طرق علاج اللوكيميا.. إرادة الحياة تهزم الألم
طرق علاج اللوكيميا.. إرادة الحياة تهزم الألم
د. وليد خالد رشيد
هناك عدة طرق لعلاج اللوكيميا تختلف بالدرجة الأولى باختلاف نوع اللوكيميا بالإضافة لعمر المريض وصحته العامة. وبشكل عام فإن طرق العلاج تشمل التالي:
* العلاج الكيميائي:
وهو العلاج الأساسي في حالات اللوكيميا الحادة بنوعيها اللمفاوية والنقوية. وعادة ما يحتاج مثل هذا العلاج للتنويم في المستشفى للمتابعة الدقيقة. وتكون المعالجة بمجموعة من الأدوية عن طريق الوريد وأحياناً عن طريق الفم حسب برنامج معد مسبقاً يتبع بروتوكولات عالمية نتجت عن دراسات مكثفة في هذا المجال. والقضاء على خلايا اللوكيميا في نخاع العظم هو الهدف الأساسي من هذا العلاج. وغالباً ما تتبع ذلك دورات علاجية أخرى بالأدوية الكيميائية المختلفة لتثبيت الاستجابة ومنع رجوع المرض.
* الرعاية الداعمة:
غالباً ما يحتاج مرضى اللوكيميا وخاصة النوع الحاد إلى رعاية داعمة خصوصاً في بداية العلاج. ويتضمن ذلك نقل كريات الدم الحمراء لعلاج فقر الدم ونقل الصفائح الدموية لمنع النزيف، بالإضافة للمضادات الحيوية لعلاج الالتهابات المتوقع حدوثها خلال فترة نقص المناعة.
* العلاج الإشعاعي:
ويستخدم لتدمير الخلايا السرطانية وتقليص الأورام. وقد يحتاج مريض اللوكيميا وخاصة اللمفاوية إلى معالجة موضعية بالإشعاع للتقليص من تضخم الغدد اللمفاوية والتي من الممكن أن تسبب أعراضا موضعية شديدة أو أن تضغط على أنسجة حساسة للمريض. كما يستخدم أحياناً العلاج الإشعاعي لمعالجة حالات اللوكيميا المتواجدة بأغشية السحايا أو أنسجة الجهاز العصبي المركزي.
* زراعة الخلايا الجذعية:
الخلايا الجذعية هي الخلايا الأصلية في نخاع العظم فهي المسؤولة عن تكوين خلايا الدم المختلفة. ولابد أولاً من تجميع هذه الخلايا من المتبرع ومن ثم نقلها للمريض. وتبدأ الإجراءات بعمل فحوصات مطابقة الأنسجة لإيجاد متبرع وغالباً ما يكون الأخ أو الأخت وفي أحيان نادرة يمكن إيجاد متبرع مطابق في غير الأقارب.
وهناك طريقتان لتجميع الخلايا الجذعية: الأولى عن طريق سحب هذه الخلايا من نخاع العظم من منطقة عظام الحوض تحت التخدير العام. والثانية عن طريق سحب الخلايا آلياً من الدم بعد إعطاء المتبرع منشطات للخلايا الجذعية لمدة ٤-٥ أيام. ثم يتم نقل الخلايا الجذعية للمريض عن طريق الوريد بعد أخذ العلاج الكيميائي وأحياناً الإشعاعي لتمهيد الطريق لهذه الخلايا الجديدة للاستقرار في نخاع عظم المريض بدلاً من الخلايا المريضة، حيث تبدأ بتكوين خلايا دم جديدة خلال ٢-٣ أسابيع. وخلال هذه الفترة يمكث المريض في المستشفى للمراقبة وتناول المضادات الحيوية للوقاية من العدوى أثناء فترة نقص المناعة إلى حين تكوين الخلايا الجذعية الجديدة لخلايا دم جديدة.
*العلاج البيولوجي أو الحيوي:
تم التوصل بعد البحث العلمي الطويل في طرق معالجة اللوكيميا النقوية المزمنة إلى أدوية تستهدف أسباب هذا النوع من اللوكيميا تعرف بمثبطات الثايروسين كاينيز مثل عقار الإماتينيب. ولا تندرج هذه الأدوية تحت عنوان الأدوية الكيميائية التقليدية، حيث إنها تعمل عن طريق وقف بعض التفاعلات داخل الخلية السرطانية والتي تعمل على نموها وانقسامها، بحيث يكون تأثير هذه الأدوية على الخلايا الطبيعية ضئيلاً جداً، ويتم تناولها عن طريق الفم. ونسبة استجابة معظم المرضى عالية بحيث لا يكون هناك ضرورة لاستخدام الأدوية الكيميائية أو عمل زراعة الخلايا الجذعية في معظمهم.
ومن المهم التنويه على أن اللوكيميا اللمفاوية المزمنة قد لا تحتاج للمعالجة في بداية التشخيص إذا كان المريض لا يعاني من أي أعراض ويكتفى بمتابعته في العيادة، ويكون البدء بالعلاج فقط عند حدوث أعراض مرضية أو مضاعفات أخرى.
المصدر: صحيفة الرياض