• ×
admin

في الصيف

في الصيف؟!


د. سلمان بن محمد بن سعيد

ثمة علاقة وثيقة بين فصل الصيف وأخذ الموظفين الآباء (والأمهات العاملات) لإجازتهم السنوية.. لتتواءم مع إجازة مدارس وكليات أبنائهم وبناتهم الصيفية كل عام.. فيقضى كل أب تلك الإجازة في الخارج (مع العيال وأُم العيال) هرباً من الحر أو في الداخل (في ربوع بلادي) كما هي حال الكثير ممن خسروا في الأسهم.. وبالنسبة لي عشت وضع الصيف بطريقة معكوسة ردحاً من الزمن (أيام وسنوات لاهور) فعندما تحين إجازة الصيف ولا يكون هناك (دور ثانٍ) أحزم حقيبة السفر استعداداً لقضاء الإجازة الصيفية بين الأهل والأحبة في الرياض.. وإن أنسى فلا أنسى مسؤول البعثات الخارجية في الرياض كيف يكون في انتظاري كي أريه تقريراً عن نتيجة العام الدراسي الذي انقضى لأتمكن من أخذ تذكرة السفر للعودة لمواصلة دراستي.. والحديث عن الدراسة والانفكاك منها حديث ذو شجون.. وفي إحدى المرات (وهي المرة الوحيدة) فاجأني محاسب الملحقية الثقافية في لاهور وأثناء استلام مكافأتي الشهرية.. فاجأني بصرف نصف راتب إضافي مكافأة على حصولي على نسبة نجاح مرتفعة (75%) وكان ذلك في العام 1979 عندما نجحت من السنة الثانية (فيرست بروفشنال) في مادتي التشريح ووظائف الأعضاء.. وتعتبر هذه السنة وامتحانها عنق الزجاجة في دراسة الطب.. فباجتيازها يكون الطالب قد قطع نصف الطريق في دراسته (سنة تحضيرية سهلة في كلية إف كريشتيان كولج) وسنتان دراسيتان في كلية الطب (كلية الملك إدورد) نظرية ومعملية (كريهة) لمادتي التشريح (أناتومي) ووظائف الأعضاء (فسيولوجي) ويندرج تحتهما مواد لا تقل (صعوبة) كعلم الأجنة والأنسجة والكيمياء الحيوية التي نقضي فيها أياما وشهورا مع الأنابيب والدوارق وتشريح الضفادع في المعامل.. ولي موقف لا أنساه مع ضفدع مسكين كنت أقوم بتشريحه في المعمل.. فقبل التشريح نقوم بضربه ضربة واحدة على رأسه الصغيرة بخشبة صغيرة فيغمى عليه (لا يموت) لنتمكن من تشريحه وعمل التجارب المطلوبة على عضلة كبيرة في فخذ الضفدع وهو حي أو عضلة القلب وهو ينبض.. وضربة الضفدع مهمة جداً فإن كانت قوية أدت إلى موت الضفدع وبالتالي عدم الاستفادة منه وإن كانت الضربة ضعيفة (كما حصل معي) قد يستيقظ بعد دقائق قليلة.. إلا ان مساحة سوانح اليوم انتهت.. فإلى سوانح قادمة بإذن الله.

المصدر: صحيفة الرياض
بواسطة : admin
 0  0  1205