل، إن حل المشكلة لا يكون بالعلاجات الشعبية ولكن بتغيير نمط الحياة اليومية، فالخطوة الأولى هي اعتراف المرأة أن لديها مشكلة وأن الوقت قد حان لمواجهتها بإذن الله،
و البدء بحمية غذائية تحتوي على خضروات أكثر وقطعتين من الفاكهة يومياً وكمية طيبة من اللحوم الخالية من الدهون ويفضل أن تكون لحوم حمراء يومين أو ثلاث في الأسبوع وبقية الأيام توزع على الأسماك والدجاج والبقوليات مع التقليل من الدهون المشبعة والسكريات والنشويات بصورة عامة، أما الذراع الآخر لإنقاص الوزن فهو ممارسة الرياضة وأسهلها المشي السريع وبعض من التمارين الهوائية لتقوية عضلات الجسم فتشعر المرأة بأن جسدها أصبح متناسقاً وأجمل مما يشجعها على تخفيض وزنها حتى تصل لوزنها المثالي، وأسهل أسلوب لمعرفة الوزن المثالي هي إزالة الرقم واحد من رقم الطول فلو كان طولك 160 سم فوزنك المثالي 60 كيلوجراما.
هناك دوما الخيار الصعب بإجراء عملية تحوير المعدة أو تصغيرها لإنقاص الوزن لمن لديهن سمنة مفرطة أو لديهن أمراض مثل داء السكري أو ارتفاع ضغط الدم الناتج عن داء السمنة وهي عمليات تؤدي لتقليل حجم المعدة فتشبع المرأة بسرعة مما يقلل من كمية الطعام المتناول وبالتالي تخفيض الوزن.
ونختم بقول المصطفى-صلى الله عليه وسلم- «صوموا تصحوا» مع تمنايتنا للجميع بالصحة والعافية والذرية الصالحة.
المصدر: صحيفة الرياض