الحركة.. طوق النجاة من السكري
05-01-2014 06:38 صباحاً
0
0
1046
يعد السكري من أكثر الأمراض الشائعة في المجتمعات الحضرية بسبب اعتماد الإنسان المعاصر على سبل الرفاهية المتوافرة له، واتباعه عادات غذائية غير صحية كالوجبات السريعة. وصحيح أنه لا يمكن الشفاء من السكري، إلا أنه يمكن التأثير على مسار المرض والحد من العواقب الوخيمة المترتبة عليه عبر اتباع أسلوب حياة صحي يقوم على تناول غذاء صحي والإكثار من الأنشطة الحركية والرياضية التي تعد بمثابة طوق النجاة من السكري.
وقال البروفيسور الألماني رالف لوبمان إن مرض السكري يعد أحد أمراض التمثيل الغذائي المزمنة التي لا يمكن الشفاء منها بشكل نهائي. ورغم أن هذا المرض يرتبط بعوامل وراثية، فإن زيادة الوزن ونقص الحركة وكذلك التقدم في العمر تندرج ضمن العوامل المحفزة للإصابة به أيضا.
وأوضح اختصاصي الغدد الصماء لوبمان أنه في السكري من النوع الأول يعاني المريض من نقص في هرمون الإنسولين المسؤول عن الحد من نسبة السكر بالدم. أما في السكري من النوع الثاني فتكون مستويات الإنسولين طبيعية، ولكن خلايا الجسم تطوّر مقاومةً للإنسولين مما يُفقد الهرمون قدرته على توصيل السكر 'الغلوكوز' إلى الخلايا. وتعزز الخلايا الدهنية هذا التأثير.
زيادة الوزن
من جهته قال البروفيسور الألماني أندرياس فريتشه إن زيادة الوزن تعد من أهم عوامل الخطورة الأساسية المؤدية إلى الإصابة بالسكري من النوع الثاني، مضيفا أن الأنشطة الحركية تساعد في السيطرة على المرض.
ويؤكد لوبمان أنه يمكن التأثير على مسار السكري بشكل فعال عبر اتباع أسلوب حياة صحي يعتمد على تناول الأطعمة الصحية مع المواظبة على ممارسة الأنشطة الحركية، إذ تعمل الخلايا العضلية على حرق كميات أكبر من الطاقة وامتصاص كمية أكبر من الغلوكوز بفعل الحركة.
وأضاف أنه إذا التزم المريض بتغيير أسلوب حياته خلال أول عامين بعد إصابته بالسكري من النوع الثاني، فيمكنه حينئذ التأثير على مسار المرض بدرجة كبيرة.
رياضات التحمل
ولهذا الغرض أوصى لوبمان بممارسة إحدى رياضات قوة التحمل -مثل الجري أو المشي الشمالي (باستعمال العصي) أو ركوب الدراجات وكذلك المشي العادي- ثلاث مرات أسبوعيا لمدة تتراوح بين 20 إلى 30 دقيقة في كل مرة، ثم زيادة هذا المعدل بصورة مستمرة.
وأشار إلى أن إدراج الأنشطة الحركية في إطار الحياة اليومية يسهم أيضا في خفض نسبة السكر بالدم، إذ يمكن على سبيل المثال صعود الدرج بدلا من استخدام المصعد الكهربائي، أو استقلال الدراجة الهوائية بدلاً من السيارة، أو النزول من الحافلة في المحطة التي تسبق محطة الوجهة مثلا واستكمال المسافة المتبقية سيرا على الأقدام.
ويشرح الطبيب فريتشه أن المواظبة على ممارسة الرياضة لا تحد من العواقب المترتبة على السكري كالعمى وهشاشة العظام فحسب، بل تسهم أيضا في الوقاية من الإصابة به من الأساس إلى جانب أمراض أخرى كسرطان القولون والأزمات القلبية.
الجزيرة