• ×
admin

أريد أولادي فقط

أريد أولادي فقط


د. ميسرة طاهر

كانت دموعها تنهمر وهي تقول: كنت أما وصاحبة بيت حين كان زوجي مبتعثا لمدة سبع سنين، وما إن عدنا إلى أرض الوطن حتى أصبحت بسبب تصرفاته على هاوية الانهيار، فأنا أراه يعيش مراهقة تعيسة، يكلم هذه في منتصف الليل ويصحو على نغمة أخجل من سماعها ليتحدث لأخرى، يسافر فأجد في حقيبته ما لا يرى، لقد صارت مهمتي في الحياة أن ألاحق زوجا كل همه أن يكلم أحقر أنواع النساء؟ وعندما أسأله عن صورة امرأة في كاميرته في وضع مخجل: أحلال أم حرام؟ يجيب: حلال، لماذا يجب علي أن أعيش مع زوج كاذب لا يعرف الصدق ولا الحق؟ ولماذا يسافر ويأخذ أطفالي معه؟ أليست الأم لأطفالها جنة الدنيا؟ ولماذا وأنا التي وقفت بجانبه وأضعت من عمري سبع سنين حتى ينال لقب استشاري يرد المعروف بالنكران؟ وقفت بجانبه في بعثته وأنا ابنة تسع عشرة عاما وهذا واجبي ككل اللواتي وقفن بجانب أزواجهن وكلي حب وأمل أن أحصد ما زرعت، لماذا علي أن أتحمل سفره المرة تلو الأخرى إلى المغرب مع أصدقاء السوء؟ ولماذا علي أن أتحمل سفره إلى شرم الشيخ لرؤية النساء شبه العاريات؟ لقد عدت من بلاد الغرب أنا وأطفالي حماية لشخصياتهم من الشروخ والتشويه، لأنني على يقين أنهم مع أب لا يملك إلا المال يعمي به بصر طفل عمره 7 سنوات وطفلة أصغر من ذلك، وصرت أسأل نفسي لماذا كان لي حق الأمومة وحق الحضانة وأنا في بلاد غير المسلمين، وصرت في بلدي لا حق لي ولا حضانة؟ هل كان يرضى بهذا رسول الله أو أبو بكر أو عمر أو عثمان أو علي أو عمر بن عبد العزيز؟.
لقد امتلك أهله من المال ما مكنهم من شراء الكثير له، ولكن هل يمكن أن يشتروا بالمال الأدب أو الخلق القويم؟ لقد أرادني في بداية الزواج أما وزوجة مع أني لم أكمل عامي العشرين ويريدني الآن خادمة تشتري الأكل، وسائقا يشتري له سجائره، وحين عدت إلى بلدي عملت حتى أنسى همي وسفره وسفهه وحتى أشعر بأني مقدرة، فإذا به يمنع عني الدرهم والدينار لأنني أعمل، ويقولها بكل جرأة: «إذا عملت فلن أنفق عليك»، وإذا جاء ما يسميه حقه الشرعي أصر على أخذه مني بكل السبل، في الوقت الذي منع عني حقي الشرعي في حضانة أولادي، ولم يكن ليجرؤ على منعي من حضانة أولادي ونحن في بلاد الغرب، وصرت أسأل نفسي: لماذا أتيت من بلد تعطيني حضانة أولادي وحقي منه كاملا بل وتمنعه من رؤيتهم ورؤيتي إذا أساء لي ربع الإساءة التي أساءها هنا، إنه يساومني على الطلاق شرط التنازل عن حضانة أولادي وهل هناك أم تفعل ذلك ؟ أود أن أمشي في الشارع وأصرخ وأنادي ليسمعني كل من في نفسه ذرة عدل وصدق أيا كان منصبه أو مكانته علي أجد من يساعدني في الحصول على حقي في حضانة أولادي، ألم يقل رسول الله لمن سأله من أحق الناس بحسن صحبتي فقال له: أمك ثم أمك ثم أمك ثم أبوك؟ أغثني يا الله وأغث أولادي يا الله أريد أن أكون أما مسلمة وأن ينام أولادي في حضني، فأنا لا أريد ماله، أريد فقط أولادي... سكتت وقد أتعبتها الحياة والمناشدة، وأرهقها بعد أولادها عنها، ويبقى السؤال: ألم يئن الأوان للإسراع في إصدار قوانين من مجلس الشورى تحمي أمثالها؟ وتحمي أطفالهن؟ إننا بحاجة ماسة لمثل هذه القوانين وبحاجة ماسة أيضا لمحاكم خاصة تبت وبسرعة بمثل هذه القضايا، كما أقترح أن تشكل لجان من مختصين نفسيين واجتماعيين تساعد القضاة عبر تقديم تقارير عن مثل هذه الحالات للبت فيها بسرعة تفاديا للأذى الذي يلحقه أمثال هذا الزوج بالأم وأطفالها فمسؤولية حماية أمثال هذه الأخت تقع على كاهلنا جميعا، وإن لم نسارع لحمايتهن فلن نجد ما نقوله بين يدي الرحمن حين يسألنا عنهن.

المصدر: صحيفة عكاظ
بواسطة : admin
 0  0  1169