السمنة والقلب والربو والسرطان تهدد صحة الخليجيين
03-14-2010 06:06 صباحاً
0
0
1088
يضيء مؤتمر صحي سعودي ــ خليجي تشهد جدة غدا، على أبرز الأمراض التي تهدد المجتمع، منها: السمنة، التدخين، القلب، الربو، والسرطان.
ويشهد صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبد العزيز رئيس برنامج الخليج العربي لدعم منظمات الأمم المتحدة الإنمائية (أجفند) الرئيس الفخري للجمعية السعودية لطب الأسرة والمجتمع غدا، انطلاقة أنشطة المؤتمر السعودي الأول، والخليجي الرابع لتعزيز الصحة، الذي دعا إليه المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة بدول مجلس التعاون الخليجي، بالتعاون مع الجمعية السعودية لطب الأسرة والمجتمع تحت شعار (شراكة أفضل لصحة أفضل)، ويشارك في المؤتمر نخبة من المختصين من دول مجلس التعاون الخليجي وأمريكا وأوروبا، وذلك في فندق إنتركونتيننتال في جدة.
وأوضح المدير العام للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة في دول مجلس التعاون الخليجي رئيس المؤتمر البروفيسور توفيق خوجة «أن المؤتمر يطرح 50 بحثا علميا مختلفا في مجالات الصحة، علاوة على ورش العمل».
ولفت إلى أن المؤتمر «يهدف إلى تعزيز مفهوم النمط المعيشي الصحي بين العاملين في القطاع الصحي وأفراد المجتمع، وتفعيل ممارسة السلوكيات الصحية السليمة، والتوعية بأهمية النمط المعيشي الصحي والتعريف بأضرار السلوكيات غير الصحية، واكتساب المهارات اللازمة في مجال التغذية الصحية والنشاط البدني، والتغلب على الضغوط النفسية، وإبراز دور الأطباء والمختصين والتربويين في تفعيل النمط الصحي بين أفراد المجتمع». وفيما يلي تنشر «عكاظ» بعض ملخصات أوراق عمل المشاركين في المؤتمر:
المشاكل الصحية
رئيس الجمعية السعودية لطب الأسرة والمجتمع رئيس اللجنة العلمية البروفيسور سميح الألمعي يبرز في ورقة عمله، أن الصحة هبة عظيمة وبركة، والاستثمار في الصحة هو استثمار في التنمية الاجتماعية والاقتصادية، مشيرا إلى أن أغلب المشاكل الصحية في دول مجلس التعاون الخليجي مرتبطة بالسلوك غير الصحي، وهناك معدلات غير مقبولة لمشاكل صحية مثل السمنة، حوادث الطرق، التدخين، أمراض القلب، الربو، السرطان، الأمراض المنقولة جنسيا والأمراض المزمنة، معظم هذه الأمراض يمكن الوقاية منها.
ولفت الألمعي إلى أن الأبحاث أثبتت أن استراتيجية «تعزيز الصحة»، وما تحتوي من تدابير يمكن أن تحدث تأثيرا إيجابيا على هذه المشاكل، ومن ضمن هذه الاستراتيجيات التصدي لهذه المشاكل في وقت مبكر بالاستثمار في تلاميذ وطلاب المدارس.
ورأى أن برامج «المدارس المعززة للصحة» نجحت في التأثير على النمط الحياتي للطلاب من خلال التربية البدنية الملائمة، التغذية والبيئة الصحية، وتقديم الاستشارات النفسية والاجتماعية، ولقد أخذت دول الخليج، خصوصا المملكة المبادرة في هذا الاتجاه وحققت نجاحات موثقة.
مكافحة التدخين
المشرف العام على برنامج مكافحة التدخين في وزارة الصحة الدكتور ماجد بن عبد الله المنيف ذكر في ورقة عمله أن الشراكة مع المؤسسات المجتمعية والتكامل مع القطاعات الحكومية من المبادئ الأساسية لنجاح برامج وأنشطة تعزيز الصحة وحماية المجتمع، موضحا أن برنامج مكافحة التدخين في وزارة الصحة حرص في العام الماضي 1430هـ أن يعزز التواصل والتكامل مع الجهات المختلفة وصولا إلى آليات عمل أكثر فاعلية لإنجاح برامج مكافحة التدخين في المملكة.
الصحة الفموية
ويتناول استشاري الصحة العامة أمين عام الجمعية السعودية لتعزيز الصحة مستشار المكتب التنفيذي لمجلس وزراء صحة دول الخليج الدكتور ياسر حسن سلامة في محاضرته دراسة تفعيل وتطوير دور كليات طب الأسنان في المجتمع من خلال تعزيز الصحة الفموية، مبينا أن طبيب الأسنان يجب أن يمارس دوره الطبي المنوط به كجزء من منظومة تعزيز الصحة العامة، فلا يجب أن ينحصر دور طبيب الأسنان في عيادته ويتحول مع الوقت إلى ممارس فني فقط دون أن يكون له دور إيجابي نحو المجتمع.
سلامة لفت إلى أن الفم مرآة صحة الفرد، والصحة الفموية جزء لايتجزأ من الصحة العامة لأي إنسان.
ويقدم الدكتور سلامة توصياته من خلال التركيز على الوقاية قبل العلاج، وإعطاء طبيب الأسنان المعرفة العامة والمهمة لتشخيص الجسم من خلال صحة الفم، وتواصل طبيب الأسنان مع مستجدات الصحة العامة، والتطبيق الموضعي للفلور، وفلورة المياه التي تقدم للمجتمع عبر الطرق الاعتيادية، وزيادة احتكاك الجامعات وكليات الطب وطب الأسنان بالمجتمع من خلال تنظيم المزيد من المؤتمرات وتفعيل أيام الصحة السنوية في التخصصات المختلفة واستغلالها كنافذة وقائية للمجتمع وربطها بالمناسبات الصحية العالمية.
تعزيز الصحة
أخصائي تعزيز الصحة والمشرف على التوعية الصحية في وزارة الصحة الدكتور عبد الرحمن بن يحيى القحطاني لاحظ أن مفهوم «تعزيز الصحة» ظهر في دول الخليج خلال العشر سنوات الأخيرة تقريبا وبشكل محدود، ولا يزال يشوب هذا المفهوم نوعا من الغموض وعدم الوضوح لدى عدد من العاملين في المجال الطبي وصانعي السياسات في دول الخليج من حيث ماهيته وكيفيته. وقال «يأتي تقديم هذه الورقة العلمية تماشيا مع توصيات عدد من المؤتمرات الصحية في دول الخليج، وتوصيات مكتب منظمة الصحة العالمية لدول شرق البحر المتوسط في ذات المجال».
الشراكة وتعزيز الصحة
وتتناول ورقة عمل المدير العام للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون البروفيسور توفيق بن أحمد خوجة، موضوع الشراكة في تعزيز الصحة من حيث الأهمية، ولماذا الشراكة سواء كانت على المستوى الخليجي أو الإقليمي أو الدولي ونماذج من هذه الشراكات التي ينفذها المكتب التنفيذي مع عدد من المنظمات الإقليمية والدولية من ضمنها الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية وبرنامج الخليج العربي لدعم منظمات الأمم المتحدة الإنمائية «أجفند»، والمكتب الإقليمي للوكالة الدولية لمكافحة العمى لإقليم شرق المتوسط، وجمعية الهلال الأحمر السعودي، وجامعة الدول العربية، ومنظمة الصحة العالمية، ومنظمة الأمم للطفولة «اليونيسيف» والاتحاد الدولي لتعزيز الصحة، والكلية الملكية البريطانية للصحة العامة وغيرها من المنظمات، إضافة إلى موضوع المشاركة المجتمعية وأهمية الإشراك المبكر للمجتمع في التعرف على احتياجاته، ووضع أولوياته الخاصة والتخطيط للبرامج. وهذا في حد ذاته يشكل نوعا من التدخل المجتمعي. وقد ذكرت أمثلة على موضوع الشراكة المجتمعية المتمثلة في جمعية تعزيز الصحة في جدة وجمعية التوعية الصحية «حياتنا» في الرياض، كما تتطرق ورقة العمل إلى المعوقات التي تواجه الشراكة من حيث قلة الموارد المالية وعدم الاعتراف بالتخصص وعدم وجود الكفاءات المؤهلة والمدربة والسلم الوظيفي للمؤهل العامل في هذا المجال.
النمط المعيشي
وأوضح الأمين العام للجمعية السعودية لطب الأسرة والمجتمع ورئيس اللجنة المنظمة الدكتور خالد عبيد باواكد، أنه في ظل التطورات الصحية المتلاحقة في مجال التشخيص والعلاج والتقدم العلمي في إنتاج العديد من الأمصال والتحصينات، استطاع المجتمع الدولي من التغلب على كثير من الأمراض المعدية والطفيلية، مما نتج عنه انحسار كبير في معدلات المرضى والوفيات الناتجة عن هذه الأمراض التي عانت منها البشرية فترات طويلة من الزمن، وأصبحت الخدمات العلاجية ذات التقنية العالية متوافرة في أغلب دول العالم، إلا أنه ومع المدنية الحديثة والتحول السريع من الحياة الريفية البسيطة إلى حياة المدن وما صاحب ذلك من تغير في النمط المعيشي للفرد والأسرة والمجتمع وتزايد الاعتماد على التقنيات الحديثة في جميع أمور الحياة اليومية وتوفر وسائل الراحة عانت المجتمعات في معظم دول العالم من عدة سلبيات نتيجة التغيرات التي طرأت في الأنماط السلوكية للإنسان، والتي تتمثل في قلة النشاط البدني وانتشار التدخين والكحول وإدمان المخدرات، إضافة إلى سوء التغذية وانتشار الملوثات البيئية وتغير في أنماط النوم وتزايد ساعات الجلوس أمام وسائل الأعلام، خصوصا التلفاز مع استعمال المأكولات ذات القيمة الغذائية المنخفضة والسعرات الحرارية العالية جدا.
ولفت إلى أن حياة التمدن أدت إلى ظهور العديد من الأمراض المزمنة غير المعدية، والتي تعرف بأمراض العصر مثل السمنة والسكري وارتفاع مستوى الدهون وتصلب الشرايين وأنواع السرطانات المختلفة والالتهابات الصدرية المزمنة والانسدادية، كما أثبتت العديد من الدراسات الحديثة بأن هناك علاقة وثيقة بين النمط المعيشي والبيئة المحيطة للشخص من جهة، وبين الحالة الصحية من جهة أخرى.
الأمراض المزمنة
وتلحظ ورقة عمل المتخصص في مكافحة التدخين ـــ برنامج مكافحة التدخين في وزارة الصحة الدكتور جمال عبد الله باصهي، أن الأمراض المزمنة حاليا هي السبب الرئيس للعجز وللوفاة في كافة أرجاء العالم، وتتمثل هذه الأمراض في أمراض القلب والأوعية الدموية، وداء السكري والسمنة الزائدة، والسرطان وأمراض الجهاز التنفسي، وتشكل 59 في المائة من أصل 57 مليون حالة وفاة تحدث سنويا، وتشكل 46 في المائة من أعباء المرض حول العالم، إضافة للعديد من العوامل التي تؤدي للإصابة وزيادة مضاعفات تلك الأمراض مثل ارتفاع كولسترول الدم وارتفاع ضغط الدم والسمنة الزائدة وشرب الكحول.
ولفت باصهي إلى أن التدخين يعتبر في طليعة تلك العوامل الذي له ارتباط وثيق ليس في المساعدة على الإصابة بهذه الأمراض وحسب، وبل ووفقا للعديد من الدراسات فإن التدخين يؤثر أيضا في زيادة حدة ومضاعفات هذه الأمراض، كما يؤثر في التدخلات العلاجية لهذه الأمراض كما هو الحال في مرض السكري مثلا، ويعود ارتباط التدخين مع العديد من المشكلات والأمراض المزمنة نتيجة لأن التدخين يؤثر على عدد من أجهزة الجسم التي تعتمد جميع خلايا الجسم عليها في حيويتها ووظيفتها، وهذه الأجهزة هي الجهاز التنفسي والجهاز الدوري وتسمم الدم المزمن بالآلاف من المواد السامة التي يحتويها التبغ، لذلك نجد أنه لا يوجد عضو في الجسم مستثنى عن التأثيرات الضارة للتدخين. وذكر أن الدراسات الجديدة وجدت أن اجتماع العوامل الأخرى كالسمنة وقلة النشاط البدني أو أي عامل آخر من عوامل المساعدة لظهور الأمراض المزمنة مع التدخين يؤدي إلى زيادة التأثير الذي يسببه التدخين. ورأى «أن تطبيق قوانين حظر التدخين في الأماكن العامة نتج عنه تقليل حدوث أمراض الجهاز التنفسي والنوبات القلبية.. وكشف النقاب عن مصطلح جديد في أضرار آفة التبغ متمثلا في التدخين التراكمي والناتج عن تلوث الأماكن التي تم فيها التدخين وما تحتويه من الأثاث، كذلك السيارات وملابس المدخنين في أنها تمثل خطرا للمتعرضين لها ولو بعد فترات طويلة من عملية التدخين».
وألمح باصهي إلى أن دراسات أكدت أن الأطباء ومراكز الرعاية الطبية الذين يشرفون على علاج مرضى الأمراض المزمنة لا يسألون عن وضع مرضاهم بالنسبة للتدخين والبعض الآخر منهم لا يوجهون المدخنين منهم إلى مراكز المساعدة على الإقلاع عن التدخين، الأمر الذي أوجد خللا في تقديم المنهج الشامل للرعاية الطبية الكاملة لمرضى الأمراض المزمنة.
سلوكيات سليمة
وركزت الدكتورة أمل الجودر في ورقة عملها في المؤتمر على تعزيز المسؤولية الذاتية في الحفاظ على الصحة، وترويج السلوكيات السليمة، ورفع الوعي الصحي وتصحيح بعض المفاهيم الخاطئة، وتستعرض الورقة ثلاث مراحل للمسؤولية، وهي: مرحلة الوقاية من المرض، مرحلة تشخيص بعض المشاكل الصحية البسيطة وعلاجها دون استشارة الطبيب، ومرحلة التعايش مع بعض الأمراض المزمنة.
محمد داوود، عكاظ - الصحة والحياة talalzari.com