• ×
admin

الحياة السعيدة بالوسائل المفيدة

الحياة السعيدة بالوسائل المفيدة


عبدالله عمر خياط

إن في الحياة مناهج سهلة لو سار عليها الإنسان لتوفرت له حياة سعيدة
لا يشوبها كدر ولا يعتريها عسر، هذا هو موضوع الكتاب الذي قام بتأليفه العلامة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي وصدر بشرح وإضافة من الدكتور يوسف بن عثمان الحزيم تحت عنوان :
شرح الوسائل المفيدة للحياة السعيدة
وفي المقدمة يقول الدكتور الحزيم : إن المغموم والمهموم والحزين والقلق يفتقد وغير قادر على :
العطاء، فهو مشغول بهمه، متشتت الذهن، وبحاجة إلى عطاء وعطف الآخرين.
المخاطرة، والشجاعة، والمبادرة، فهو يشعر بالضعف جسمانيا وإراديا.
الابتسامة والفرح، فهو مكتئب، ولا يجد لذة في الأشياء مهما عظمت.
التفاؤل، فهو يرى المصيبة ستضربه لا محالة، بل والأخرى تلو الأخرى، وأنه قدره المحتوم، فلا مجال لحسن الظن بالله أو بنفسه.
الإنجاز، فعنده الأشياء الصغيرة والتافهة الكبيرة تطوقه من كل مكان، ويعيش في أوهام وفراغات لا تشكل الحقيقة منها سوى (15 %).
يقول الأديب الكبير مصطفى صادق : «أهم أسباب الفشل والشقاوة هي ثلاثة:
ــ العجز : فهو يجعل الإنسان كالبنيان الهامد.
ــ ضعف الهمة: وهو يجعل الإنسان كالحيوان، همه أن يوجد كيفما وجد.
ــ اضطراب الرأي: وهو يجعل الإنسان لا ينجز شيئا، ونتيجة الثلاثة كلمة واحدة هي «الخيبة».
وقع في يدي عام (1408هـ) كتيب «الوسائل المفيدة للحياة السعيدة» للعلامة الشيخ عبد الرحمن بن سعدي ( غفر الله له ورحمه ) في توقيت مهم، حيث انكببت على قراءة الكتب، وحضور المحاضرات والندوات واللقاءات الدينية، ولكنها لم تحقق لي السعادة التي كنت أرجوها، نظرا لأن النفس كي تسعد تحتاج إلى أسباب شرعية وأخرى كونية، فالأسباب الشرعية اهتمت بها اليقظة الإسلامية، وحدث تقصير في العناية بالأسباب الكونية، والتي منها علم النفس وإدارة الذات الذي اهتم به ــ سابقا ــ ابن القيم في «الداء والدواء» و «الفوائد» ، وابن الجوزي في «صيد الخاطر» ، وابن مسكويه في «الأخلاق» ، وغيرهم وإن استدرك ذلك لاحقا، حينما انتشرت كتب ومحاضرات ودورات الهندسة النفسية، وسدت فجوة لا بأس بها.
وأعود فأقول : إن كتيب العلامة ابن سعدي قد فتح لي باب أمل وتفاؤل، نحو بناء حياة سعيدة في الدنيا قبل الآخرة، وألا أشعر بالحرج وتأنيب الضمير، وجلد الذات إذا فكرت في بناء الدنيا.. ثم تلا ذلك اطلاعي على كتيب «أفراح الروح» للمفكر والأديب الإسلامي سيد قطب (رحمه الله)، وعزز لدي ذلك الإيمان بعمارة الأرض خاصة عندما قال: أما الموت فهو طارىء حينما يأخذ من فتات المائدة، والأصل هو أن لا تموت نفس حتى تستكمل رزقها، وإن ماتت فهي مقبلة على رب رحيم، وإليك نصه الجميل مخاطبا أخته في رسالته لها: «إن فكرة الموت ما تزال تخيل لك، فتتصورينه في كل مكان، ووراء كل شيء وتحسبينه قوة طاغية تظل الحياة والأحياء، وترين الحياة بجانبه ضئيلة واجفة مذعورة.
إنني أنظر اللحظة فلا أراه إلا قوة ضئيلة حسيرة بجانب قوى الحياة الزاخرة الظافرة الغامرة، وما يكاد يصنع شيئا إلا أن يلتقط الفتات الساقط من مائدة الحياة ليقتات.
مدى الحياة الزاخر، هو ذا يعج من حولي! كل شيء إلى نماء وتدفق وازدهار، الأمهات تحمل وتضع: الناس والحيوان، سواء الطيور والأسماك والحشرات تدفع بالبيض المتفتح عن أحياء وحياة .. الأرض تتفجر بالنبت عن أزهار وثمار، السماء تتدفق بالمطر، والبحار تعج بالأمواج، كل شيء ينمو على هذه الأرض ويزداد»..
كتاب فيه فوائد كثيرة لو أخذ بها الإنسان في مشوار حياته لوفر على نفسه كثيرا من الكدر الذي يغشاه بسبب ما قد يناله من حيف الزمان أو أخيه الإنسان، فجزى الله المؤلف والشارح خيرا لما قدماه للقارىء من النصائح التي هي عبارة عن إضاءات للطريق.

المصدر: صحيفة عكاظ
بواسطة : admin
 0  0  1793