• ×
admin

صيام مرضى القلب

صيام مرضى القلب


محمد سامي عودة

إن ما يحققه لنا الصيام من صحة وحيوية وقوة إرادة وعزيمة وتقرب للخالق وعبادات وروحانيات لا تتكرر ولا نشعر بمذاقها إلا في شهر رمضان الفضيل، ولكن هناك من امتحنه الله بالمرض ولا يستطيع صيام رمضان كله أو قد لا يستطيع الصيام في رمضان نهائياً لمرض لا يصح معه الصيام وهؤلاء المرضى يتوقون للشفاء وإلى معرفة أثر الصيام في أمراضهم وهل يمكنهم الصيام أم لا.

لا توجد مشكلة إطلاقاً مع مريض الضغط والصيام ولكن ينصح مريض الضغط بالإكثار من تناول السوائل في فترة الإفطار حتى لا يصاب بالجفاف وينصح كذلك بتجنب تناول الأطعمة الغنية بالدهون والأملاح والكافين.

وقد يتساءل بعض المرضى عن سبب ارتفاع نسبة الدهون في الدم في رمضان وهل الصيام هو السبب، ولإجابة هؤلاء نقول إن الصيام لا يمكن أن يزيد من الدهون ولكن ما يزيد منها هو أنهم يقبلون على تناول الأطعمة الدسمة بكثرة عند الإفطار وبصورة أكثر مما يتناولونها في الأيام العادية والنتيجة الطبيعية هي زيادة نسبة الدهون في رمضان بصورة أكثر مما يحدث في غير رمضان، والحقيقة هي أن الصيام بالامتناع عن الطعام كلياً في النهار تؤدي إلى استهلاك الدهون الزائدة مما يخفض نسبتها ويقي من تصلب الشرايين وزيادة نسبة الكوليسترول في الدم.

وبالنسبة لمرضى القلب فمن المتعارف عليه أن هناك احتياطات غذائية خاصة يجب أن ينتبه إليها مريض القلب حيث تعتبر عاملاً كبيراً في علاجه إذ يعتمد عليها كجزء كبير من علاجه بحيث يجب تنظيم طريقة تناوله للطعام وذلك بالإقلال من الكمية والإقلال من تناول الأملاح والدهون، ومما لا شك فيه أن هذا المريض سيجد في الصيام ما يقيه ويفيده حيث يمنع الطعام نهائياً أثناء الصيام ولكن عليه أن يحتاط عند الإفطار.

وهذا الامتناع عن الطعام في الصيام يخفف العبء على القلب بنسبة 25% على الأقل حيث يقل المجهود الذي يقوم به القلب بخفض ضخ الدم ومن هنا يتقوى القلب تدريجياً بالصيام.

كما أن على مريض القلب مراعاة تنظيم الأدوية التي يتناولها بمساعدة طبيبه مع التقليل من الملح والمواد الدهنية عند الإفطار، ومع مراعاة هذه الاحتياطات يلاحظ ازدياد حيوية القلب تدريجياً.

لا شك أن الوقاية خير من العلاج، وعلى كل من أنعم الله عليه بصحة جيدة أن يحافظ عليها فهي رأس مال الإنسان في هذه الحياة ومصدر رزقه، وأغلب المرض يأتي من البطن أي من الممارسات الغذائية الخاطئة فهي مصدر كل داء، والإفراط في أي نوعٍ من أنواع الطعام مهما كان مفيداً ومهماً كان الإنسان مغرماً به يكون له مضاره الجسيمة بمرور الوقت.

المصدر: صحيفة الرياض
بواسطة : admin
 0  0  1606