خادم الحرمين: دعوة الحوار عمت كل بيت وكل مكان في المملكة
04-12-2010 05:53 مساءً
0
0
1127
وضع حجر الأساس لمشروع مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني..
أكد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، أن دعوة الحوار عمت كل بيت وكل مكان في المملكة، وقال للمشاركين في الحوار الوطني خلال استقبالهم أمس: هذا شيء تشكرون عليه جميعاً أنتم والإخوان، وتمنى الملك عبدالله لهم التوفيق في خدمة الدين والوطن.
كما تفضل خادم الحرمين الشريفين بوضع حجر الأساس لمشروع مبنى مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني واستمع إلى شرح على مجسم للمشروع الذي يقع في مدينة الرياض على الطريق الدائري الشمالي وتبلغ مساحة الأرض الواقع عليها 11 ألف متر مربع وتبلغ مساحة مباني المشروع 63 ألف متر مربع.
وكان خادم الحرمين الشريفين قد استقبل أمس في الديوان الملكي بقصر اليمامة أعضاء الهيئة الرئاسية بمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني برئاسة الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف رئيس اللقاء الوطني الثامن للحوار الفكري الشيخ صالح بن عبدالرحمن الحصين، ووزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة ونواب رئيس اللقاء الدكتور عبدالله بن عمر نصيف والدكتور راشد الراجح الشريف، والدكتور عبدالله بن صالح العبيد ونائب وزير التربية والتعليم الأمين العام لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني فيصل بن عبدالرحمن بن معمر والمشاركين والمشاركات في اللقاء الوطني الثامن للحوار الفكري الذي عقد بمدينة نجران خلال الفترة من 23 إلى 25 ربيع الثاني الحالي تحت عنوان \"المجتمع والخدمات الصحية\".
لقاءات تحضيرية
وفي بداية الاستقبال الذي حضره ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز تليت آيات من القرآن الكريم، ثم ألقى الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف رئيس اللجنة الرئاسية لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني الشيخ صالح بن عبدالرحمن الحصين كلمة أشار فيها إلى أنه بناءً على التوجيه الكريم من المقام الكريم تم تنظيم اللقاء الختامي للقاء الوطني الثامن للحوار الفكري في مدينة نجران بعد أن سبقته خمسة لقاءات تحضيرية في خمس مناطق بالمملكة منوهاً بما وجده المشاركون في اللقاء من تسهيلات بتوجيهات من قبل أمير منطقة نجران الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز الأمر الذي كان له أكبر الأثر في نجاح هذا اللقاء.
وأوضح الشيخ الحصين أن الجهات الحكومية شاركت في هذا اللقاء كما شارك فيه ثمانون مشاركاً ومشاركة وكذلك دعيت للقاء المؤسسات الخيرية التي تقدم خدمات صحية وعلى رأسها مدينة سلطان بن عبدالعزيز للخدمات الإنسانية مشيراً إلى أن دعوة المؤسسات الخيرية تأتي استشرافاً لما سيكون لها إن شاء الله من دور كبير في المستقبل. وتطرق الشيخ الحصين في كلمته إلى أن أحد المشاركين أشار إلى أن إحدى الدول الرأسمالية الكبيرة تقوم المؤسسات الخيرية فيها بتقديم ثلث الخدمات الصحية التي تقدم في البلاد مفيداً أن عدد المؤسسات الخيرية لا يزال متواضعاً وليس في الخدمات الصحية بل في كل الخدمات الأخرى مع الأسف.
وأضاف رئيس اللجنة الرئاسية أنه قبل سنتين في ندوة عن المؤسسات الخيرية شارك فيها وزير الشؤون الاجتماعية في ذلك الوقت وأشار في مقارنة بين دور المؤسسات الخيرية في الدول المتقدمة وفي المملكة فذكر أن دولة أوروبية رأسمالية كبيرة عدد المؤسسات التطوعية فيها بمعدل مؤسسة واحدة لكل 150 ساكنا ولو طبقنا هذا المقياس بالنسبة للمملكة وأخذنا لكل عشرة آلاف ساكن مؤسسة خيرية لكان يجب أن يكون لدينا ثلاثة آلاف ولو كان لكل 5 آلاف ساكن مؤسسة تطوعية لكان يجب أن يكون عندنا 6 آلاف.
وقال الشيخ صالح لا شك أن قصور الشعب السعودي عن أن يكون لكل 5 آلاف ساكن من سكان المملكة مؤسسة تطوعية ظاهرة ينبغي أن يعنى بها رجال الفكر والرأي والمهتمون بالإصلاح لبحث أسبابها وعلاجها.
وبين الشيخ الحصين أن المشاركين والمشاركات في هذا اللقاء أيدوا رؤية المواطن واقتراحاته بالنسبة للخدمات الصحية كما أن الجهات الحكومية أبدت رؤيتها في هذا الموضوع واتفق الجميع على ما يريده المواطن ويستحقه من خدمة صحية عالية المستوى.
عقب ذلك تشرف الشيخ صالح بن عبدالرحمن الحصين بتقديم نتائج اللقاء الوطني الثامن للحوار الفكري وما جرى فيه من نقاشات لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز.
صوت المجتمع
كما ألقت عميدة أقسام العلوم والدراسات الطبية بجامعة الملك سعود الدكتورة أمل بنت جميل فطاني عبر الشبكة الصوتية كلمة قالت فيها : إن الفرحة تغمر قلوبنا بالفخر والاعتزاز لهذا الشرف الكبير الذي حظينا به بالمثول بين يدي ملك الإنسانية ، نمثل من حظاهن الله سبحانه وتعالى بنعمة إيصال صوت المجتمع وتفاعل القطاعات المعنية معه وذلك إلى ولاة الأمر ، من خلال منبر الحوار الوطني.
وأوضحت الدكتورة فطاني أنه امتثالاً للدعوة الكريمة إلى فتح أبواب الحوار الوطني الهادف ، انطلق مركز الملك عبدالله للحوار الوطني ليحقق إيمانكم العميق بأهمية التحاور الهادف في تعزيز التفاهم والشفافية والتقارب الفكري بين المجتمع والمسؤولين.
وأضافت عميدة أقسام العلوم تقول \"خادم الحرمين الشريفين لقد شعرتم كما يشعر كل أب رحيم بأننا في أمس الحاجة إلى الحوار الإيجابي والتعاون المثمر بين القطاعات المختلفة للمحافظة على أغلى ما يملك الإنسان وهو صحته ، فالنتائج المأمولة عن لقاء مقدمي ومتلقي الخدمات الصحية كفيلة بتضييق هوة اختلاف الرأي حول جودة الخدمات الصحية ووضع اليد على ما يتطلع إليه المجتمع ، وتوفير أرضية خصبة للتوصل للحلول وأهمها الشراكة بين القطاعات الصحية والتعليمية والتأهيلية والاجتماعية ، ليعود النفع على الجميع وتضمن تذليل العقبات والتحديات وتحقيق ما توجهون به دائماً من استمرارية ارتقاء الخدمات الصحية المقدمة لأفراد المجتمع ، واستثماراً للدعم السخي الذي منحتموه للجميع كان لا بد من التصدي للتحدي من قبل كل من شارك في هذا الحوار لإيجاد السبل الواقعية لتسخير كافة الإمكانات الطبية والعلمية والتعليمية والتأهيلية والبحثية والتقنية الوطنية والعالمية للنهوض بالخدمة الصحية والوصول إلى مجتمع ينعم بالصحة والعافية والرفاهية تحت مظلة قيادتكم الرشيدة.
وقالت نرى في القريب العاجل بقيادتكم الرشيدة رعاية صحية شاملة ومتطورة بأيد سعودية مؤهلة متسلحة بالأبحاث المتقدمة والإمكانات المتميزة وقواعد بيانات مشتركة تسهم في تضافر عمل كافة القطاعات المعنية وتشرف على مراكز صحية أولية وصيدليات خارجية ومستشفيات متخصصة تشرف على صحة المواطن وتقدم له الرعاية الصحية المثلى والأمان الدوائي أينما وجد.
منظومة حضارية
وألقى الشيخ محمد بن صالح الدحيم كلمة أوضح فيها أن اللقاء الوطني الثامن للحوار الفكري يأتي ضمن منظومة الحوارات الحضارية التي ينظمها المركز الرائد مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني حيث تمثل هذه الحوارات منظومة التكامل والتناسق والحركة والتفاعل، وهو مركز نبيل يدرك المعنى ويترك الأثر.
وأضاف، خادم الحرمين الشريفين (الإنسان السعودي والحوار الوطني) مركب حقيقي يعيشه الوطن وتتربى عليه الأجيال حقيقة تمثل حجر الزاوية في كل مسارات التنمية تشكلاتها وتحولاتها ، السعودي مسؤولاً ومؤسسة وفردا قد أشرب نفسه الحوار والمثاقفة واحترام الرأي ، أي أننا في حالة من الوعي تدعم توجهنا الحضاري ومسؤوليتنا الإسلامية والإنسانية وموقعنا العالمي ، وأنتم يا خادم الحرمين من زرعتم بذرتها ودعمتم فكرتها. ولقد تحققت آمالك أيها الملك العادل.
مقومات جوهرية
وألقت عفاف بنت عبدالعزيز القاضي عبر الشبكة الصوتية كلمة قالت فيها: إن الحوار اليوم بشكل أحد المفاهيم الأساسية للتعايش والتعاون بين مختلف الأمم والشعوب ، وقد أصبحت الثقافة الحوارية إحدى المقومات الجوهرية لدى المجتمع السعودي التي تشكل هويته وانتماءه وقد تجلى ذلك كله من خلال توجيهاتكم ومبادراتكم الكريمة يا خادم الحرمين الشريفين التي أطلقتموها محلياً وعالمياً فجعلت السلوك الحواري أكثر قبولاً على أرض الواقع بما يرسم صورة للتوجه الجديد في الفكر السعودي وصولاً بالحوار الوطني إلى الحوار العالمي لتحقيق التآلف والتسامح والتعاون لمواجهة الأزمات المتلاحقة التي يعيشها العالم اليوم.
وبينت أن الحوار بين أبناء الوطن الواحد الذين يجمعهم الدين والهوية ووحدة المصير تهيئة منطقية لقبول الحوار مع المخالف في الدين والهوية والثقافة وقد كانت دعوتكم الكريمة لحوار الثقافات وأتباع الأديان دعوة لاستثمار القواسم الإنسانية المشتركة والإسهام في عمارة الأرض.
وأضافت تقول: وأنتم يا خادم الحرمين الشريفين قد أسستم بذلك لثقافة حوارية متعددة في بلادنا وأفسحتم المجال لمشاركة أوسع للمرأة لتمارس حضورها الحواري وتناقش قضايا الوطن بشكل موضوعي مسؤول ولقد كان اجتماعنا تأكيداً لصدق انتمائنا وولائنا من خلال لقاء حواري مع مسؤولي الخدمات الصحية عرضنا فيه كمشاركين ومشاركات مختلف الأفكار والتصورات والآراء التي تجسد الخلل وتقترح الحلول.
وأشارت إلى أنه إذا كان وقوف امرأة بين يديكم يا خادم الحرمين الشريفين شرف لنا فإن أعظم ما نعتز به في هذا الوطن هو انتماؤنا لمملكة الإنسانية ومنحنا الثقة والدعم من ملك الإنسانية ففي كل مرة نتشرف بلقائكم نحظى بمكاسب كان من أمثلتها وليس حصرها وصول امرأة إلى منصب نائب وزير لأحد أهم الوزارات التي ترعى فكر الإنسان وصياغة حياته وإنه لمن الحق أن نجدد العهد لهذا الوطن الحبيب ونتبنى الحوار والوسطية والاعتدال في التعامل مع جميع العقبات والتحديات والاختلافات والتركيز على الإيجابية والتفاؤل والأمل والخير والأمن والسلام والحب ولنا في رسول الأمة عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم الأسوة الحسنة.
بعد ذلك ألقى الدكتور هادي بن مهدي آل راكة كلمة شكر فيها خادم الحرمين الشريفين وقال فيها أقولها بصدق ... فقد علمتنا معنى الشفافية ... وزرعت فينا ثقافة الحوار ... خلال الثلاثة الأيام الماضية التي شاركنا فيها في اللقاء الثامن للحوار الفكري في منطقة نجران معبراً عن سروره بما شاهده من طرح راقٍ ومسؤول وشفافية عالية من أجل هدف مشترك وهو الرقي بمستوى الخدمات الصحية في مملكتنا الحبيبة حيث تطرق الحوار لعدة مواضيع تهم صحة المواطن.
عقب ذلك ألقى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود كلمة أعرب فيها عن شكره للجميع وقال شكراً يا إخوان ، وأتمنى لكم التوفيق ، وأحب أن أنقل إليكم أن دعوة الحوار هذه ولله الحمد عمت كل بيت وكل مكان في المملكة العربية السعودية وهذا شيء تشكرون عليه جميعاً أنتم والإخوان.
أتمنى لكم التوفيق وأرجو منكم المزيد والله يوفقكم لخدمة دينكم ووطنكم وشكراً لكم.
من جهة أخرى استقبل خادم الحرمين الشريفين بقصر اليمامة أمس عددا من الأمراء وكبار المسؤولين وجمعاً من المواطنين.
واس، الوطن - الصحة والحياة talalzari.com