بالإضافة للعقل واللسان بماذا يتميز الإنسان؟
بالإضافة للعقل واللسان بماذا يتميز الإنسان؟
فهد عامر الأحمدي
تفوُّق الانسان على بقية المخلوقات ليس فقط شاسعا وكبيرا ، بل نوعي وفريد لدرجة اعتبره بعض فلاسفة التطور (استثناء) وجد بشكله الكامل والحالي على سطح الأرض..
وجميعنا يعرف أن العقل واللسان واليدين هي أبرز العناصر التي يتفرد بها الانسان عن غيره.. ولكن حين نتعمق أكثر كما فعل شخصي المتواضع سنجد فروقات أخرى كثيرة تميزه عن بقية المخلوقات ..
* فهو مثلا المخلوق الوحيد (العاري) حيث تتمتع بقية المخلوقات بغطاء من الشعر والفرو والوبر والصدف والحراشيف تحمي أجسادها؛ أما الانسان فيفقد شعر جسده (قبل ولادته) فيخرج عاريا باستثناء فروة رأسه.. وبناء عليه تصبح تغطية الجسد بالنسبة له ليس فقط عاملا أخلاقيا بل وأيضا ضرورة لحمايته والحفاظ على حرارته!!
* كما أنه المخلوق الوحيد الذي يمشي منتصبا ويقف رأسه متوازنا فوق عموده الفقري (في حين يتدلدل من مقدمته لدى معظم المخلوقات).. صحيح أن بعض المخلوقات يمكنها المشي بانتصاب ولكنه تصرف طارئ تلجأ إليه فقط وقت الحاجة... ولأنه لا يمشي على أطرافه الأربعة يتمتع الانسان بذراعين قصيرتين نسبيا مقارنة ببقية المخلوقات (كالقرد مثلا الذي يملك ذراعين طويلتين) !!
* أيضا الانسان هو المخلوق الوحيد الذي يتطلب فترة طفولة طويلة تصل إلى 15عاما مقارنة بمخلوقات تتولى نفسها فور ولادتها أو وفاة والديها .. كما أنه المخلوق الوحيد الذي يمكن لوالديه أن يعمرا (بعد وفاته) حيث يموت الوالدان لدى معظم المخلوقات قبل أبنائهما .. وربما فور ولادة الأم وقيام الأب بواجب التلقيح!
* ورغم أن الحيتان تملك دماغا أكبر من الانسان، ورغم أن أدمغة بعض الطيور توازي 8% من أجسادها (مقارنة ب2,5% لدى الانسان) يتميز الدماغ البشري بقدرته على التفكير والتحليل والإبداع في حين تكاد تنحصر أدمغة الحيوانات في إدارة أعضاء الجسم فقط!!
* أيضا يتميز الانسان بوجه فريد يعمل بمثابة تعريف شخصي وهوية خاصة عكس بقية المخلوقات التي تملك وجوها متشابهة (لدرجة نعجز عن التفريق بين وجوه الماعز، وتعجز الماعز عن التفريق بين أبنائها إلا برائحتهم). وفي المقابل تعمل التفاوتات البسيطة في مواقع العينين والأنف والشفتين وتضاريس الوجه كاملة على منح كل منا وجها فريدا يختلف عن 6 بلايين انسان يعيشون على سطح الأرض (و750 بليونا توفوا منذ بدء الخليقة)!!
* كما يتميز الانسان بامتلاك أوتار صوتية متطورة وجيوب أنفية تضخم الصوت (كما يفعل تجويف العود) ناهيك عن استعمال مكونات الفم لاخراج أصوات إضافية متناسقة (مثل اخراج حرف الباء من الشفتين، وحرف الراء من اللسان، والخاء من مؤخرة الحلق).. أما الأهم من هذا فهو وجود تنسيق عصبي رائع بين الدماغ وكل هذه الآليات لترجمة أفكاره ومشاعره بشكل أصوات يفهمها الجميع!!
* أضف لهذا، الانسان هو المخلوق الوحيد الذي يملك جسرا يغطي أنفه وتملك إناثه أثداء كبيرة...
فجسر الأنف (غير فائدته طبعا في حمل النظارة) يغطي فتحتيْ التنفس ويمنح الانسان جمالا خاصا نشبه بدونه الغوريلا والبومة حيث الأنف مجرد فتحتين مباشرتين في الوجه.. أما بروز الثدي فليس له علاقة بإفراز الحليب كون معظمه يتشكل من الشحوم (وهو بروز لا نراه لدى ثديات مسطحة الصدر كالغوريلا والشمبانزي). ومقارنة بوزن المرأة يشكل الثديان حملا زائدا يفوق كافة المخلوقات المعروفة (لدرجة بدأت أعتقد أنهما خلقا لمتعة الرجل قبل تغذية طفله)!!
* وبالإضافة لكل هذه المزايا (الجسدية) يملك الإنسان قائمة طويلة من المشاعر والأحاسيس والعواطف التي لم يثبت وجودها لدى بقية المخلوقات مثل الحياء والخجل والصدق والأمانة والتعاطف والوعي وتأنيب الضمير وإدراك حدود قرابته بالمجموعة (فتيس الحظيرة مثلا لا يستثني والدته أو شقيقته من بقية الإناث)!!
... وكل هذه المزايا الفريدة تجعل الإنسان وحيدا من نوعه ، ومعزولا عن غيره وخارجا عن أي سلسلة تطورية يمكن فرضها أو فبركتها .. وفي حين توجد دلائل كثيرة على تطور وارتقاء الكائنات يبدو الانسان وكأنه الوحيد الذي نزل إلى الأرض (بشكله الكامل والحالي) بعد أن هيأت نفسها لاستقباله خلال بلايين السنين!!
المصدر: صحيفة الرياض