• ×

توزيع جائزة خادم الحرمين العالمية للترجمة في اليونسكو بباريس

توزيع جائزة خادم الحرمين العالمية للترجمة في اليونسكو بباريس
0
0
1282
 
الأمير عبدالعزيز بن عبدالله: المملكة تعمل على أن تكون الجائزة نواة لنهضة ثقافية عربية جديدة..

نظم أمس الثلاثاء بمقر منظمة اليونسكو في العاصمة الفرنسية باريس حفل كبير أقيم خصيصاً لتوزيع جائزة خادم الحرمين الشريفين عبدالله بن عبدالعزيزالعالمية للترجمة في دورتها الثالثة.

وقد أشرف على الحفل كل من صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين ورئيس مجلس أمناء الجائزة والسيدة إيرينا بوكوفا المديرة العامة لمنظمة اليونسكو.

وقد أكد الأمير عبدالله بن عبدالعزيز في كلمته أمام منظمي الحفل والمشاركين فيه ومن بينهم الشخصيات التي كرمت هذا العام أن المملكة اختارت مقر منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة لتنظيم هذا الاحتفال لعدة اعتبارات ودلالات منها أن المنظمة الدولية \"تعنى بصياغة المكون الثقافي للإنسان وحفظ تراثه بوصفها جسرا للتواصل والتفاهم بين الثقافات والحضارات\". ونقل سموه إلى المشاركين في الحفل تحيات خادم الحرمين الشريفين وتقديره للجهود التي تقوم بها منظمة اليونسكو في إثراء حركة الترجمة العالمية والتقارب بين الثقافات. واعتبر الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز أن حرص خادم الحرمين على إطلاق الجائزة العالمية للترجمة يندرج في سعي المملكة إلى جعل هذه الجائزة \"نواة لنهضة ثقافية عربية جديدة\".

وأما السيدة إيرينا بوكوفا المديرة العامة لليونسكو فإنها استهلت كلمتها أمام المشاركين في حفل توزيع الجائزة بالتأكيد على أن التنوع اللغوي محور أساسي من محاور نشاط المنظمة الدولية وهمومها. وخلصت إلى الحديث عن الآداب العربية فقالت إنها من أكثر آداب الشعوب والأمم عراقة وثراء ومع ذلك فإنها لم تحظ من قبل بالمكانة التي كان ينبغي أن تكون لديها لاسيما من خلال الدور الذي اضطلعت به ولاتزال في تقريب الأمم والشعوب بين بعضها البعض. وأضافت المديرة العامة لليونسكو أن جائزة خادم الحرمين الشريفين مثل ينبغي أن يحتذى به في العالم كله. ولذلك فإن منظمة اليونسكو حرصت بمناسبة تكريس عام ألفين وعشرة عام تقارب الثقافات على أن يكون حفل توزيع الجائزة ضمن الفعاليات العالمية التي تنظمها المنظمة الدولية طوال العام الجاري. وأشادت إيرينا بوكوفا بمبادرات خادم الحرمين في حوار اتباع الديانات والحضارات معتبرة أنها فعلا تعد مبادرات ريادية على المستوى العالمي اللغة والترجمة وحوار الحضارات.

وألقى الدكتور زياد الدريس سفير المملكة لدى منظمة اليونسكو كلمة بهذه المناسبة خصصها لأهمية من وصفهم ب\'\'الضيوف المفترضين المبجلين\" المجسدين عبر ثلاثة عناصر هي اللغة والترجمة وحوار الحضارات. ورأى أن اللغة كائن حي \"تنمو وتتمدد وتتقلص وتقوى وتضعف وتتجمل بماكياج الشعر والأسلوب العذب\". وأضاف الدكتور الدريس يقول: إن اللغة تموت إذا لم تخرج\" إلى الهواء الطلق ولم تخالط الناس ولم تتفاعل مع جوانب الحياة\" أما حوار الثقافات فإنه \"السبيل الوحيد لإشاعة ثقافة التسامح وتعزيز السلام\". وأما الترجمة فهي \"الطريق السريع لبلوغ أهداف التنوع اللغوي \"الذي يفتح بدوره الطريق إلى التنوع الثقافي وحوار الحضارات.

وأما الأستاذ فيصل بن معمر المشرف العام على الجائزة فإنه ركز في الكلمة التي اختتم بها الحفل على المعاني والأبعاد التي تسعى الجائزة ومن ورائها خادم الحرمين إلى التمكين لها في العالم كله ومن أهمها إرساء قواسم مشتركة بين مختلف شعوب العالم عبر الحوار والتقارب. وقال إن الجائزة جزء من المبادرات الكثيرة التي صدرت عن خادم الحرمين الشريفين وأنها اتساق مع \"مسيرة الإنجازات التي يقودها نحو آفاق أرحب وأوسع في توطين المعرفة ونشر العلم وتشجيع العلماء\" وأشاد بن معمر برؤية خادم الحرمين الثاقبة وحكمته في جعل الجائزة العالمية للترجمة جسرا يعبر منه المتحدثون باللغة العربية إلى ثقافات العالم وإبداعته وعلومه.

وما شد الانتباه في حفل توزيع حصاد جائزة خادم الحرمين للترجمة العالمية بشكل خاص تنوع فقراتها وإدراج عدد من الأفلام الوثائقية القصيرة فيها عن مبادرات خادم الحرمين الرامية لتشجيع التقارب الحضاري بين الأمم والشعوب وعن سير ذاتية للشخصيات التي فازت بجوائز الدورة الثالثة والتي تسلمت أمس جوائزها في جو تغلب عليه البهجة والتأثر.

وقد فاز في الدورة الثالثة للجائزة:

- في مجال جهود المؤسسات والهيئات: ل\"الهيئة المصرية العامة للكتاب\"؛ نظراً لتميز جهودها في مجال الترجمة من اللغة العربية وإليها من حيث غزارة الإنتاج وتنوع الموضوعات وجودة مستوى الترجمة، فقد عملت الهيئة منذ تأسيسها عام 1971 على إصدار مئات الأعمال المترجمة ضمن مجموعة من البرامج والمشاريع العلمية.

- في مجال \"العلوم الإنسانية من اللغات الأخرى إلى اللغة العربية\" منحت الجائزة مناصفة بين كل من: الدكتور محمد الخولي (مصر)، عن ترجمته لكتاب \"انهيار العولمة وإعادة اختراع العالم\" من اللغة الإنجليزية والدكتور عبدالقادر مهيري (تونس)، والدكتور حمادي صمود (تونس)، عن ترجمتهما لكتاب \"معجم تحليل الخطاب\" من اللغة الفرنسية؛

- في مجال \"العلوم الطبيعية من اللغات الأخرى إلى اللغة العربية\" منحت الجائزة مناصفة بين كل من الدكتور شريف الوتيدي (مصر)، والدكتور عصام الجمل (مصر) (أستاذا الجراحة بجامعة الملك سعود)، عن ترجمتهما لكتاب \"أسس الجراحة العصبية\" من اللغة الإنجليزية، والدكتور ناصر العندس (المملكة العربية السعودية)، والدكتور أحمد العويس (المملكة العربية السعودية)، والدكتور عبدالله القحطاني (المملكة العربية السعودية) (أساتذة الكيمياء في جامعة الملك سعود)، عن ترجمتهم لكتاب \"الكيمياء الفيزيائية\" من اللغة الإنجليزية.

وقرر مجلس أمناء الجائزة تكريم اثنين ممن خدموا الترجمة من اللغة العربية وإليها إثراءً لها وتعزيزاً لنقل الفكر والثقافة ودعماً للحوار بين الحضارات، وهما كل من:

البروفيسور المستشرق أندريه ميكيل، فرنسي الجنسية، الحاصل على درجة الدكتوراه في الأدب العربي، والذي عمل أستاذاً لكرسي اللغة والأدب العربي في معهد \"كوليج دي فرانس\"، والبروفيسور عبدالواحد لؤلؤة، عراقي الجنسية، الحاصل على دكتوراه في الأدب الإنجليزي.

وقد أنتج أندريه ميكيل أكثر من مئة وخمسة وثمانين مادةً علمية بين التأليف والترجمة والكتابة الأدبية، وركّز اهتمامه على ترجمة الأدب والشعر العربيين، ومن بين ترجماته كتاب (كليلة ودمنة)، (ألف ليلة وليلة)، (أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم)، وسيرة \"أسامة بن المنقذ\" وترجم مختارات من قصائد لبعض الشعراء العرب القدماء والمحدثين.

أما عبدالواحد لؤلؤة فقد عمل أستاذاً أكاديمياً في عدد من الجامعات العربية، وأنتج ما يزيد على ثمانية وأربعين عملاً ما بين ترجمات ومصنفات وأبحاث علمية.

حسان التليلي وصياح مصدق، الرياض - الصحة والحياة talalzari.com