آمين .. آمين
آمين .. آمين
د. رشيد بن حويل البيضاني
يعد هذا الشهر المبارك فرصة عظيمة للمغفرة والرضوان، فيه من الخيرات ما ليس في غيره من الشهور، تعمر فيه المساجد، لذلك يكثر التوجه إلى الله جل شأنه، ونحن على أمل في أن يستجيب المولى عز وجل لدعواتنا.
ولقد فكرت منذ أن هل علينا هذا الشهر المبارك، أن أخصص جزءا يسيرا من دعواتي لصالح أحوال بعض مؤسساتنا وهيئاتنا ومصالحنا الحكومية وأن يهدي الله موظفيها، وأن يلهمهم الإخلاص في العمل، وأن يملأ قلوبهم بالرحمة تجاه المواطنين.
فكم من مقال كتبته وكتبه غيري، شكونا فيه صغار الموظفين لكبارهم، وكبارهم لمن هم أكبر منهم، ولا حياة لمن تنادي.
كم شكونا من سوء الخدمات في بعض مدننا، وغياب الضمير الحي، فأشرنا إلى مواطن التقصير، بل وتوسلنا ورجونا من كبار أصحاب السعادة، بدءا من صغار الموظفين ومرورا برؤساء الإدارات فيها، أن يترفقوا بالمواطنين، وأن يؤدوا حقوق العباد عليهم، سواء في إنهاء معاملاتهم، أو حتى ــ وهذا أضعف الإيمان ــ مقابلتهم بوجوه طلقة، وكلمات طيبة، أو في الاهتمام بالمرافق من مياه وكهرباء وطرق ومرور ومواجهة الأزمات، وغيرها، ولم نشعر على مدى سنوات عجاف مضت باستجابة لنا.
والاستعانة به، والتوسل إليه، ولم أكتف بأن أكون وحدي في ذلك، فربما ثمة ما يمنع رفع دعائي لله، ويؤخر استجابته، فأوصيت أهلي بالدعاء، في هذا الشهر الكريم، شهر البركات والرحمات، بل إني آمل من كل قارئ أن يشاركني الدعاء أو على الأقل أن يؤمن على دعواتي.
اللهم حنن قلوب عبادك الموظفين في سائر مؤسساتنا الحكومية، على عبادك المؤمنين المستضعفين المساكين، اللهم ألهمهم الرشد والصواب، واجعل معاملاتنا تخرج من بين أيديهم في رفق وانسياب، وافتح عيون العاملين على مشكلات المواطنين، وأرهم بفضلك الحفر في الطرقات، واجعلهم يدركون معاناة الناس مع انقطاع المياه والكهرباء، واجعلهم يهتمون بنظافة الشوارع والأحياء، ومقاومة الحشرات والآفات، وإبعاد المخالفين للإقامة عن البقاء في البلاد، وحسن تعاملهم مع المراجعين المغلوبين على أمرهم..
ومن أراد منهم تعطيل مصالحنا، وغمط حقوقنا، والتقصير في أداء واجباتهم نحونا، أن تهديه وترشده إلى سواء السبيل، أو اجعله يعاني ما تسبب فيه من عناء لنا، وقسوة وانقطاع المياه عند الضرورة، والكهرباء في قيظ الصيف، ولا بأس من أن تقع سيارته في حفرة صغيرة، وأن تتجمع حول بيته بعض القمامة (أجاركم الله)، إنك على كل شيء قدير، وبالإجابة جدير، فأنت وحدك نعم المولى ونعم النصير.
قولوا آمين.
المصدر: صحيفة عكاظ