نحن والحب
نحن والحب
د. هيا عبد العزيز المنيع
الرغبة في الحب تبقى رغبة انسانية مشتركه وإن اختلفت اللغة أو اختلف الدين.. الحب مثل الابتسامة عالمي اللغة...، من منا لايريد الحب في كلمة او لمسة او موقف ...؟ لايوجد انسان سوي لايريد الحب حتى الطفل يهدأ صراخه حين يحتويه حضن أمه المحبة... المريض العقلي يهدأ صراخه وينخفض العنف عنده كلما زادت جرعات الحب في محيطه الاجتماعي سواء كانت اسرته او مؤسسته...، الزوجة تشعر بالامان كلما اغدق عليها زوجها بتعابير الحب كلمة وموقفاً...الزوج تتحسن صحته كلما احتوته الزوجة حبا ... الابن يستمتع بوصايا والديه ونصائحهما كلما احتوتها لغة الحب وليس الامر والنهي...، الخادمة تعمل وهي مبتسمة كلما ارتقت لغة التعامل معها من اهل المنزل...
تصر بعض السيدات ويصر بعض الرجال على ان كل شيء موجود في الاسرة السعودية الا الحب وإن وجد الحب غابت لغة التعبير عنه... هل هذا صحيح وإن غاب فهل حجبت شمسه عن الجميع ام عند البعض وإن غابت عند البعض فهل هو غياب جماعي ام انتقائي الا يستطيع كل طرف أن يرتشف الحب من غير كأس ...؟
أحيانا اشعر اننا نستمتع بنقد ذاتنا الاجتماعيه كثيرا الى درجة أننا نبخس أنفسنا ومجتمعنا الكثير من جماله...
نتميز بروح تكافل عالية بل وتستحق الاستقراء وربما هي نموذج يستحق الاحتواء المؤسسي وحينها لن نجد فقيرا في مجتمعنا... نعم تلك هي الحقيقة ولكن للاسف بعضنا يصر على حصر الامور في حيز ضيق ...
الحب ليس محصورا بين رجل وامرأة ، بل هو مساحة واسعة باتساع الكرة الارضية... الحب نستطيع ان نجده في كل علاقاتنا الانسانية ولكننا للاسف نحصر الحب في إطار ضيق جدا مما يجعل بعضنا يكبل بعضنا بالضغط عليه..
في اجتماع نسائي اتفقت تلك النسوة على جفاف الرجل السعودي في تعبيره عن حبه ، وأكد بعضهن ان الرجل يزداد رقة قبل هبوط راتب الزوجة على حسابها خاصة الازواج المقترضين ... او في حال رغبتهم في العلاقة الزوجية الخاصة ... في المقابل يؤكد الرجال ان النساء ناكرات للجميل وأنهن لايبدين جمالهن للزوج الا عند رغبتهن في التسوق وبالتالي الحصول على المال او في حال رغبتهن في السفر او زيارة أسرهن إن كانت خارج مدينة إقامتهن...
أتصور ان الامر فيه مبالغة ، والحقيقة المؤكدة ان ذلك ليس حبا بل هو مصلحة يتم قضاؤها وفق المطلوب اما الحب فهو شيء يتسرب من الانسان نحو الآخرين مختلطا بأنفاسه وكلماته دون تفكير بالمكتسبات والمؤكد الاهم انه لايرتبط بواحد او واحدة بل هو اشمل من ذلك يبتدئ بحب الله عز وجل ويتمدد ليشمل محيطك البشري ككل...
المصدر: صحيفة الرياض