ارتفاع نسبة الحمل بتوائم متعددة إلى 500%
ارتفاع نسبة الحمل بتوائم متعددة إلى 500%!
نتيجة استخدام الأدوية والعقاقير المنشطة للتبويض وتقنية أطفال الأنابيب والحقن المجهري
نتيجة استخدام الأدوية والعقاقير المنشطة للتبويض وتقنية أطفال الأنابيب والحقن المجهري
أ.د. محمد بن حسن عدار
الحمل نعمة من نعم الله تعالى يتمناها كل زوجين لكي تكتمل سعادتهما في تكوين اسرة سعيدة. في العقود الاخيرة تزايدت حالات تأخر الحمل او عدم القدرة على الانجاب بالمقارنة بالعقود التي سبقتها ولهذه اسباب عديدة ولكن ظهرت بفضل من الله سبحانه وتعالى عدة تقنيات حديثة استطاعت التغلب على العديد من حالات تاخر الانجاب. والحمل يحدث لدا الزوجين بشكل تلقائي اي دون الحاجة لتدخلات طبية في حوالي 80 الى 85% من الازواج والنسبة المتبقية قد تحتاج لمساعدة طبية تختلف فيها مستويات التدخلات الطبية على حسب الحالة المرضية.
وتتجلى مهمة الاطباء بعد توفيق الله سبحانه وتعالى في متابعة الحمل والوصول لنهاية سعيدة للأم والجنين دون مضاعفات طبية. والحمل هو عملية طبيعية تحدث بقدرة الله وفيها تحدث تغيرات فسيولوجية عديدة في جميع اعضاء الأم لكي تتكيف ونمو الجنين. قد يصاحب الحمل بعض المشاكل الصحية المتوقعة مثل اعراض الوحام الشديدة والنزف المهبلي في بداية الحمل وتقلصات الرحم المزعجة وربما يحدث سكر الحمل وارتفاع ضغط الدم بالاضافة لفقر الدم.
ويحرص فئة بسيطة من السيدات ان يكون حملهن توائم قد يكون السبب في رغبة عاطفية او قد يعتقد البعض ان الحمل مرة بطفلين او اكثر افضل من تعدد الحمل مما يزيح على كاهلها متاعب الحمل المتكررة. وللاسف هذه فكرة خاطئة حيث ان الحمل المتعدد يحمل العديد من المخاطر. ومنذ عام 1980م تزايدات حالات الحمل المتعدد فنسبة الحمل بتوائم تزايدت الى نسبة 65% اما الحمل بثلاثة توائم او اكثر فقد بلغت نسبة الزيادة 500% وتعود نسبة الزيادة الى استخدام الادوية والعقاقير المنشطة للتبويض وكذلك تقنية اطفال الانابيب والحقن المجهري.
وجود توائم في الأسرة معناه مضاعفة مسؤولية الوالدين بسبب وجود ضرورة حتمية للعمل المزدوج التربوي فكل شيء تقوم به الأسرة لابد أن تقوم به لطفلين فالتغذية لطفلين والعناية بالنظافة لطفلين.
وتحتاج الأم في كثير من الحالات إلى من يعينها على تخطّي الأشهر الأولى أو السنة الأولى التي تكاد تكون أحرج الأوقات ويبدو الأمر اكثر صعوبة إذا كان التوأم بكراً وخاصة في الأيام الأولى حيث يسيطر الإرباك على الأم وعدم الاستعداد الأولي للفكرة مضافاً إلى نقص الخبرة ولكن مع مرور الأيام تستطيع الأم أن توجد نظاماً خاصاً في التعامل مع الصغار الجدد. في الاسابيع الماضية مرت علي العديد من حالات التوائم ومن ضمن هذه الحالات امرأة صغيرة في السن لم تتجاوز العشرين عاماً ومتزوجة حديثا وكانت حاملا بخمسة توائم نتيجة لاستخدام خاطئ لمنشطات المبيض للتعجيل بالحمل وقد عانت هذه المريضة كثيراً في اثناء الحمل وتم بتوفيق الله اجراء لها عملية قيصرية في الشهر السابع وكانت صحة الاجنة جيدة ولكن استمرت المعاناة على كاهل الزوج بالتكلفة الباهضة التي تتجاوز امكانية الاسرة المادية التي قد تصل ما يقارب المليون ريال لبقاء المواليد في وحدة الاطفال الخدج لفترة الشهرين. ويحضر العديد من السيدات الى العيادة بالرغبة في الحمل بالتوائم وربما استخدام ادوية هن ليس بحاجة لها.
ونحب ان نذكر ان الادوية المنشطة للتبويض قد تحمل العديد من المخاطر من البسيطة والمحتملة ومنها الصعبة والخطيرة فلا بد من استخدامها للضرورة وتحت اشراف طبي مباشر ومتابعة دقيقة لتفادي المخاطر المتوقعة. وكلما ازداد عدد التوائم ازدادت المخاطر على الاجنة وعلى الام وكذلك المشقة والتعب والتكلفة على الاسرة بعد الولادة. ودائما نقول ان الحمل بطفل واحد افضل صحياً من الحمل باكثر من جنين. في السنوات السابقة كانت تقنية اطفال الانابيب تسمح باعادة اكثر من ثلاثة اجنة للرحم وذلك لزيادة الفرصة في الحمل ونظراً للمضاعفات تم تقليص العدد الى اثنين فقط في معظم مراكز العقم المتقدمة بالعالم. وقد يضطر الاطباء الى تقليص عدد الاجنة المنغرسة بالرحم في الاسابيع الاولى من الحمل اذا تجاوز العدد المسموح به الى ما بين اثنين الى ثلاثة اجنة فقط.
ان الحمل بالتوائم ليس رغبة شخصية ممتعة كما يظن العديد من السيدات ولكن تحدث تلقائياً بارادة الله سبحانه وتعالى وقد ساهمت العقاقير المنشطة للاباضة في زيادة الحالات وبالتالي زادت المضاعفات الصحية والمادية والنفسية على الاسرة والمنشآت الصحية ويجب ان نشير الى انه في اغلب الاوقات وحتى على المستوى العالمي قد لا تتوفر حضانات الاطفال الخدج للعناية بالاطفال المبسترين التي تحدث غالباً مع ولادات التوائم وان توفرت لا يمكن ان تضمن المضاعفات العديدة كا العدوى الجرثومية والنزف الدماغي والفشل التنفسي والتغيرات الحيوية الاخرى.
المصدر: صحيفة الرياض