تعلّم كيف تعمل
تعلّم كيف تعمل!!
د. أحمد عبدالقادر المهندس
العمل المنتج هو العمل الذي يعطي مزيداً من الرضا والسعادة للإنسان، فكثير من الناس يعملون ولا ينتجون بشكل مرض، وقليل منهم يعملون وينتجون بشكل جيد.
وهناك بعض القواعد الأساسية التي ينبغي أن يتعلمها الإنسان، إذا أراد أن يكون عمله منتجاً ومجدياً. ولعل أهم هذه القواعد أن يختار من الأعمال ما يستطيع أن ينجزه بشكل مثمر، ذلك لأن الطاقة البشرية بطبيعتها ذات حدود لا يمكن للإنسان أن يتجاوزها. وليس في استطاعة الإنسان أن ينجز عملاً بشكل متقن ومتميز إذا كان مشغولاً بأكثر من عمل في وقت واحد. ولقد فطن إلى ذلك القائد الفرنسي نابليون بونابرت فقال:\"إن الخطة المثلى لإحراز النصر هي أن يعمل المرء بكل ما لديه من قوة على موقع واحد من مواقع العدو\". وعلى الإنسان أن يحدد الزمن المناسب والمحدد لإنجاز أي عمل، وأن يقسم وقته على العمل بحيث ينجز العمل في مراحل حسب أهمية كل جزء من ذلك العمل، وعليه أن يتجه بكل ما يملكه من قوة وتصميم نحو هدفه المنشود، لكي يعمل على تحقيق ذلك الهدف دون توقف أو تردد.
والقاعدة الثانية في العمل هي أن يؤمن الإنسان بقدراته على التوفيق فيما اختاره من الأعمال، وأن يتوكل دائماً على الله في جميع أعماله. فإذا كان العمل الذي وقع عليه الاختيار من الأعمال الكبيرة والشاقة فيفضل أن يبدأه الإنسان من الجزء السهل فيه، وخاصة إذا كان هذا العمل جديداً عليه.
أما القاعدة الثالثة، فهي أن تفرض على نفسك أوقاتاً معينة للعمل، مع المحافظة على هذه الأوقات بقدر الإمكان. وكثير من الناس يشتكون من قصر الوقت وعدم الإنجاز وذلك لأنهم لا يفرضون على أنفسهم أوقاتاً محدودة للعمل والإنجاز.
أما بالنسبة لعمل المبدعين من روائيين وشعراء وفنانين...الخ فانه يتطلب بعض الانفراد بالنفس والعزلة الاختيارية أحياناً. ويحسن بالإنسان المبدع أن يخلو إلى نفسه من وقت لآخر، كعادة بعض المبدعين عندما يلتجئون إلى شواطئ البحار أو المناطق الريفية فراراً من صخب الحياة في المدن. ويبدو أن ذلك الصخب يجعل أعصاب المبدعين في حالة من التوتر والتعب المضني. ففي هذه العزلة الخالية من الصخب والمضايقات تصفو النفس لمزيد من الإبداع وخاصة في الأعمال الأدبية والفنية وربما في المجالات العلمية النظرية.
أما إذا كان الإنسان يعمل مع غيره، فإن عليه واجبات أخرى، تتلخص في حسن الإدراك والتواضع والتعاون مع الآخرين وحسن التدبير. وينبغي أن يجرد الإنسان نفسه من كل غرور أو كبرياء، وأن تكون ثقته برئيسه ثقة قوية حتى لا يدب بينهما الخلاف، وحتى يمكن تنفيذ أوامر الرئيس، وحفاظاً على روح التعاون والتآزر بين الزملاء...
إن العمل فن وأخلاق وتعاون بين الناس، وإذا فقد العمل روح التعاون وحسن التعامل، فإن هذا سيقود إلى الفوضى وقلة الإنتاج التي تؤثر في سير العمل في أي مكان...
المصدر: صحيفة الرياض