العمل بمتابعته
العمل بمتابعته
عبدالله بن سليمان المنيع
أعرف لأحد رؤساء بلديات بلادنا منهجاً إيجابياً في عمله اليومي ببلديته فقد كان بعد صلاته للفجر يخرج ومعه رؤساء أقسام بلديته ممن لهم اختصاص في التنفيذ ومتابعة العمل في مجالات اختصاص البلدية مثل رئيس لجنة إزالة التعديات ورئيس قسم الزراعة والمسؤول عن النظافة ومراقبة الأسواق ورئيس قسم المشاريع وقسم الهندسة وغيرهم يخرجون من الصباح في جولة تفقدية محيطة بجميع اختصاصات البلدية ويكون معه دفتر صغير يدون فيه جميع ملاحظاته وتوجيهاته واقتراحاته وإمكانية تغطية التكاليف ونتيجة المناقشة والتوجيه مع المختص معه في المجال الذي يخصه. ويمضي في هذه الجولة ما لا يقل عن ساعتين في عمل ميداني للإشراف والتوجيه والابتكار والتجديد والمتابعة وفي بلديته قسم خاص للمتابعة مربوط بمكتبه مباشرة يحيل إليه صورة من كل توجيه وأمر وملاحظه واقتراح وتعثر في أي مشروع من مشاريع البلدية ويطالبه يوميا بنتائج المتابعة.
وقد زرته في مكتبه فذكر لي أن نسبة وجوده في مكتبه لا تزيد عن عشرين في المائة من كامل وقت عمله اليومي والباقي يمضيه في ميدان العمل سواء كان داخل بلديته أم خارجها.
والحق أن مدينة هذه البلدية قد تميزت في عهده بالنظافة وكثرة البسط الخضراء والكثير من حدائق التنفس، إضافة إلى نظافة الطرق وسلامة تعبيدها وانتظام الأسواق فيها لاسيما ما يتعلق بأسواق التغذية والمطاعم وحماية المستهلك، فهل لهذا العامل المخلص من رؤساء بلديات بلداننا متبعون؟ فما أحسن الاقتداء بمن هو أهل للاقتداء. والله المستعان.
المصدر: صحيفة الوطن