• ×
admin

متنا بسببكم

متنا بسببكم!


عبده خال

يمكن أن نعمم تبادل بلدية الخبر وفرع وزارة الزراعة في المنطقة الشرقية تحميل المسؤولية أحدهما للآخر، على خلفية تقارير بلدية عن رصد مبيدات حشرية ضارة في خضراوات تباع في أسواق المنطقة، يمكن تعميم تبادل تهم التفريط في المسؤولية على جميع البلاد.
فسوقنا مفتوحة على اتساعها لجميع منتجات العالم الزراعية وغير الزراعية يقابلها نقص حاد في الرقابة على تلك المنتجات ومدى ملاءمتها لشروط التوريد أو البيع.
ويمكن لأي أحد زيارة حلقات الخضار في جميع أنحاء المدن ليلحظ أن هذه الحلقات لا تتوفر فيها مختبرات لكشف المبيدات، وكل حمولات من فواكه وخضراوات تصب في السوق وعلى المواطن أن يأخذ حذره أو أن يشتري جهازا للكشف عن المبيدات خاصا به!
وإزاء هذه المشكلة اكتفت جمعية حماية المستهلك بالقول إن متبقيات المبيدات الحشرية داخل النبات والثمار من خضراوات وفواكه، تشكل خطورة كبيرة على صحة المستهلكين، من جراء ترسب هذه المبيدات والهرمونات والمضادات الحيوية والمواد الكيماوية الأخرى في هذه الثمار، وترصده في جسم الإنسان، ما يؤدي إلى الإصابة بأمراض الفشل الكلوي وترشيح الكبد، أو المشاكل الصحية الأخرى التي يعاني منها الإنسان بعد فترة طويلة من الزمن.
والإقرار بهذه الخطورة لا يكفي بهذه الصورة كما لا يعنينا وقوف الجهات المعنية بتبادل إلقاء تهم المسؤولية على بعضها البعض، فليست الأمانات في بلد وفروع وزراة الزراعة في بلد وحماية المستهلك في بلد ثالث، كلهم يعملون في إطار بلد واحد وظهور أي مشكلة هي مشكلة للجميع (لماذا لانفهم هذه النقطة).
وهذا ما أتحدث عنه دائما حين تظهر مباريات إلقاء التهم، وهو ما يعني غياب التنسيق بين الجهات المختلفة وغياب العمل بروح الفريق الواحد المكمل بعضه بعضا.
فماذا يعنينا من إلقاء التهم لجهة بينما الضرر واقع واقع.
وكما يحدث في أسواق الخضار يحدث في مواقع أخرى مما يعني أن كل جهة تعمل في خط واحد ولا يعنيها إصلاح ما تواجهه من أخطاء نتج عن جهة أخرى.
وإذا آمنا بتخصص كل جهة، فمواجهة الخطأ يستوجب التنسيق وتضافر الجهود المشتركة لتلافي ذاك الخطأ، ونحن كمواطنين من يتضرر بوقوع الخطأ ولا نسمع إلا تبادل الاتهامات في حين نكون قد بلعنا كل (الأضرار) ونحن نشاهد مباريات تقاذف التهم.
ياخلق (ديتها) التنسيق ثم التنسيق، متنا بسببكم!.

المصدر: صحيفة عكاظ
بواسطة : admin
 0  0  1260