التوعية بآلام اعتـلال الأعصـاب والسكري

 
ضمن إطار الجهود المبذولة للتوعية بمضاعفات مرض السكري وعلاجها ومن خلال تضافر الجهود المبذولة بين القطاعين الخاص والحكومي لرفع مستوى التوعية الصحية، وبعد النجاح الكبير الذي حققته المرحلة الأولى من الحملة التوعوية\" تعرّف على نوع ألمك وتغلب عليه\"، أطلقت المرحلة الثانية من الحملة بهدف مضاعفة التوعية الصحية حول آلام الاعتلال العصبي السكري (DPN)، وهو شكل من أشكال اعتلال الأعصاب الناتج عن سوء السيطرة على مستويات السكر في الدم، الحالة التي يقدّر أن تؤثر على 65.3 % من الأشخاص المصابين بداء السكري التي قد تسبب الإحساس بالحرقة، أو وخزا مؤلما أو خدرا في القدمين أو اليدين.
وبهذه المناسبة عقدت ندوة طبية مفتوحة في جدة برئاسة الدكتور إباء سمان - إستشاري الباطنية والغدد الصماء في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الابحاث في جدة - حيث التقى بحشد كبير من الإعلاميين لما لهم من دور أساسي ومحوري في توعية المجتمع وتثقيفه حول العديد من المحاور الصحية الهامة في حياتنا اليومية خاصةً ان اكثر من 25% من السعوديين يعانون من مرض السكري في السعودية والعديد منهم يجهلون المخاطر والمضاعفات التي يمكن ان تحدث اذا لم يكن لديهم الوعي الضروري للسيطرة على هذا المرض والتي يمكن للعديد من الاشخاص تجنبه بالابتعاد عن عوامل الخطورة.
وتناول الدكتور سّمان العديد من المحاور الرئيسية لهذا الموضوع ، حيث صرح بأن ما يقرب من نصف المصابين بداء السكري يعانون من تلف الاعصاب في مرحلة معينة من مراحل حياتهم وعادة لا يتم تشخيص المرض في الوقت المناسب، حيث ان دراسات آلام الاعتلال العصبي السكري DPN أشارت الى ان هذه الحالة تؤثر تأثيراً كبيراً في حياتنا وطرق التمتع بها بل تتعداها لتطال أبسط الانشطة اليومية مثل التنقل والعمل وغيرها من الانشطة الاجتماعية.
ولمزيد من التوضيح استعرض استشاري الغدد الصماء بعض الاعراض التي تنتج عن الاصابة بالتهاب الاعصاب الطرفية الناتج عن السكري، مشدداً على خطورة المضاعفات التي تصيب المريض، ومن بينها شعور المريض بآلام فى صورة غير المتعارف عليها، مثل الإحساس بـالحرقة، والصعق الكهربائى، والبرودة الموجعة، والحكة والتنميل، وقد علل سّمان علمياً بأن السبب وراء هذه الآلام هو نتيجة تأثر في الأعصاب الذي يحدث عندما يصل السكر في الدم إلى مستويات عالية، حيث ترسل الأعصاب التالفة - التي تصبح مثارة - إشارات متلاحقة إلى المخ والنخاع الشوكي، مسببة الشعور بآلام الأعصاب السكرية.
وأشار سمان إلى أن المحافل الطبية العالمية ومنها، الأكاديمية الأمريكية لطب الأعصاب، وجمعية الألم الكندية، والاتحاد الأوروبي لجمعيات الأعصاب، والرابطة الدولية لدراسة الألم، وغيرها، اوصت كافة الأطباء بوصف التركيبة الدوائية الأكثر فعالية في علاج هذا النوع من الآلام والمسماه بالليريكا تحت المسمى العلمي (بريجبالين) كخط علاج أول، كما أجازتها أيضاً وزارة الصحة السعودية، حيث يجب وصف هذه التركيبة من قبل الطبيب المشرف على مريض السكري بهدف علاج آلام الأعصاب السكرية.
من جهة أخرى شدّد الدكتور إباء على ضرورة العناية بالقدم السكري، والتي تعتبر مثالا واضحا لاعتلال الأعصاب الطرفية، وذلك حتى لا تحدث مضاعفات خطيرة للمريض، وقد أوضح استشاري الغدد الصماء أن انتشار آلام الأعصاب الطرفية أكثر بكثير مما يتم تشخيصه واكتشافه، حيث أوردت الجمعية الأمريكية للسكري إحصائيات تفيد أن 25% من المرضى فقط هم الذين يتم تشخيص حالاتهم، وأن 56% منهم لا يعلمون بإصابتهم باعتلال الأعصاب الناتج عن السكري، وأن المرضى الذين يعانون من آلام اعتلال الأعصاب الطرفية يعانون أيضا من مجموعة أعراض متزامنة مثل صعوبة النوم، والقلق وغيرها.
وفي ختام الندوة أشاد الحضور من جميع الوسائل الاعلامية السعودية بمدى أهمية هذه الندوة لما وفرته من معلومات هامة وحيوية والتي تصبُّ جميعها في اطار التوعية والتثقيف الصحي، وأثنت على الجهود المبذولة من كلا القطاعين الحكومي والخاص في هذا المجال كما أثنت على جهود فايزر المتواصلة في خدمة المجتمع وتقديم كل ما يلزم بهدف تحويل مجتمعاتنا الى مجتمعات اكثر صحة ووعياً.

اليوم - الصحة والحياة talalzari.com