سلمت لي يا وطني
سلمت لي يا وطني
منيرة السليمان
لقد ارتبط إنجاز الملك عبد العزيز ورجاله البواسل بيوم الوطن لاستعادة دولته، التي أصبحت جزءا من التاريخ حتى وصلت إلى العالمية، بالتجارب الناجحة من حيث التخطيط والإنجاز وتحقيق الانتصار، مع التطورات والمستجدات على مدى مراحل تاريخ الدولة السعودية الحديثه. وتظل سيرة الملك عبد العزيز رمزا لتحقيق الوحدة الوطنية والشخصية التي أبهرت العالم من حولنا. وما تحقق اليوم من إنجازات في زمن قياسي هو بفضل الملك عبد العزيز ومن بعده أبناؤه الأوفياء الذين حملوا الرسالة من بعده حيث الاستقرار والأمن. وما يتحقق اليوم من إنجاز ات بفضل سياسة الملك عبد الله في عهده المشرق بالآمال، فقد فتح أبواب العلم والتعليم والتجارة أمام الجميع، ولم تعد المرأه حبيسة لأعمال محدودة، فالميثاق الوطني قد غطى الجوانب الاقتصادية والاجتماعية البناءة للإنسان روحا وفكرا وجسدا، بما يمنحه القدرة على الابتكار والإبداع في مراحل التعليم المختلفة في مجالات الحياة العامة، مما يتناسب مع روح العصر فكرا وسلوكا، وعدم فصلها عن القيم الروحية والثقافية والحضارية، ويحفظ القدرة على التوازن والجمع بين التفكير الجيد الذي يستوعب الحضارات المعاصرة ويحتفظ في الوقت نفسه بالشخصية السعودية الأصيلة، فقد أثبتت المرأة وجودها في عهد الملك عبد الله، فلها حقوق وعليها واجبات، وأول ما تسعى إليه المساهمة الفعالة من أجل بناء جيل يجري حب الوطن في دمه، والولاء لهذا البلد أرضا وإنسانا ولاء شاملا بعيدا عن التعصب ونابعا من العقيدة الإسلامية كشرط أساسي لمصلحة الوطن والمحافظة على النظام وحرية المشاركة للجميع في النشاط العام وحرية التعبير عن الرأى والفكر وضمان حقوق الموطنة لكل مواطن، بحيث يملك كل إنسان في مجتمعه الحقوق الكاملة التي تمكنه من ممارسة جميع تصرفاته الشخصية، مفرقا بين الحرية والفوضى، وحتى لا يفهم أن الحرية هي انطلاق دون ضوابط أو قيود وينبع ذلك من واجبات المواطنة. ونحن في هذا العهد المشرق بالآمال يجب علينا أن نثبت قدراتنا من أجل تطوير المجتمع واكتساح أية عقبات قد تعوق مسيرتنا أو تهضم حقوقنا. واجبنا نحو الوطن مشاركة كافة القوى الواعية وحماية الخطط التنموية التي ستجعلنا أكثر رقيا وتقدما بين المجتمعات. فالوطن هو الذي نرى فيه حاضرنا ونستطيع أن نطل على المستقبل.. إنه الأرض التي ليس لها بديل.. الأرض التي يشعر إنسانها أن جاذبيتها تحمي توازنه وثباته ودفع حركته للأمام، فهو الرحم الذي لا نستطيع أن نعيش خارجه، فالحبل السري يمتد بينك وبين الوطن إنها علاقة حميمية، إنه الوجود بذاته إما أن تكون أو لا تكون. حينما أغادر الوطن ينتابني حنين جارف وأتأمل رد فعلي واستجابتي العقلية والوجدانية وأجمع حواسي للاستمتاع بما يحيط بي، ولكن هناك جذورا صلبة لطالما تناديني أن أرفع يدي إلى السماء أدعو رب العالمين أن يحفظ وطني من كل شر، وما عساني أن أقول عن الحنين الذي يتوغل في منابع الارتواء وأنا بعيدة عنه، كم هو مؤلم أن تفتقد وطنا.. سلمت لي يا بلاد الحرمين من كل مكروه.
المصدر: صحيفة عكاظ