• ×
admin

تعزيز الصحة بالرضا والفرح

تعزيز الصحة بالرضا والفرح!


أ. د. صالح عبدالعزيز الكريِّم

«الصحة البدنية» و«الصحة العقلية» يعبر عنهما أحيانا بالصحة الجسمية والصحة النفسية، الأولى منها (الصحة الجسمية) تحتاج إلى تغذية سليمة ونوم صحيح ورياضة مستمرة وتعتمد على استقرار الحالة النفسية، والثانية (الصحة النفسية) تحتاج إلى تغذية سليمة ونوم صحيح ورياضة مستمرة وتعتمد على سلامة الحالة الجسمية وكلاهما بحاجة إلى الابتعاد عن مؤثرات الحياة السلبية والاقتراب أو مزاولة مؤثرات الحياة الإيجابية، فالغضب مثلا مؤثر سلبي على الصحة الجسمية والنفسية والقناعة مؤثر إيجابي عليها (القناعة هنا بمعنى الرضا بما كتبه الله وقدره لأن هناك معنى آخر للرضا في هذا المقال)، والحياة مليئة بهذا النوع وذاك النوع من المؤثرات وأركز في هذا المقال على نوعين من المؤثرات الإيجابية التي قد يغفلها بعض الناس وهي تكون سبب دائهم الجسمي والنفسي.
إن الرضا والفرح من المؤثرات الإيجابية في تعزيز الصحة الجسمية والنفسية فالرضا عن النفس فيما تقوم به من عمل واجب عليها من حيث الإخلاص فيه ومراقبة الله سبحانه وتعالى وتربية الضمير على الأداء الصحيح في هذا العمل وعدم إنقاصه أو غشه أو تلفيقه، فذلك مما يورث نفسا راضية وتصبح مرتاحة فيؤدي ذلك إلى تعزيز قوة الخلايا المناعية والعصبية اللتان لهما دور كبير في صحة الجسم والنفس، ويمكن تدريب الناس على مهارات الرضا النفسي والأمة المتحضرة ترى أبناءها متميزين بسبب جودة العمل الذي يرضي النفس والضمير ويدركون أن لكل عقد وفاء وأن الواجب العملي المتقن هو طريق ذلك الوفاء مما يبرر الاستحقاق المالي (الراتب الشهري)، هذا الشعور سببه التربية العملية على قيمة الرضا، ورضا الله عن العبد المسلم مرتبط بمراقبة الله وأداء ما على الإنسان من واجبات بحيث يرضي الله عن صاحبها.
أما الفرح فله خاناته في جسم الإنسان ونفسه لا يمكن أن تعبأ إلا به، فخلايا الجسم القلبية وخلايا النفس الروحية تشحبان وتصابان بالأنيميا عندما يكون الإنسان دائم الحزن والكآبة ولا يعرف الفرح طريقا إليه، لقد أجريت دراسات على أيدي علماء متخصصين في الرابطة بين العقل والبدن حيث تبين أن الفرح المسبب بالمرح أو الضحك أو المناسبات ذات البهجة يعمل على إقلال التوتر الذهني ومنشط للخلايا ومحافظ على صحة القلب والأوعية الدموية خاصة الغشاء المبطن للأوعية الدموية endothelium والفرح والمرح والبهجة والسرور كلها مترادفات وعناصر مغذية للجسم والنفس وتعزز صحته وقد وصف القرآن الكريم الحدائق بقوله تعالى «وحدائق ذات بهجة» فالتمتع بها يكسب الجسم ارتياحا ويورث النفس انتعاشا كما أمر الله سبحانه المؤمنين بالفرح عند حصول الخير والفضل في قوله تعالى «فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون» لما يعلمه سبحانه من وقع لحظات الفرح الإيجابية على النفس البشرية.

المصدر: صحيفة عكاظ
بواسطة : admin
 0  0  1741