حقائق عن التدخين
حقائق عن التدخين
د. ميسرة طاهر
تزداد باطراد المعلومات المكتشفة عن الدخان والمدخنين نتيجة البحث العلمي الذي تقوم به جهات كثيرة، يجمعها خيط واحد هو معرفة الحقيقة، ويمول مثل هذه الأبحاث جهات كثيرة يجمعها هي الأخرى خيط واحد هو تقليل الأموال التي تدفعها أجورا للمدخنين أو تكاليف لعلاجهم، أو خسارة لإنتاجهم المدفوع نتيجة تغيبهم عن العمل بسبب المرض، ومن المؤكد أن هناك ما يزيد على 4000 مادة كيميائية في الدخان، وقد تم تحديدها كلها سواء كانت موجودة أساسا في أوراق التبغ الذي تصنع منه السجائر أو تلك التي تضاف إلى التبغ لأسباب عديدة منها حمايته من الحشرات كي لا تتلفه عند تخزينه أو لإعطائه نكهات متنوعة أو لأسباب أخرى، ولم يعد خافيا على أحد أن الدخان أحد أهم أسباب سرطان الرئة وأمراض القلب، كما أن فيه من المواد ما يزيد احتمال إصابة المدخن بالسكتة الدماغية الناتجة عن الجلطات التي يساهم التدخين في تكوينها بشكل كبير، ولم يعد خافيا على أحد دور التدخين في إصابة الرجال بالعقم والنساء بالتجاعيد المبكرة، أما آلام أسفل الظهر وحرقة المعدة فقد ثبت أيضا أنه مساهم فعال في تكوينهما، وكل من يتعامل مع المدخنين من أهل دارهم يعرف أن رائحة فم المدخن وبخاصة في الصباح تكون غير مستحبة، ونسبة المشكلات بين الأزواج بسبب هذه الرائحة في ازدياد.
ويبدو أن الفحص الذي أجري على رئات الآلاف من المدخنين أثبت أن رئات من لهم من العمر 30 عاما كانت شبيهة برئات من لهم 65عاما، مما يعني أنها تستهلك بصورة مريعة بسبب التدخين، والجديد في نتائج البحث العلمي يتعلق بالتدخين السلبي، أي بأولئك الذين لا يدخنون ولكنهم يتواجدون في أماكن التدخين سواء كانت أماكن عامة أو خاصة، فزوج المرأة المدخنة أو زوجة الرجل المدخن أو أبناؤهم الذين يتواجدون حيث يدخن هم أيضا عرضة للكثير من الأضرار، والأمراض، فمثل هذا الدخان يحتوي على العديد من المواد السامة مثل أول أكسيد الكربون والزرنيخ وغاز الفورمالدهايد وهي مواد خطرة وبخاصة على الأطفال، لذا كشفت نتائج البحث العلمي أن معدلات الإصابة بأمراض الأذن والجهاز التنفسي وعلى الأخص الربو الحاد لدى أطفال المدخنين أعلى بكثير مما هي عليه عند أطفال غير المدخنين، كما تبين أن ما يطلق عليه اسم متلازمة الموت الفجائي للرضع ذات علاقة وثيقة بالتدخين، وأكثر النتائج العلمية الصادمة تكشف عن أن هناك جسيمات دقيقة تصدر عن دخان السيجارة تعلق بملابس المدخن فإذا دخل مكانا آخر لم يسبق لأحد أن دخن فيه فإنها تنتشر في أنحاء المكان، وبالتالي فإن الآباء الذين يدخنون بعيدا عن أطفالهم حين يعودون للاختلاط بهم فإنهم ينقلون لهم مثل هذه الجزيئات التي تساهم بشكل فعال في أذاهم.
وأكثر النتائج الصادمة كانت تلك التي بينت أن أبناء المدخنين يزيد عندهم الميل ليصبحوا مدخنين في كبرهم بمعدل الضعف مقارنة بأبناء غير المدخنين، وعليه فإن هذه الحقائق العلمية تؤكد أن المدخن سواء كان أبا أو أما لا يساهم بشكل فعال في أذى نفسه وإنما يساهم في أذى أبنائه سواء دخن أمامهم أم بعيدا عنهم وأن هذا الأذى لا يتوقف عند حدود المرض بل إنهم يساهمون بشكل فعال في دفعهم للتدخين في كبرهم.
والسؤال: هل مثل هذه النتائج طريق ممهد لنفع الأبناء أم لضررهم؟ وهل يملك من يدخن جوابا شافيا يقوله لخالقه لو أن أبناءه وقفوا معه بين يدي الرحمن يشتكونه لدوره الفعال في تعاطيهم للتدخين؟.
المصدر: صحيفة عكاظ