• ×
admin

القلب والأوعية الدموية أكثر أعضاء الجسم تأثراً بالجلطة الحرارية

القلب والأوعية الدموية أكثر أعضاء الجسم تأثراً بالجلطة الحرارية
البشر يستطيعون العيش والعمل في ظروف مناخية تقارب 58 درجة مئوية كما في وادي الموت!

د. خـالد عبد الله النمر

خلق الله نظاما بديعا ينظم درجة حرارة جسم الإنسان الداخليه في حدود 37 درجة مئوية تزيد او تنقص بنصف درجه نهارا او ليلا، صيفا او شتاء وتبسيطا فهي تخضع للمعادلة التالية :

حرارة الجسم الداخلية = حرارة الأكل وبنائه في الجسم + حرارة المحيط (هواء، ملابس، مكان) تبخر العرق من الجلد، ولا يستطيع الإنسان تحمّل درجة حرارة داخلية في الجسم تزيد عن 41 درجة مئوية لمدة طويلة، وأعلى درجة حرارة سجلت في إنسان استطاع البقاء حيا كانت 45,5 درجه مئوية، وفي المقابل فإنه لا يستطيع تحمل برودة داخلية تنقص عن 20 درجة مئوية، وأقل درجة حرارة داخلية سجلت في إنسان استطاع البقاء حيا كانت 16 درجة مئوية، وذلك لأن الخلية البشرية تعيش على عمل الانزيمات، وهذه الانزيمات بروتينات حساسة للحرارة وتتوقف عن العمل عند تعرضها لأقل أو أكثر من درجة حرارة معينة.

وفي المقابل فإن الجنس البشري يستطيع العيش والعمل بأخذ المحاذير وأساليب الوقاية اللازمة في مختلف الظروف المناخية التي تقارب 90 تحت الصفر في سيبيريا إلى 58 درجة مئوية كما في وادي الموت في صحراء نيفادا وأماكن أخرى منتشرة في العالم .

تأثير الحرارة

على الجسم البشري

هناك أنماط كثيرة لتأثير حرارة الشمس على الإنسان تبدأ من الجفاف إلى الإعياء الحراري الى الجلطة الحرارية واهميتها تكمن في ان الوقاية منها سهلة وفي متناول الجميع، ومضاعفاتها كذلك خطيرة حيث من الممكن ان تسبب الوفاة في 20% ممن يتعرضون لضربات الشمس بسبب انخفاض الضغط وتسمم الدم DIC، وأكثر اعضاء الجسم تأثرا بالجلطة الحرارية هو القلب والأوعية الدموية حيث تزداد درجة ضخ الدم ثلاثة لترات في الدقيقة لكل ارتفاع بدرجة مئوية واحدة في حرارة الجو، فجهد القلب في من يمشي في درجة حرارة اربعين درجة مئوية كجهده في من يجرى على السير الكهربائي بسرعة 4ميل في الساعة، وترون كيف ان تخطيط القلب في مرضى الجلطة الحرارية يشابه تماما تخطيط من لديه جلطة حادة في القلب (صوره رقم1).

ومن الملاحظ ان الانسان في كل بلد يتكيف في ملابسه مع بيئته بما يتماشى مع صحته ولو نظرنا الى الشماغ لوجدنا انه ملابس قطنية شفافة بيضاء عاكسة لأشعة الشمس وتغطي الرأس والرقبة وأعلى منطقة الصدر ويسمح بدخول تيار الهواء خلال ذلك ويساعد على خفض حرارة الجسم.

المعرضون للجلطات الحرارية

والذين هم عرضة للجلطه الحراريه: من هم فوق سن الخمسين سنة، ومن لديه امراض في القلب، مرضى السكري، ومن يستخدم ادوية تمنع التعرق مثل الادوية النفسيه وادوية البروستاتا، ومن يأخذون مدرات البول، ومن لم يتكيف مسبقا مع تلك الظروف، ومن لا يستطيع الحركه بسبب جلطة دماغية او اعاقة سابقة . وهناك مفاهيم خاطئة يتداولها الناس عن حرارة الجو والصحة عموما لابد من توضيحها بشيء من التفصيل:

ان ضربة الشمس لا تحصل إلا عند التعرض للشمس لفتره طويلة ودرجة الحرارة فوق الخمسين درجة مئوية

وهذا التعميم غير صحيح على مجمله فمن الممكن ان تحصل ضربة الشمس بدون التعرض لأشعة الشمس في مثل العاملين في أفران الخبز والعاملين في تنجيم المعادن والمشاركين في سباق السيارات العالمية ومن تضطرهم الظروف لاستخدام الخنادق، إلى آخره فعند التعرض لدرجة حرارة اعلى من 37 درجة مئوية ولا تستطيع اجهزة الجسم التحكم في الحرارة يصاب المريض بالإعياء الحراري ومن ثم الجلطة الحرارية، وبعض المرضى يعتقد انه لا يمكن أن يصاب المريض بضربة الشمس إلا بعد الخمسين درجة مئوية وهذا المفهوم غير صحيح فمن الممكن ان يصاب الإنسان بضربة شمس اذا كان في درجة الحرارة 36 درجة مئوية مع رطوبة عالية وسكون في حركة الهواء وقلة سوائل في الجسم، والمشكلة في ارتفاع درجة الرطوبة انه يقلل من تبخر العرق من الجسم وبالتالي يبطل مفعول اهم الطرق لتخفيف درجة حرارة الجسم. لايصح للإنسان الخروج اذا تعدت درجة الحرارة خمسين درجة مئوية.

هناك قوانين دولية للعمل في درجات الحرارة المختلفة وهذه يحكمها القوانين المحلية لكل دولة ولكن ابتداء لا يمكن تحديد درجة حرارة معينة لا يمكن للإنسان العمل فيها لأن هناك عوامل أخرى تتحكم بذلك غير درجة الحرارة مثل: درجة الرطوبه، حركة الهواء، التعرض المباشر لأشعة الشمس، نوعية العمل الذي يمارسه العامل، وعدد فترات الراحة ومدة كل منها، وهناك ملابس خاصة للعمل في اجواء الحرارة العالية cooling vest .

لا تشرب الماء إلا

عندما تحس بالعطش

يحس الإنسان بالعطش عندما يرتفع تركيز الصوديوم بالجسم فيؤثر على مركز العطش بالدماغ وبالتالي فإنه يدفع الإنسان لشرب الماء، ومما يجعل مرضى القلب عرضة اكثر للجفاف ان بعضهم يستخدم مدرات البول سواء في ادوية القلب او في علاج ارتفاع الضغط الدم المزمن، والجفاف يعرّف بفقد 1.5% من الوزن الاساسي حتى ولم يشعر الانسان بالعطش بل يبدأ الإنسان بالعطش بعد فقد 2% من وزنه الاساسي.

ويجب ألا يعتمد المرضى على العطش كوسيلة لتحديد كمية السوائل التي يجب تناولها وذلك لأسباب عدة:

أولها: أن العطش هو ردة فعل متأخرة لفقدان السوائل من الجسم. ثانيا: ان ردة فعل العطش الانعكاسية لا تعمل بصورة جيدة لدى كبار السن. ثالثا: انه في مراحل الإجهاد الحراري يصاب المرء بعدم قدرته على التركيز وتشويش الذهن وبالتالي يسهو عن حاجته للسوائل.

والمشكلة في مرضى السكر من عدة نواحي حيث انه بسبب عدم التحكم في السكر فإن ذلك يسبب كثرة التبول وبالتالي الجفاف ومن جهة اخرى فإنه بسبب تأثير السكر على الجهاز العصبي فإن ذلك يؤدي الى عدم كفاءة غدد العرق الموجودة في الجلد كوسيلة لإنزال درجة حرارة الجسم وبالتالي فإن مرضى السكر أكثر عرضة من غيرهم للإعياء الحراري والجلطة الحرارية، وكذلك للحرارة تأثير على فاعلية الانسولين، وأجهزة قياس السكر، والادوية المنظمة للسكر فبعض الادوية تحتاج الى درجة حرارة معينه للتخزين وقد تفقد فاعليتها عند تركها في غرفة درجة حرارتها 45 درجة مئوية .

المروحة أفضل علاج

للإعياء الحراري

ليس على اطلاقه لأن المروحة في درجة حرارة اكثر من 38 درجة مئوية او اقل من ذلك مع رطوبة في الجو تزيد من حرارة الجسم ولا تساعد في علاج الاعياء او الجلطه الحرارية .

ان حرارة الجو في الصيف لا تمنع من الاستمتاع به مع اخذ طرق الوقاية من مضاعفات ارتفاع درجة الحرارة، واخيرا عزيزي القارئ فما هي اعلى درجة حرارة في الجو تعرضت لها في حياتك واستطعت التعامل معها ؟.

المصدر: صحيفة الرياض
بواسطة : admin
 0  0  2120