لا تأبه بمذمة ناقص
لا تأبه بمذمة ناقص!
محمد أحمد الحساني
إذا بلغ إنسانا ما أنه قد ذكر في مناسبة أو مجلس بما يكره لعمل قام به أو رأي طرحه فإن عليه أن يعرف من ذكر عنده بسوء فإن كان صاحب المناسبة أو المجلس من الرجال الشرفاء الذين يعتد برأيهم فإن على ذلك الإنسان القيام بزيارة صاحبه والاطلاع مباشرة على رأيه وعدم البناء على ما نقل إليه فقد يكون الحديث المنقول محرفا أو مغرضا، فإن وجد لدى صاحبه ما يستحق الملاحظة حول أي تصرف قام به أو رأي طرحه فإن عليه الاعتذار والعودة إلى الحق لأنه يجد من الرجال الشرفاء كل تقدير وتفهم لأنه جل من لا يخطئ «من ذا الذي ما ساء قط ومن له الحسنى فقط؟»، أما إن كان من ذكر عندهم بما يكره من سقط المتاع ومجلسهم ليس فيه رجل يملأ العين فإن عليه ألا يلتفت إلى أقاويلهم، وأراجيفهم، بل إن عليه أن يفرح بذمهم له لأن ذمهم مديح ومديحهم ذم فلو أنه كان محل ثنائهم فإن عليه أن يتهم نفسه ويراجع خطواته وأعماله خشية أن يكون قد أصبح مثلهم في الأخلاق والسلوك، أما إن نال من ذمهم وانتقاصهم له فهي الشهادة له بأنه كامل حسب قول الشاعر:
وإذا أتتك مذمتي من ناقص
فهي الشهادة لي بأني كامل !
وكم من الرجال الشرفاء الذين ينتقصهم الأراذل لأنه لم تعجبهم أعمالهم ورفضوا مسايرتهم في النذالة والخسة، فإذا بلغهم ذلك الانتقاص شعروا بالارتياح لأن ذلك يعني أنهم ما زالوا بحمد الله بعيدا عن المواقع السيئة وأهلها بما يمدهم بقوة معنوية تضمن لهم الاستمرار في منهجهم السليم دون الالتفات للنقيق الصادر من المستنقعات الآسنة، «وإذا سمعوا باللغو أعرضوا عنه وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم».
وخلاصة القول إن الإنسان الشريف النظيف العاقل لا يتوقف عند رأي يدور حوله إلا إذا صدر ذلك الرأي عن رجل مثله، أما الخفافيش فلا أحد يعتد برأيهم إن كان لهم رأي أو قيمة ؟!.
المصدر: صحيفة عكاظ