• ×
admin

مقبول أو ممتاز

مقبول أو ممتاز؟!


د. سلمان بن محمد بن سعيد

تزدحم الكليات هذه الأيام بخريجي الثانوية العامة من بنين وبنات للتقديم على الكليات المختلفة، وكل طالب وطالبة ورغبته وميوله الذي لابد أن يؤثر فيهما ما حصل عليه أو ماحصلت عليه من نسبة مئوية في الثانوية العامة، وثمة طلبة جامعيون يدرسون ويختارون نوع الجامعة والدراسة تلبية لرغبة الأهل، وهو أمر حدث لجيلي ومن هم في سن مقاربة.. ويندر حدوثه هذه الأيام.. وقد ينجح البعض منهم إلا ان بعضاً آخر يُخفق ولا يستطيع مواصلة الدراسة والحصول على الشهادة.. ولا أنسى زميلاً عزيزاً أرغمه الأهل على الاغتراب ودراسة الطب.. وهو بإمكانه النجاح في كل شيء إلا الطب.. كان يشتكي لي مما حملهُ أهلهُ من مهمة لا يحبها (دراسة الطب) وقد كان أهله يلقبونه بالدكتور فلان.. وكان يريني رسائل من أبيه يبدأها ب ابني العزيز دكتور المستقبل فلان.. فتزيده تلك الرسائل هماً على هم ومحاولات يائسة.. لتحقيق ما لا يستطيع تحقيقه.. فكان يبذل ضعف ما يبذله الطلبة الآخرون في الاستذكار والدراسة.. وفي اختبار آخر السنة كانت نتيجته رسوباً في جميع المواد.. ليعيد العام الدراسي سنة بعد سنة.. وفي سنوات إخفاقاته الأولى لم يكن يخبر أهله بما يواجهه من صعوبة وإخفاق.. وعندما (يتشجع) ويخبرهم بنتيجة (رسوبه) يصرون عليه بالمواصلة بقولهم (اللي ما يسقط ما ينجح) وبعد مرور أربع أو خمس سنوات طفح به الكيل وحزم أمره بأن لا يعود للمحاولة في دراسة الطب وحضور الامتحانات.. فعاد للوطن لينجح في مجال يحبه ويبدع فيه.. وفي سوانح ماضية ذكرت كيف حصلت في إحدى المرات على تقدير مرتفع في إحدى المواد (75%) في العام 1979.. وكان ذلك (بوحاً) مني في استذكار الماضي.. أليس عنوان الزاوية سوانح.. وأزيد من الشعر بيتاً بل أبياتاً فأقول معترفاً ان تقديري (ومعظم طلبة الطب) في جميع سنوات دراسة الطب ومواده كان يدور في فلك الجيد.. ومن النادر الحصول على جيد جداً.. أما الحصول على تقدير امتياز أو ممتاز فدونه خرط القتاد.. وقد يستغرب البعض صراحتي تلك فأقول أولاً انها الحقيقة بالنسبة لطالب الطب وثانياً مثلي الأعلى في ذلك (البوح) طبيب سعودي من الرعيل الأول ويحمل أعلى الشهادات قال لي وأنا أُناقشه في خطط التعليم العالي الطبي لدينا.. قال انه تخرج من إحدى كليات الطب العربية قبل خمسين سنة أو تزيد وبتقدير مقبول.. وهذا (المقبول) وجد ترحيباً من أعرق الجامعات الأوروبية ليعمل فيها ويكمل دراسته العليا التي توجها بشهادة ذات بريق عالمي وهي شهادة الزمالة الملكية البريطانية للجراحين (إف آر سي إس) وإلى سوانح قادمة بإذن الله.

المصدر: صحيفة الرياض
بواسطة : admin
 0  0  1190