تلوث الأغـذية بالمبيدات
02-18-2010 11:25 صباحاً
0
0
1047
غذاؤك..سبب لأمراضك بعدما أصبح مصدرا للمبيدات التي تتسرب لموائدنا, وتتسبب في جملة من الأمراض بداية بالتعب وانتهاء بتشوه الأجنة، فحين نأكل سمكا أو لبنا أو لحوما.. فنحن ربما نأكل كل يوم مبيدات دون أن ندري شيئا; ولا تدع مقولة الزراعة العضوية\' الأورجنك\' خالية تماما من المبيدات الكيماوية تخدعك, حيث وجدت دراسة مصرية بقايا بعض المبيدات في منتجات الخيار والبطاطس العضوية بنسب تفوق الحدود القصوي المسموح بها, مما ينفي القول السائد بان الزراعات العضوية بدون ملوثات, وكانت نسب التلوث الأعلي خلال فصلي الخريف والشتاء, فوجد أن خيار الصوبات الأكثر تلوثا, يليه البلدي نتيجة ارتفاع درجة الحرارة في الصوبات كثيرا عن الجو الخارجي, بما يتيح الفرصة للبكتيريا والحشرات بالنمو ويدفع المنتج إلي استخدام كميات رهيبة من المبيدات.
وذلك بحسب دراسة لرصد التأثير الصحي والبيئي للملوثات العضوية الثابتة ومدي انتشارها في البيئة المصرية علي مدي الـ30 عاما الماضية ـ أي منذ بداية الثمانينيات حتي عام2009 ـ وذلك ضمن تحليلها لصورة التلوث بهذه المركبات في عموم القارة الإفريقية, استعرضها الدكتور سميح منصور أستاذ المبيدات والسموم البيئية بالمركز القومي للبحوث والخبير بالاتحاد الدولي للسميات خلال فعاليات مؤتمر السمية بالدول النامية بمدينة صن سيتي بجنوب إفريقيا ونشرتها المجلة الأمريكية للإنسان والسمية.
كما يقول أن ألبان الأبقار الأكثر تلوثا بالمبيدات العضوية يليها اللبن الجاموسي ثم الجبن الدمياطي وأخيرا الألبان المجففة, وكشف تحليل90 عينة من لحوم الأغنام والجمال والأبقار بمحافظة الشرقية تلوث لحومها بمادة الـ دي دي تي بنسبة54% وتتراكم في الأنسجة الداخلية كالكبد والكلي.
كما أظهرت الدراسة ارتفاع السمية في أسماك نهر النيل وبحيرة قارون ثم بحيرة التمساح والبحر الأحمر عند لكل من السويس وبورسعيد والإسكندرية, وكانت أسماك البلطي والشال والقرموط الأكثر تلوثا.
ويوضح الدكتور سميح منصور التأثير السمي للمركبات الكلورية العضوية بأنها مبيدات ذات سمية ضعيفة بتأثيرها المباشر وضارة جدا بتأثيرها المستقبلي, ويعود ذلك إلي أن معظمها شديد الثبات ولا يتحلل تحت الظروف الطبيعية المعتادة, حيث تبقي وتتجمع لمدة طويلة من الزمن في الأوساط البيئية المختلفة كالتربة والماء مدمرة السلسلة الغذائية الحيوانية والنباتية الموجودة فيها ومنها إلي الإنسان حيث تنجذب للأوساط الدهنية وتتراكم فيها, وتسمي هذه المركبات بالدستة القذرة ويأتي علي رأسها مبيدات ندين والإندرين? والديلدرين والهبتاكلور وكلها مركبات من صنع الإنسان, بالإضافة إلي نواتج ثانوية أخري شديدة الخطورة تعرف باسم الدايوكسين والفيوران.? وأضاف أنه علي الرغم من تخلص مصر من600 طن مبيدات محظورة بحرقها في مصانع أسمنت طرة, إلا أن خطورة هذه المركبات تظل حتي لو كان المتبقي منها دون الحد المسموح, لأن التعرض لها بكمية صغيرة وبصفة مستمرة يسمح باندماج سمومها مؤدية لتأثير إضافي متعدد ليس له مقاييس ثابتة متفق عليها عالميا, وهذه المبيدات تحاكي بعض الهرمونات الهامة في جسم الإنسان مثل الاستروجين والغدد الصماء والبنكرياسية مسببة اختلالا في وظيفتها واضطرابا هرمونيا, مما يفسر حدوث تحريف للصفة الجنسية للجنين عند تعرض الأم لبقايا المبيدات خلال شهور الحمل الأولي, كما تمتد خطورتها للسمنة حيث تخزن لفترات طويلة في الأوساط الدهنية بجسم الإنسان وعند إتباع أنظمة الريجيم السريعة يسمح حرق الدهون بزيادة حركة هذه الملوثات إلي الكبد مسببة الإحساس بالإرهاق والتدهور الصحي واختلال وظائف الكبد. ولتجنب المشاكل السابقة, ينصح الدكتور منصور بنزع الرأس والأحشاء والجلد بالنسبة للأسماك, مع تفضيل الأحجام الصغيرة منها لاحتوائها علي نسب دهون أقل, كما يفضل سلخ الدجاج عند الذبح للتخلص من الهرمونات المتركزة تحت الجلد, وبالنسبة للخضراوات والفاكهة فيفضل غسلها جيدا بالماء الجاري وغمرها في محلول قلوي أو حمضي لمدة5 دقائق, بالإضافة لضرورة تقشير الثمرة للتخلص من نسبة90% من المبيد علي سطحها.
عبير فؤاد احمد، الأهرام - الصحة والحياة talalzari.com